لم يأت إجماع الجمهور والنقاد علي تفوق مسلسل «ذات» في سباق دراما رمضان من فراغ، بل لأنه عمل اكتملت له جميع عناصر النجاح من نص وأداء وإخراج، وكانت بطلته نيللي كريم «ذات» الحصان الأسود بين نجمات الموسم بأداء متميز أعاد اكتشاف جانب جديد من موهبتها، قدمت دوراً صعباً في تفاصيله وشكله ومضمونه مكنها من سرقة الأضواء بهذا الدور الاستثنائى في مشوارها واعتبرته نقطة تحول في حياتها الفنية. ماذا عن ردود الفعل حول العمل؟ - سعيدة جداً بردود أفعال الجمهور والنقاد، والعمل بالنسبة له نقلة كبيرة في مشوارى الفنى، فهو عمل استثنائى خاص بى. «ذات» هي شخصية ليست بعيدة عن مجتمعنا المصرى، فهي الفتاة الرومانسية والسيدة التي تتحمل الكثير، وكنت أتمني تقديم عمل يؤرخ لفترة في تاريخ مصر، وهذا ما وجدته في ذات، فهو تاريخ مصر منذ عام 1952 لذلك وجدت أبعاد الشخصية ترصد المجتمع المصري، وأعتقد أن السبب الأساسى لنجاحها أنها تمس المجتمع. وما الصعوبات التي واجهتها في تجسيد الشخصية؟ - لم أجد صعوبات في الشخصية نفسها، لأنها موجودة وملموسة داخل مجتمعنا المصرى، فهي امرأة مصرية لا تفقد الأمل في حياتها، تمتلئ بالتفاؤل، متقبلة لأي شىء في حياتها، وفي نفس الوقت بها قوة كبيرة تدفعها لتحمل المسئولية حتي أكثر من زوجها، لكن الحالة النفسية التي تعيشها ذات في كل مرحلة عمرية من سن ال18 وحتى ال63 عاماً فكان أمراً صعباً خاصة أنها تغيير في تفاصيل الملابس والشعر والماكياج وكل شيء. «ذات» مؤجل من العام الماضى.. لماذا رفضت تقديم عمل جديد هذا العام؟ - كنت متشوقة لعرض المسلسل ومشاهدته، بالإضافة إلي أن الوضع خلال المرحلة الماضية كان غير مستقر تماماً، واستمررنا في التصوير قبل شهر رمضان ب4 أشهر، ولذلك فضلت الظهور به فقط للجمهور. الأعمال المأخوذة عن الروايات الأدبية عادة ما تكون صعبة في تجسيدها.. هل خرج المسلسل مثل الرواية التي كتبها صنع الله إبراهيم؟ - هناك اختلافات بسيطة بين النص المعالج والقصة الأصلية، ولكن ليس في المضمون، ولجأت الكاتبة مريم ناعوم لتجسيد الشخصيات علي الورق بشكل أكثر وضوحاً حتي يسهل تقديمها في شكل مسلسل، وعادة العمل الأدبى سلاح ذو حدين فإذا تم تصويره بشكل جيد ومناسب للعصر الذي تحكيه الرواية ينجح العمل، أما إذا استطرد المخرج الحكاية سيسقط العمل بكل أدواته، وهنا يأتي دور كاملة أبو ذكرى في تجسيدها للشخصيات وتوحيدها، وأيضاً اختياراتها للديكور، فالمشاهد لأحداث المسلسل يشعر أنه يعيش التفاصيل، وعندما قرأت السيناريو لم أكن قد قرأت رواية صنع الله إبراهيم، لكني من خلال السيناريو شعرت أني انتقلت للخمسينيات وعشت روحها، ما جعلني أذهب لقراءة الرواية. العمل شارك في إخراجه خيري بشارة بجانب كاملة أبو ذكرى.. هل ذلك أثر ذلك علي العمل؟ - بالعكس المخرج خيري بشارة متميز، وله تاريخ سينمائى كبير، والحقيقة أن جميع من عملوا في هذا المسلسل اجتهدوا للغاية، فقد استمر تصوير العمل أكثر من عامين وكان المفترض أن يتم عرضه في رمضان الماضي، فكان الضغط الأكبر للانتهاء من العمل بسرعة. الأعمال الأدبية دائماً ما يكون لها جمهورها الخاص علي عكس الأعمال العادية المقدمة للكبار والشباب؟ - ليس بالضرورة أن يكون كل عمل نقدمه مناسب لكل الأعمار، لكني أؤكد أن ذات مسلسل يصلح للجميع، هذا المسلسل ليس مجرد قصة أدبية صلبة لكنه عمل فنى اجتماعى يحكي تفاصيل حياة ذات وزوجها عبدالمجيد وأولادهما والعمل لم يكن ليحقق نجاحاً إذا لم ينل إعجاب كل الأعمار. هل تأجيل مسلسل «ذات» أعطاه فرصة أكبر من مشاهدته؟ - الجميل في مسلسل ذات أنه صالح للعرض في أي زمن فهو يستعرض واقع مصر منذ عام 1952 وحتي تطور الدولة والانفتاح الذي حدث فيها، يتناول التعصب الديني ونشأة الحجاب يتناول العلاقة بين المسلمين والأقباط، يتناول صفاء الشعب المصري وأعتقد أن عرضه بعد 30 يونية أفاده كثيراً لأن الشعب استرد نفسه بعد عام سياسي مرير أثر علي مجريات مصر بكامل تاريخها. هذا العام يتنافس أكثر من 50 مسلسلاً في الماراثون الرمضانى.. كيف ترين الموسم الدرامى؟ - أنا سعيدة أن الفنانين والمنتجين لم يتوقفوا أمام الأوضاع السياسية المرتبكة التي عاشتها مصر خلال المرحلة الماضية، بل قرر الجميع العمل وتقديم أعمال محترمة بمستوي عال جداً، وهذا ما حدث في مستوي المسلسلات المقدمة، فهناك طفرة حقيقية في كل المسلسلات. اختياراتك السينمائية محددة.. على أي أساس تختارين أعمالك؟ - لا يهمني التواجد بقدر اهتمامي بتقديم أعمال تبقى في تاريخي فأنا من مدرسة الراحل يوسف شاهين وتعمدت في كل اختياراتى السينمائية، أن أختار موضوعات هادفة يحترمها المشاهد، وهذا ما حدث مثلاً مع «واحد صفر» وفيلم «678» فأنا أقدم الأعمال الجريئة في موضوعاتها القوية في تفاصيلها. قصة أدبية أخري تعودين بها للسينما من خلال «الفيل الأزرق» حدثينا عنه؟ - سعيدة للغاية بفيلم الفيل الأزرق، وتحقيق الرواية لكل هذا النجاح جعلني متفائلة بنجاح العمل خاصة أن به كل عناصر النجاح، حيث يشارك في بطولته فنانون كبار وهم: كريم عبدالعزيز وخالد الصاوي وشيرين رضا، ومؤلف العمل أحمد مراد كتب رواية تجمع بين العلم والتراث المصرى. دور لبنى في الفيلم مركب وصعب، ما الصعوبات التي واجهتك في تجسيده؟ - شخصية «لبنى» مركبة فهي فتاة تعاني من مشاكل نفسية خاصة بعد اتهام شقيقها بقتل زوجته ودخوله مصحة نفسية للكشف علي قواه العقلية، ووسط الأحداث تلتقى «لبنى» حبها الأول لكنه يجدها متزوجة إلا أنه يتعاون معها لإثبات براءة شقيقها، والفيلم ملىء بالقصص الإنسانية والعلاقات الدافئة بين الشخصيات. لماذا تأجل فيلم «الصمت»؟ - بسبب ظروف إنتاجية رغم أن السيناريو جرىء ومميز وكنت أتمني تقديمه خاصة أن الكاتب رفيق الصبان أجرى كل التعديلات عليه. كيف ترين مستقبل السينما بعد المشاكل التي واجهتها في الآونة الأخيرة؟ - مصر كلها كانت تمر بنكبة كبيرة والحمد لله أن الجيش خرج في الوقت المناسب ليعلن ميلاد مصر جديدة وأعتقد أن السينما ستعود وسيكون هناك اتجاهات واضحة الأيام القادمة لتبني مشروعات سينمائية جديدة ذات موضوعات متميزة. كيف تقرأين المشهد السياسي في مصر الآن؟ - لا أنكر خوفي علي مصر، ولكني متفائلة بأن الشعب الذي نزل إلي ميدان التحرير وبلغ العدد أكثر من 33 مليون مصرى يوم 30 يونية دافعوا عن شرعيتهم ومثلوا إرادة الشعب، لأن الإخوان لا يمتلكون أي شرعية بعدما أساءوا للوطن واعتبروه قاعدة لتنفيذ مخططاتهم وحاربوا الفن ومنعوا الباليه ووضعوا القيود ولكن بعد المشهد الذي جسده الشعب المصرى وأبهر العالم فعلينا جميعاً أن نتفاءل بمستقبل أفضل.