اختلف العلماء المعاصرون في حكم قطرة الانف هل هي مفطرة أو لا ؟ ويقول الدكتور عبد الحليم منصور رئيس قسم الفقه المقارن بجامعة الأزهر ، فرع الدقهلية أن العلماء اختلفوا على رأيين : الرأي الأول : أنها مفطرة ، وإليه ذهب ابن باز وابن عثيمين ومن وافقهما وأصحاب هذا الرأي عللوا قولهم : بقوله عليه الصلاة والسلام :" وبالغ في المضمضة والاستنشاق إلا أن تكون صائما " فقد دل هذا الحديث بطريق المنطوق على استحباب المبالغة والاستنشاق لغير الصائم ، ودل بطريق المفهوم على النهي عن المبالغة في المضمضة والاستنشاق للصائم لما يترتب على المبالغة من وصول شيء من الماء إلى الجوف فيؤدي إلى الإفطار وإن كان يسيرا ، فكذا ما كان في معنى ذلك وهو قطرة الأنف . الرأي الثاني : أنها لا تفطر : لأنها ليست أكلا ولا شربا ، وليست في معناهما ، كما أنه يمكن قياسها على ما تبقى من أثر المضمضة والاستنشاق ، فكما أنه غير مفطر وإن وصل إلى المعدة ، فكذا هذه ، فالقطرة الواحدة = 0.06 من السنتيمتر الواحد المكعب ، ثم ستدخل هذه القطرة إلى الأنف ولن يصل إلى المعدة إلا شيء يسير فيكون معفواًَ عنه ، كما أن الأصل صحة الصيام وكونه يفطر بهذا فهذا أمر مشكوك فيه ؛ والأصل بقاء الصيام ، واليقين لا يزول بالشك . الرأي الراجح : يبدو لي بعد العرض السابق لآراء الفقهاء وأدلتهم في هذه المسألة رجحان ما ذهب إليه القائلون بأن قطرة الأنف لا تفطر ، للشك في وصولها للجوف،وعلى فرض حدوث ذلك فهي كأثرالمضمضة والاستنشاق المعفو عنه ، ولأن هذا ما يتفق والتيسير الذي جعله الله عز وجل أساسا في العبادات قال تعالى :" يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر " والله اللى سواء السبيل .