أبدى الكاتب الأمريكى الشهير "توماس فريدمان" إعجابه الشديد من الجهود التى بذلها وزير الخارجية الأمريكى "جون كيرى" لإحياء عملية السلام بين الفلسطنيين والاسرائيليين، قائلاً :"لقد حقق كيرى إنجازا كبيرا فى جعل الاسرائيليين والفلسطينيين يقولون نعم للولايات المتحدة ولكن هل ينجح فى أن يقولا "نعم" لبعضنا البعض؟". واستطرد "فريدمان"، فى مقاله بصحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، ليقول: "أنا معجب باصرار كيرى فى أن يجلب الاسرائيليين والفلسطينيين إلى طاولة المفاوضات للمرة الأولى منذ خمس سنوات، كما أننى معجب بأن "كيرى" لديه الجرأة فى مواجهة الفشل". وتابع الكاتب قائلاً: "ومع ذلك، فإن احتمالات التوصل إلى اتفاق إسرائيلى فلسطينى تظل ضئيلة"، مضيفاً "هناك ما يدعو إلى الشك فى أن هذه المحادثات لن تنجح، ولكن عندما ننظر بدقة ستجد أن هناك بعض القوى الجبارة دفعت الجانبين ليقولا نعم ل"كيرى". وأشار "فريدمان" إلى بعض الأسباب التى جعلت الطرفان الاسرائيلى والفلسطينى يوافقان على الجلوس سوياً على مائدة المفاوضات وفى مقدمتها على حد قوله "إن استمرار احتلال إسرائيل للضفة الغربية سيعزز من عزل الدولة اليهودية أكثر وأكثر، ولا سيما بعد قرار الاتحاد الأوروبى باستثناء المستوطنات الإسرائيلية فى مناطق الضفة الغربية من برامج المساعدات والمنح التى يقدمها؛ وعلى الجانب الأخر فإن الرئيس الفلسطينى "محمود عباس" كان يرى فى الاضطرابات التى اجتاحات العالم العربى أنها همشت القضية الفلسطينية وأضعفت خصمه "حركة حماس"، التى حظيت بدعم كبير من النظام السورى وجماعة الاخوان المسلمين فى مصر". ومضى "فريدمان" قائلاً: "إذا لم يستطع "عباس" استغلال الجهود الأمريكية المتجددة هذه المرة – مثلما أضاع عرض رئيس الوزراء الإسرائيلى السابق إيهود أولمرت لاتفاق الدولتين فى عام 2008 لحل الدولتين – فإنه من غير الواضح متى ستأتى فرصة أخرى كهذه". واختتم "فريدمان" مقاله قائلاً: "ليس لدى أدنى شك فى أن مجرد محاولة السلام سوف يكون لها عواقب الدقيقة الجانبين، وهنا لا يجب أبداً أن ننسى كيف هم بعض المجنانين من المستوطنين اليهود الذين اغتالوا رئيس الوزراء "اسحق رابين" عندما حاول التنازل عن جزء من الضفة الغربية مقابل السلام، وعلى الجانب الأخر، لا يجب أن نقلل من قدرة المتشددين الفلسطينين على توليد العنف".