هشام زعزوع وزير السياحة العائد إلي الوزارة وسط سعادة الجميع واحتضانهم لأفكاره وطموحاته الآملة إلي عودة مصر إلي تبوؤ مكانتها التي تليق بها، خاصة في ظل الآمال المعقودة علي السياحة بعد 30 يونية، خاصة أننا قاب قوسين أو أدني من استقرار الأوضاع في مصر في ظل حكومة الببلاوي ورعايتها للاستثمارات المحلية والأجنبية في جميع المجالات خاصة المجال السياحي. فداخل جرابه العديد من الأفكار والخطط الطموحة التي قرر زعزوع من خلالها تذليل التحديات التي تواجه صناعة السياحة المصرية وعودتها لسابق عهدها، مع إقامة مشروعات جديدة في المناطق السياحية في مصر، مع التركيز علي السوق العربية وتهيئة الأرضية الضرورية لزيادة الاستثمارات سواء العربية أو الأجنبية. إنه يحمل آمالاً لزيادة المقصد السياحي الداخلي والخارجي في ظل دراسات مستفيضة وحقيقية يدعمها حماس هشام زعزوع. وفي أول حوار له في أعقاب أدائه اليمين الدستورية ناقشنا معه العديد من الموضوعات كان أهمها تأكيده أن الحكومة الجديدة ليس لديها النية ولا ضمن أولوياتها إنشاء هيئة عليا للحج والعمرة، وأكد أيضاً أن السياحة الإيرانية ستخضع لمعايير أمنية شديدة قد تصل إلي القيود، مستعرضاً خطته ورؤيته لمستقبل السياحة بعد 30 يونية. قال: السياحة ستعود بقوة أكثر مما كانت عليه خلال ثلاثة أشهر علي الأكثر مع افتراض عودة الاستقرار للشارع المصري، وأقصد القاهرة وما تشهده من مظاهرات وعمليات عنف وقتل وأعتقد أن هذا لن يستمر كثيراً وسينتهي قريباً جداً، لذا أؤكد علي عودة السياحة أفضل مما سبق كثيراً، خاصة أن هناك اهتماماً كبيراً من الدكتور حازم الببلاوي رئيس الوزراء بأهمية السياحة وسرعة عودتها وهذا ما أكده لي خلال لقائي معه ومدي أهميتها للاقتصاد القومي، وأؤكد أن أمامي فرصة جيدة أن المجموعة الاقتصادية أحد أعضائها الدكتور زياد بهاء الدين نائب رئيس الوزراء وهو مهتم جداً بأهمية السياحة الأمر الذي سيتيح لي الفرصة لأكون قريباً من الدكتور الببلاوي لأعرض عليه جميع مطالب القطاع السياحي من باقي الوزارات الأعضاء بالمجموعة الاقتصادية. وحول رؤيته للعمل بالخطط السابقة أم هناك خطط جديدة لما بعد 30 يونية.. قال: من المؤكد كان لدينا خطط ولكن حدث تغيرات بعد 30 يونية فهناك خطط علي المدي القصير، خاصة أن القاهرة تشهد يومياً مسيرات وضحايا وكل هذا تتناقله وسائل الإعلام الدولية ويعطي انطباعاً سيئاً كما يؤثر علي السياحة، لذا نبحث أفضل الأدوات التي يمكن استخدامها خلال هذه الفترة من خلال اجتماعات مع قيادات السياحة من الاتحاد المصري للغرف وجميع الغرف السياحية وجمعيات المستثمرين والقيادات المهنية من القطاع الخاص لنناقش خطة العمل للسياحة خلال الفترة القادمة. ويضيف قائلاً: لدينا حزمة من الإجراءات علي المدي القصير يتم تقسيمها إلي مرحلتين، المرحلة الأولي شهران والمرحلة الثانية ثلاثة أشهر، خاصة أن هذه الفترة هي عمر الحكومة الحالية.. المرحلة الأولي أتصور أن يكون عاد الهدوء للشارع وهدأت المظاهرات فنبدأ بخطة الترويج العادية علي المدي القصير للمقاصد المعروفة ويكون التركيز علي البحر الأحمر وجنوب سيناء، ثم نبدأ بعد هدوء القاهرة علي الأقصر وأسوان، من خلال شركات علاقات عامة عاملة في مصر وشركات في الخارج علي مستوي العالم وهذا في الوقت الحالي حتي أتواصل فنبحث عن خطة للتحرك وهذا أمر هام وقت الأزمات، وأفضل كثيراً من الترويج علي القنوات التليفزيونية الدولية التي لن تحقق نتائج إيجابية في الوقت الحالي فنحن نبحث عن أفضل أدوات الترويج. من ضمن خطتي الأيام القادمة، مراجعة أداء المكاتب السياحية بالخارج خلال الفترة الأخيرة، وأقصد عملهم طوال عام كامل، ومن يثبت تقصيره في أداء عمله سوف اتخذ قراراً بعدم استمراره وعودته فوراً لهيئة تنشيط السياحة لأنه ليس هناك «زواج كاثوليكي» ليستمر في مكانه لذا سأراجع أداء الجميع بما في ذلك أداء هيئة تنشيط السياحة لأنه من الضروري مراجعة أنفسنا. وحول خطته الجديدة لأداء المكاتب الخارجية قال: هناك أدوات محددة للعمل جزء منها يعرف جيداً أهداف 30 يونية وكيفية الترويج ومن المؤكد صعب الآن الترويج للقاهرة بسبب الأحداث الجارية ولكن