خرجت في الآونة الأخيرة أخبار.. أو تسريبات عن ترشح الفريق أول عبدالفتاح السيسي لرئاسة الجمهورية.. وبعد فترة من جس النبض خرج المتحدث العسكرى لينفي نية السيسي خوض الانتخابات وأنه يفضل موقعه كقائد عام ووزير دفاع، ومع ذلك فقد ترك المتحدث العسكري الباب مفتوحاً أمام ترشح السيسي بأن قال بأن القائد العام لو تقاعد فمن حقه الترشح للرئاسة. جلست بيني وبين نفسي وتساءلت: ليه لأ.. فالرجل يمتلك شعبية ومكانة في قلوب المصريين لا يمكن إنكارها -حتى من خصومه- كما أن الرجل يمتلك «قلب ميت» لا يخاف ولا يقبل التهديد بدليل أنه ضرب بتهديدات العصابات الإخوانية عرض الحائط في حين أن سابقه الرجل الوطنى الشريف «طنطاوى» خشي منهم، واستجاب لتهديداتهم المتكررة بحرق مصر، سواء قبل إعلان نتيجة الانتخابات الرئاسية أو أثناء ترشيح المجلس العسكري للبرادعى رئيسًا للوزراء. كما أن السيسي يمتلك شعورًا إنسانياً عالياً جعل أحاديثه تنفذ للقلب مباشرة، حتي إنه أبكى الجميع عندما قال في احتفال فني بالقوات المسلحة تقطع أيدينا ولا تمتد لمواطن مصرى، كما أن الرجل يمتلك ميزة لم تتوفر لغيره من رؤساء مصر السابقين وهي صغر سنه والتي لا تتعدى الخامسة والخمسين عاماً، وهى ميزة هائلة إذا عرفنا أن مبارك كان قد تعدى الثمانين عاماً بعدة أعوام مما جعله يفقد أي حماس أو حساسية أو سرعة بديهة في رد الفعل كما كان «ناصر» والذي كان تقريباً في عمر الثانية والخمسين عاماً لحظة رحيله. السبب الآخر الذي أراه مناسباً لوجود شخصية علي رأس الحكم لها خلفية عسكرية كالسيسي هو كم التحديات التي تواجهها مصر في الوقت الحاضر من أعداء يتربصون بمصر من كل جانب سواء إسرائيل أو حتي إثيوبيا وبعض دول حوض النيل التي تتحرش بمصر وتعلن إقامة سدود جديدة كل يوم تؤثر علي مياه النيل عاجلاً أو آجلاً!! كما أن الخطر الأكبر الموجود في سيناء، والتي حاولت العصابات الجهادية -بمساعدة النظام الإخوانى- إنشاء إمارة إسلامية تكون مركزًا لمملكة الشيطان في سيناء.. فهذه الجماعات لا تحتاج إلي رئيس «مصاطبى» كمرسى، ولكن تحتاج إلي قائد عسكري لديه القدرة علي تقدير المواقف وقيادة الحرب الشرسة لاستئصال هذا الورم السرطانى من قلب الوطن. قد يقول قائل لا نريد مصر دولة عسكرية وأنا أقول له وأى عسكرية تكون عندما يترشح للرئاسة شخص مدني اسمه عبدالفتاح السيسي بعد تقاعده العسكرى، وهل خلفيته العسكرية التي تعد وساماً علي صدره أصبحت في نظر البعض «سبة» في تاريخه.. ما هذا الهبل والخلل العقلى!! وأريد أن أذكركم بأن أعظم حكام مصر في تاريخها الحديث قد جاءوا من هذه المؤسسة التي تعد مدرسة لتعليم الوطنية والانضباط وما تجربة عبدالناصر والسادات ببعيدة. وأظنكم معي قد رأيتم صورة الزعيم الراحل جمال عبدالناصر في بدلة الفريق أول عبدالفتاح السيسي ورأينا حزمه وحسمه وانحيازه الفورى لثورة الشعب، والتي لو فشلت لكلفت الرجل حياته نفسها، ومع ذلك لبى نداء الشعب وتدخل فوراً ضد رئيس دموى تحول في لحظة من رئيس دولة إلي زعيم عصابة، ولعل أعظم وسام ناله السيسي في الآونة الأخيرة هو الهجوم البشع والسافل من القرود التي تتقافز فوق منصة رابعة العدوية ونهضة مصر.. ومع كل هذه السفالات أبدى الرجل صبراً يفوق الحدود وقال كلمته المهذبة: «الموجودون في رابعة أخوتنا ولازم نصبر عليهم كثير».. يا سادة لا ترددوا كلاماً كالببغاوات وتقولوا بلا وعى.. لا لرئيس عسكرى.. فما السيسي بعسكري إذا ما تقاعد، ثم ماذا أخذتم من الرئيس المدنى.. الذي أضاع حقوق البلاد والعباد في مصر.