إنَّ الاعتكافَ عبادةٌ يخلو فيها العبدُ بخالقه، ويقطعُ العلائقَ عما سواء، فيستحبُ للمعتكف أن يتفرغَ للعبادة فيكثرُ من" الصلاة، والذكر، والدعاء، وقراءة القرآن، والتوبة، والاستغفار، ونحو ذلك من الطاعات التي تُقربه إلى الله تعالى. ويباح للمعتكف الخروج من المسجد للضرورة كالخرزج للأكل والشرب، إذا لم يكن له من يحضرهما له، والخروج لقضاء الحاجة، والوضوء والاغتسال، ويباح التحدث إلى الناس فيما يفيد، والسؤال عن أحوالهم، أما التحدث فيما لا يفيد وفيما لا ضرورة فيه، فإنه ينافي مقصود الاعتكاف وما شُرع من أجله، ويباح له أن يزور بعض أهله وأقاربه، وأن يتحدث إليهم لحديث صفية – رضي الله عنها – حيث قالت:" كان الرسول - صلى الله عليه وسلم - معتكفًا فأتيت ليلًا، فحدثته ثُمَّ قُمتُ فانقلبت فقام معي ليقبلني"، معنى يقبلني: يردني إلى بيتي. وللمعتكف أن يأكل ويشرب وينام في المسجد مع المحافظة على نظافة المسجد ورونقه. أما الحديث عن مبطلات الاعتكاف فهي: 1-الخروج من المسجد لغير حاجة عمدًا، وإن قل وقت الخروج؛ لحديث عائشة – رضي الله عنها- :" وكان لا يدخل البيت إلا لحاجة إذا كان معتكفًا". 2-الجماع ولو كان ليلًا، أو كان الجماع خارج المسجد لقوله تعالى:" ولا تباشروهن وأنتم عاكفون في المسجد". 3-ذهاب العقل يفسد الاعتكاف كالجنون والسكران؛ لخروج المجنون والسكران عن كونهما من أهل العبادة. 4-الحيض والنفاس؛ لعدم جواز مكث الحائض والنفساء في المسجد. 5- الردة؛ لقوله تعالى:" لئن أشركت ليحبطن عملك". الحمد لله فاتحة كل خير وتمام كل نعمة.