يكون الترويج خلال الأيام القادمة علي البحر الأحمر وجنوب سيناءوالأقصر وأسوان وهي مناطق بعيدة تماماً عن أحداث القاهرة لأنه من الضروري جداً التعامل هذه الفترة مع ملف السياحة بحرفية شديدة وأشبهه ب «المشرط والجراح» وهذا سيتم علي وجه السرعة خلال الأسابيع القادمة، وهناك أدوات أخري سأعلن عنها فيما بعد. ويضيف وزير السياحة: هناك ملف مهم أيضاً سأبدأ العمل عليه وهو ملف السياحة والطيران، خاصة أن هناك ارتباطاً بين الاثنين واتفقت مع وزير الطيران علي وضع خطط للتعاون المشترك مع الشركة الوطنية ووزارة الطيران وهيئة الطيران المدني التي تمنح تراخيص الطيران الشارتر. وحول الرسالة التي يوجهها للدول لرفع تحذيرات السفر عن مصر قال: بالفعل سأبدأ مراجعة ذلك مع وزارة الخارجية المصرية وسألتقي مع سفراء هذه الدول في القاهرة لبحث رفع الحظر في أقرب وقت أو تغيير نوع الحظر بحيث لا يكون حظراً عاماً علي أن يكون في البداية علي مناطق الأحداث التي بها أعمال عنف مثل شمال سيناءوالقاهرة ويمكن مع استقرار الأوضاع إلغاء الحظر علي باقي مناطق مصر. وعن رؤيته للخطة المستقبلية للتنمية السياحية في مصر، قال: جزء من المنظومة الكبري للحكومة الجديدة التركيز علي الاستثمار، وأعتقد أنه سيتم طرح جديد للاستثمار وسأتقدم في أقرب وقت للحكومة بطلب لضرورة تغيير بعض القوانين لتسهيل عمل الاستثمار خلال الفترة القادمة، خاصة أن الخليج والسعودية والكويت من الواضح تأييدهم لمصر وسنستفيد من هذا المناخ ضمن ملف الاستثمار. وحول ما إذا كانت هناك خطط لبناء فنادق جديدة بالغردقة وشرم الشيخ، قال: الغردقة وشرم الشيخ ليسا في حاجة الآن لزيادة عدد الغرف فالموجود الحالي يكفي لثلاث سنوات قادمة حتي لا تنهار الأسعار لأن حالة زيادة الطاقة الفندقية يصبح المعروض أكثر من الطلب وهنا تنهار الأسعار، ولكن منطقة مثل مرسي علم وطابا من الممكن أن يسمح بزيادة الغرف الفندقية بها وإن كنت أفكر الآن جيداً في الاستثمار في الساحل الشمالي غرب العلمين وهي خطوة جديدة ومهمة. وحول تطبيق معايير الجودة بالفنادق أكد أنه ضروري جداً استكمال تطبيق المعايير علي أن يتم بما لا يعوق أو يمثل عبئاً علي المستثمرين. وعن مصير إنشاء هيئة عليا للحج والعمرة أكد أنه من غير المتوقع أن يتم في فترة الحكومة الحالية التي لديها أولويات وملفات ذات أولوية وليس من ضمنها إنشاء هيئة عليا للحج والعمرة. وحول فتح الباب لتراخيص جديدة للشركات، قال: ليس في الوقت الحالي خاصة أن حركة السياحة ليست في حالة انتعاش يسمح بذلك، وإذا فكرنا نفتح اليوم سيكون للحج والعمرة وهذا غير وارد لأن لدينا تخمة كبيرة من شركات الحج والعمرة، ولكن إذا فكرنا سيكون للشركات العاملة في السياحة المستجلبة ولكن التراخيص مغلقة حتي شهر مارس القادم. وحول إعادة النظر في ترتيب البيت من داخل وزارة السياحة، قال: من المؤكد سأعيد ترتيب بعض الأماكن وقطاعات وهيئات الوزارة، وأبحث إعادة النظر في المنظومة إذا احتاجت وقد نحتاج فعلاً. وحول تأثر حركة التدفق السياحي في ظل الأحداث الجارية، قال: بالتأكيد هناك تأثير واضح في الحركة الوافدة وإن كان ليس لدي الآن أرقام ولكن الأسبوع الماضي المؤشرات تؤكد أن هناك انخفاضاً ولكن مازال الطلب علي البحر الأحمر وشرم الشيخ مازال متماسكا بالمقارنة بالقاهرةوالأقصر وأسوان المتأثرة بشكل كبير جداً جداً. وحول نظرة العالم الخارجي لمصر في ظل الأحداث الجارية، قال: نظرة ممزوجة بتفاؤل من العالم كله نظرة جيدة ليست سلبية فهم يرون أن الشعب قام بثورة أمر جيد ولكن أحداث الحرس الجمهوري الأخيرة وما تلاها أصبحوا ينظرون إلي مصر أنها بلد غير مستقر، الأمر الذي أحدث تأثيراً سلبياً علي الحركة السياحية خوفاً من أحداث الشارع، فمن المؤكد أن لديهم تخوفاً، لذا من الضروري أن نفكر في معالجة معينة خلال الفترة القادمة، ولكن ضروري أن نستبشر خير أن تعود السياحة إلي أفضل ما كانت عليه وفق الخطط التي سنسير عليها. وعن السياحة الإيرانية، قال: الأمر خرج من يدي ولم يعد من أولوياتي الآن وهو الآن في يد القطاع الخاص ولكنه يخضع لمعايير شديدة علي رأسها المعايير الأمنية وقد يكون هناك قيود عليها.