تبنى تنظيم "الدولة الاسلامية في العراق والشام" الذي يتبع قيادة القاعدة هجمات الاثنين الدامية في العراق، معلنا عن حملة جديدة، بحسب بيان نشر على مواقع جهادية بينها "حنين". وقال البيان الذي نشر الثلاثاء "انطلق رجال الدولة الاسلامية (...) ليدكوا عمق المحميات الصفوية في بغداد (...) حيث قامت المفارز الأمنية والعسكرية يوم الاثنين الموافق للعشرين من رمضان وبصورة متزامنة بضرب أهداف تم استطلاعها وتشخيصها بدقة". وتابع البيان "وزعت الأهداف المنتخبة على مقرات حكومية ومراكزأمنية وعسكرية وأوكارشررافضية ورؤوس لأوباش الصفويين وأحلافهم خونة السنة، كجزء من الفاتورة الثقيلة التي سيدفعها هؤلاء المشركون جزاءا وفاقا على ما يفعلونه ضد أهل السنة". وقتل في مجموعة الهجمات التي استهدفت مناطق متفرقة في العراق الاثنين وخصوصا بغداد، نحو 60 شخصا وأصيب أكثر 225 بجروح. واستهدفت معظم الهجمات التي شملت 17 سيارة مفخخة وعددا من العبوات الناسفة، مناطق تسكن معظمها غالبيات شيعية، ووقعت في أوقات متزامنة بدءا من الساعة 07,30 04,30 تغ. وهذه المرة الأولى التي ينشر فيها بيان يتبنى فيه تنظيم القاعدة في العراق مجموعة هجمات منذ نحو ثلاثة أشهر، علما أن التنظيم ذاته تبنى الأسبوع الماضي هجوما على سجني التاجي وأبو غريب قرب بغداد تمكن خلاله مئات السجناء من الهرب. وأكد تنظيم "الدولة الاسلامية في العراق والشام" في بيانه الثلاثاء أن الهجوم الذي استهدف السجنين شكل ختام حملة "هدم الأسوار" التي اطلقها زعيم "القاعدة" في العراق أبو بكر البغدادي في تموز/يوليو 2012. وأعلن التنظيم عن حملة جديدة اطلق عليها اسم "حصاد الأجناد"، مشيرا إلى أن هجمات الاثنين شكلت أول "العمليات النوعية" ضمن هذه الحملة. في هذا الوقت، قتل عشرة أشخاص أصيب 20 أخرين بجروح في هجمات متفرقة في العراق الثلاثاء استهدف معظمها قوات الشرطة، حسب ما أفادت مصادر أمنية وطبية فرانس برس. وقال ضابط في شرطة منطقة الصويرة (50 كلم جنوب بغداد) إن "ثلاثة من عناصر الشرطة قتلوا وأصيب اثنان من رفاقهم بجروح في هجوم مسلح استهدف نقطة تفتيش للشرطة". وفي كركوك 240 كلم شمال بغداد قال مصدر في الشرطة إن "شرطيا قتل وأصيب أخر بجروح جراء انفجار عبوة ناسفة استهدف دورية للشرطة شمال مدينة كركوك". وأضاف أن "شخصا قتل وأصيب أخر بجروح بانفجار عبوة لاصقة على سيارة مدنية في شمال المدينة". كما أصيب شخصان بجروح جراء انفجار عبوة ناسفة على سيارة مدنية، وفقا للمصدر ذاته. وفي تكريت (160 كلم شمال بغداد) قال ضابط برتبة مقدم في الشرطة إن "هجوما انتحاريا بحزام ناسف استهدف نقطة تفتيش للشرطة ما أدى إلى إصابة سبعة منهم بجروح". وقتل أيضا شخصان وأصيب عشرة بجروح في انفجار عبوة ناسفة خارج مسجد "المهدي" في طوزخرماتو (175 كلم شمال بغداد)، وقتل ثلاثة من عناصر الشرطة في هجوم مسلح في الموصل (350 كلم شمال بغداد). وقتل في أعمال العنف في العراق منذ بداية تموز/يوليو الحالي اكثر من 820 شخص بحسب حصيلة أعدتها وكالة فرانس برس استنادا إلى مصادر أمنية وطبية. وتحمل أعمال العنف طابعا طائفيا متزايدا بين السنة والشيعة في بلاد عاشت حربا أهلية طائفية بين عامي 2006 و2008 قضى فيها الآلاف. وقد اعتبر الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون الاثنين أن العراق بات على "شفير الهاوية". وقال ادواردو دل بوي المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة إن بان "يشعر بالقلق. العراق بات على مفترق طرق. على قادته السياسيين أبعاد البلاد عن شفير الهاوية وعدم ترك أي هامش للمناورة لمن يسعون إلى استغلال الأزمة السياسية من خلال العنف والإرهاب".