وجدتني مرغما علي استدعاء الشهور الاولي للرئيس الراحل أنور السادات في حكم مصر بعد وفاة جمال عبدالناصر فجأه في28 سبتمبر1970. أنور السادات كان نائبا لرئيس الجمهورية وكان معه نائب آخر هو حسين الشافعي. رأت أركان الحكم آنذاك بزعامة علي صبري رئيس الوزراء وسامي شرف سكرتير الرئيس عبدالناصر للمعلومات أن يتولي السادات خلافة عبدالناصر في حكم مصر علي ألايتخذ قرارا دون الرجوع اليهم بمعني أن علي صبري ورفاقه هم الحكام الحقيقيون أما السادات فهو مجرد خيال مآتهاجتر السادات اهاناتهم المتعمدة التي وصلت إلي حد الاستهزاء وتظاهر امامهم بقبول الاستهزاء إلي أن أعد خطته للتخلص منهم جميعا في ساعة واحدة وكان الفريق الليثي ناصف قائد قوات الحرس الجمهوري هو ذراعه القوية في تنفيذ هذه الخطة وفي ساعة الصفر المحددة توجهت مجموعات من ضباط الحرس الجمهوري إلي منازل علي صبري ورفاقه وزجوا بهم في السجن الحربي. واطلق عليهم السادات آنذاك وصف مراكز القوي واستقرت الأمور بعدها للرئيس السادات وشعر بعد تخلصه من علي صبري وعصبته انه الحاكم الفعلي لمصر وبدأ في استكمال الخطط العسكرية لخوض الحرب ضد اسرائيل. ووجدتني اواجه سؤالا ملحا هل ارغام القلم علي استدعاء مشهد الشهور الاولي للسادات في الحكم مرتبط بقرار د. مرسي احالة المشير طنطاوي والفريق عنان للتقاعد وتفكيك المجلس العسكري. اما بتوزير اعضائه أو منحهم المناصب وتعيين وزير دفاع كان أصلا مديرا للاستخبارات العسكرية؟ بالتأكيد. بالرغم من اختلاف الظروف التاريخية لكلتا المرحلتين.. فايام السادات أجري استفتاء علي انتخاب مرشح واحد فقط هو السادات لخلافة عبدالناصر. اما في وضعنا الراهن فقد جاء مرسي بانتخابات نزيهة يؤكدها الفارق البسيط بينه وبين منافسه. السادات جمع مراكز القوي وأودعهم السجن وهذه الحركة الجريئة هي التي اجهضت الثورة المضادة لنظام حكمه الوليد آنذاك أما في حالة الرئيس مرسي فقد تولي الحكم في أول انتخابات حرة في تاريخ مصر منذ أن عرفت التاريخ ولكنه وجد الكثير ممن حوله يشهدون الله انهم معه وهم يقولون بأفواهم ماليس في قلوبهم فكان لابد من الحسم لانه لايمكن لبلد أن يستقر والحكم فيه لرأسين. العامل الوحيد المتشابه في المرحلتين هو الرجل المحوري المخلص لنظام الحكم الجديد كان ايام السادات الفريق الليثي ناصف وأيام د. مرسي هو الفريق أول عبدالفتاح السيسي.