رغم أن عدد المسلمين في نيوزيلندا لا يتجاوز أكثر من 55 ألف نسمة، إلا أن القانون يمنحهم ممارسة شعائرهم بحرية مطلقة. وعندما يحين موعد استطلاع هلال شهر رمضان يخرج بعض المسلمين هناك إلى المرتفعات لمراقبة هلال رمضان، وإذا ما تحققوا من ثبوت هلال رمضان نشروا خبر ذلك عبر وسائل الإعلام المختلفة. ويحافظ المسلمون هناك على سنة السحور، فهم ينهضون من نومهم لتناول طعام السحور، والذي يشتمل عادة على الحليب والجبن والبيض. ويكون الإفطار الجماعي عادة في المساجد طيلة أيام الشهر الكريم، حيث يتولى المحسنون ترتيبها وتمويلها، كما تنظم بعض الجمعيات الإسلامية الإفطار الجماعي باستئجار قاعات خاصة، تدعو المسلمين للحضور إليها، فتحضر كل أسرة ما تيسر لها من الطعام أو الحلويات للمشاركة والتعارف والتقارب. وتخفض بعض المحلات التجارية الإسلامية قيمة بعض المواد التي تُستخدم في صنع الحلوى لرمضان والعيد إكراما لهذا الشهر الكريم. يرتاد المسلمون فى نيوزيلندا دور العبادة لأداء صلاة العشاء والتراويح، والتى يصليها الجميع فى عشرين ركعة فى أغلب المساجد، ويقرأ فيها الإمام جزءًا كاملاً من القرآن الكريم، ويتخللها الدروس الدينية، كما يؤدى كثيرا من المصلين صلاة التهجد، وقراءة القرآن الكريم، وخاصة ليالى العشر الأخيرة من رمضان، وهكذا يداومون على الذكر إلى أن يقترب أذان الفجر، ولا يخلو مسجد هناك من وجود معتكف عاكف على العبادة والطاعة، وقد أعد القائمون على أمر دور العبادة أشكاكاً صغيرة للمعتكفين فى المساجد يخلو فيها المعتكف مع ربه سبحانه وتعالي، الأمر الذى يبعث على تغذية الروح، واستشراف الرحمة، والخشوع فى العبادة، والتدبر فى قراءة القرآن، والتفكر فى خلق الله. وصلاة التراويح تتمتع بحب عظيم واحترام كبير عند المسلمين هناك، ونظرا لقصر الليل في تلك البلاد فإن صلاة التراويح تنتهي وقد قاربت الساعة الثانية عشرة ليلاً. ولا يمنع هذا الأسر المسلمة من التزاور والالتقاء والسهر إلى جزء من الليل، رغم ضيق الوقت. ولا تخلو المساجد، التي أشهرها مسجد عمر بن الخطاب ومدرسة المدينة، من المعتكفين، حيث يوجد بها أكشاك صغيرة، يخلو فيها المعتكف مع ربه سبحانه وتعالى. ويسارع المسلمون في نيوزيلندا بإخراج صدقات أموالهم، وزكوات فطرهم، ويوزعونها على المستحقين من الفقراء والمساكين إن وجدوا، وإلا بعثوا بها إلى بلادهم الأصلية، وهم يتولون أمر ذلك بأنفسهم، إذ لا توجد جهات مختصة تتولى أمر جمع الصدقات وتوزيعها.