يقول الدكتور محمد سعيد رسلان فى درسه بجامع «سبك الأحد» بالمنوفية، إن الفتن تعمى الأبصار وتغشى حجبها على الأبصار، والفتنة اذا أقبلت علمها كل عالم ,وإذا أدبرت علمها كل جاهل. وليعلموا أن التنازع أعظم أسباب الهزيمة وهو ناشئ عن التقصير فى طاعة الله ورسوله لذلك قرن الله بينهما فى آية واحدة فقال تعالى «وأطيعوا الله ورسوله ولاتنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم». وأما من أطاع الرسول فهو منصور، ومن يخالفه مخذول كما قال تعالى: «ان الذين يحادون الله ورسوله ,أولئك الأذلين».. وقال صلى الله عليه وسلم «..... وجعل الصغار على من خالف أمري». وقال شيخ الإسلام ابن تيميه: «والبدعة مقرونة بالفرقة, كما أن السنة مقرونة بالجماعة, فيُقَال: أهل السنة والجماعة كما يقال أهل البدعة والفرقة «والنجاة طريقها الاعتصام بالسنة، فهي سفينة نوح من ركبها نجا ومن تخلف عنها غرق وهلك».. قال صلى الله عليه وسلم: «فانه من يعش منكم بعدى فسيرى اختلافاً كثيراً، فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين، تمسكوا بها وعضوا عليها بالنواجذ وإياكم ومحدثات الأمور».. ولنعلم جميعاً أن البغي عاقبته وخيمة، وأنه أسرع الذنوب عقوبة, فبغى الباغي سهام يرميها من نفسه إلى نفسه، ولو رأى المبغي عليه ذلك لسره بغى الباغي عليه، ولكن لضعف بصيرته لايرى إلا صورة البغي دون آخره ومآله وقد قال تعالى: «ذلك ومن عاقب بمثل ماعوقب به ثم بغى عليه لينصرنه الله».. فإذا كان الله قد ضمن له النصر مع أنه استوفى حقه أولا فكيف بمن لايستوفى شيئاً من حقه، بل بغى عليه وهو صابر.. وما من ذنب أسرع عقوبة من البغي وقطيعة الرحم، فقال صلى الله عليه وسلم: «ما من ذنب أجدر أن يعجِّل الله لصاحبه العقوبة، مع مايدخر له فى الآخرة من البغي وقطيعة الرحم».. وقد سبقت سنة الله انه لو بغى جبل على جبل جعل الباغي منهما دكاً.. وما أعظم جريمة من يسعى ليخرق السفينة ليغرق أهلها، وماأشد جرم من يسعى لإحداث الفوضى وإطلاق الغرائز من قيودها، وما أكبر إثم من سعيه لإضاعة مكاسب الإسلام فى بلد ينعم بهذا الدين منذ أكثر من أربعة عشرة قرناً !!