فى ظل الأحداث الأخيرة وخاصة بعد عزل الرئيس السابق"محمد مرسى" واعتصام مؤيديه فى ميدان رابعة العدوية؛ ظهرت بعض المشاهد التى لم تعتد أعين الشعب المصرى على رؤيتها، وتمثلت هذه المشاهد فى استخدام الأطفال فى المظاهرات التى تندد بعودة المعزول مرة أخرى. كان مشهد الأطفال حاملين أكفانهم فى مقدمة مسيرة الثلاثاء السابق الموافق 30 يوليو مشهدًا مؤسفًا رفضته جميع الجهات المسئولة عن حقوق الطفل وحقوق الإنسان. وأوضح "هانى هلال" "أمين عام ائتلاف حقوق الطفل" أنه قد تم إرسال 6 مناشدات لجماعة الإخوان المسلمين؛ لإبعاد الأطفال عن المشهد السياسى ولم يكن هناك أى رد فعل إيجابى. وأشار إلى أن الائتلاف تقدم ببلاغ للنائب العام يتهم فيه قيادات الجماعة (المرشد العام, وصفوت حجازى, وعاصم عبد الماجد, والبلتاجى) بتُهم الاتجار بالأطفال, واستغلال احتياج المواطنين بالإضافة إلى تهمة تعريض حياة الطفل للخطر، وذلك فقًا لما ينص عليه قانون الطفل المصرى. وتابع:" أما عن الأطفال الذين شوهدوا مؤخرًا فى مسيرة العباسية حاملين أكفانهم، فقد تبين أنهم يتبعون ملجأ يمتكله الإخوان موجودًا فى 2 شارع الطيران مدينة نصر, وقام الائتلاف بإرسال مذكرة ل"وزير الداخلية" يطالبه بضرورة التدخل لحماية الأطفال، وضرورة فض الاعتصام؛ حفاظًا على حقوق الطفل". وأشار"هلال" إلى أن المجلس القومى للطفلة والأمومة كان له موقف إيجابي، حيث أرسل بلاغًا للنائب العام يدين فيه محاولة استخدام الأطفال فى المشهد السياسى. ويرى رئيس منظمة الاتحاد المصرى لحقوق الأنسان"نجيب جبرائيل" أن استخدام الأطفال فى المسيرات يُعدُّ انتهاكًا للاتفاقيات الدولية الخاصة بحقوق الطفل، وقد أرسلت المنظمة تقريرًا"لليونسيف" تطالبها بضرورة التدخل، واتخاذ إجراءات صارمة نحو هذا الموقف. وأضاف: كما أرسلت المنظمة بلاغًا إلى النائب العام ضد النساء اللاتى يسمحن باستخدام أطفالهن فى المظاهرات والأحداث السياسية، وذلك بنص القانون الذى يتعلق بتعريض حياة الصغير إلى الخطر، فضلًا عن إرسال إخطار ل"وزير التضامن الاجتماعى" يطالبه بضرورة مراجعة الجمعيات الأهلية، ودور الأيتام حتى لا يخضع الأطفال بها للاستغلال من جانب أى جهة سياسية. وبالنسبة لدور المجلس القومى للأمومة والطفولة، قال جبرائيل:" إن المجلس كان متباطئًا, حيث إنه كان من المتوقع أن يأخذ المجلس خطوات أكثر جراءة من هذه الخطوات تتمثل فى الدعوة للقيام بمسيرات تندد يرفض استخدام الأطفال فى الأحداث السياسية وتعريضهم للخطر". وأشارت الدكتورة سمية الألفى - مدير عام الإدارة العامة للتنمية والتنوع بالمجلس القومى للطفولة والأمومة - إلى أن ما يحدث فى رابعة العدوية من استغلال للأطفال، واستخدمهم فى المسيرات التى ينظمها الإخوان المسلمون يُعدُّ انتهاكًا للقانون المصرى والوثيقة الدولية لحقوق الطفل. وأوضحت أن المجلس سيتخذ إجراءات صارمة لحماية الأطفال فمن المتوقع أن يتم التنسيق مع الجهات الأخرى المسئولة عن حقوق الطفل ومنظمات حقوق الإنسان فى هذا الصدد، ومناقشة الخطوات التى سيتم اتخاذها فى هذا الموضوع التى من شأنها حماية الأطفال.