استطاعت القنوات المصرية سواء الأرضية أو الخاصة أن تنقل الواقع المصري من خلال شاشاتها، بعد أن كانت منبوذة بسبب تغطيتها لأحداث ثورة يناير عام 2011 حيث كان ولاءها للنظام الحاكم، في حين استطاعت قناة الجزيرة في ذلك الوقت أن تكون محرك الثورة المصرية 25 يناير، ولكن في عام 2013 انقلب الحال حيث أصبحت الجزيرة موالية لحكم الإخوان بينما احتل الإعلام المصري أحتل مركز الصدارة في نقل الأخبار من الواقع المباشر. ففي يناير 2011 كان التلفزيون المصرى في انحياز تام إلى حكم الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك وكانت لا تبث شيئًا من ميدان التحرير أو الميادين التى شهدت احتجاجات ضد المخلوع مبارك، إلا أنها بعد أن وجدت أن الشارع المصري له الكلمة العليا أصبحت تننقل الخبر بشفافية تامة وأصبحت المحرك الرئيسي في جميع الأحداث ونقلها فيما بعد. فعندما قامت ثورة 30 يونيو نقل التلفزيون فاعليات التظاهرات بنقاء تام وفي 24 يوليو 2013 قامت القنوات المصرية جميعها بوقف بث البرامج الترفيهية والمسلسلات من أجل نقل فاعليات مليونية التفويض للجيش، كما قامت بحث المواطنين للنزول إلى ميادين مصر من أجل التفويض. وفي حادثة الحرس الجمهوري قامت القنوات المصرية بنقل الوقائع ولم تنحاذ لأحد من الطرفين، وبثت المؤتمر الصحفي للجيش والذي جاء به أن القوات المسلحة التزمت أعلى درجات النفس ولم تبدأ بالعدوان على المتظاهرين . وفي المقابل كانت الجزيرة تنقل صور الضحايا المدنيين أمام الحرس الجمهورى من الخامسة والنصف صباحًا دون أن تنقل صورة واحدة لمن أطلقوا النار على قوات الجيش والشرطة، في الوقت الذي أكدت فيه المنظمات الحقوقية أن أحداث العنف بدأت بعد مرور ساعة كاملة من صلاة الفجر، بالتراشق بالألفاظ المسيئة من عناصر الإخوان، ضد عناصر القوات المسلحة، وأن عناصر من التنظيم وبعض أنصاره اعتلت أسطح المباني حاملين قنابل المولوتوف وأسلحة وذخيرة، فيما التزمت القوات المسلحة بضبط النفس لأقصى درجة. وفي حادثة استخدام الأطفال في تظاهرات الإخوان وظهورهم مرتدين الأكفان فلم تشر قناة الجزيرة بكلمة واحدة تجاه ذلك، في حين قامت المنظمات الحقوقية بإدانة تلك الحادثة. وفي سقطة جديدة لقناة الجزيرة بعد أن أقرت في 25 يناير أن ميدان التحرير يسع إلى 2 مليون متظاهر، جاءت لتدعي أن ميدان التحرير يسع إلى 500 ألف متظاهر "كحد أقصى" في ثورة 30 يونيو. وجاء الهجوم على مدينة الإنتاج الإعلامي يوم الجمعة 2أغسطس 2013 حيث تم القبض على 31 متهًما ومصادرة سيارتين عليهما مكبرات صوت،لتقوم قنوات التلفزيون المصري بنقل الأحداث جميعها مباشرة. وفي إشارة لمحاولة الموازنة بين المشهد السياسي بمصر، اجتمعت قيادات اتحاد الإذاعة والتليفزيون للتأكيد على أن المهنية هى السبيل الوحيد للحفاظ على مستوى الأداء الذى حققه الاتحاد بكل قنواته وشبكاته الإذاعية، خلال تغطية ثورة ال 30 من يونيو، معلنا وقوفه مع الشعب المصرى وثورة شعبه، ومساندة الشرطة والقوات المسلحة ؛الدرع الواقى للوطن، وأن الاتحاد أنه سيظل إعلام الدولة والشعب بكل توجهاته وانتمائته، وإن إعلاء المصلحة العليا والحفاظ على سلامة الوطن والمواطن وطرح رؤى لبناء مصر وتحقيق الانطلاق المنشود أهداف أساسية يلتزم بتحقيقها. وفى هذا السياق قالت مجلة فورين بوليس: "الرصاصة قد تقتل شخصًا واحدًا لكن الكاميرا الكاذبة تقتل أمة"، فقد أصبح تحيز "الجزيرة" للإخوان حقيقة واقعة الآن، كما انتقدت مجلة ايكونوميست في يناير 2013 القناة بعنوان "يجب أن تعمل بشكل أفضل"، واتهمتها بالانحياز الكامل للإخوان. وفي نوفمبر 2012 كتب أستاذ العلوم السياسية الأن غريش أنها "فقدت الكثير من بريقها وعددًا من أفضل صحافييها، وأصبحت ناطقة باسم الإخوان،واتفق معه الباحث الإعلامي في واشنطن عادل إسكندر يقول: "أنها فقدت جمهورها وأصبح يُنظر إليها كقناة منبوذة في المجتمع الأكثر سكاناً في العالم العربي".