ان لاهالى سيناء اصولا واعرافا تشكل نسيجا انسانيا عريقا سكن على ارض لها موقعا فريدا وهم جزءا لا يتجزء من الشعب المصرى يصيغ تاريخها فاعلا فى ادارة معضلتها الامنية والتى تسكن فى خواطرهم متفهمين علاقتها بامن مصر وامانها ولا شك ان العزة الوطنية لاهالى سيناء هى من الملامح الديموجرافية الحقيقية التى ميزتهم على مر التاريخ واثبتت انها علامة فاعلة ضد المطامع الخارجية التى وجهت مصالحها للسيطرة على موقع سيناء ان هذه العزة جعلتهم يرفضون الهيمنة على ارضهم وذلك عندما حاكموا جواسيس الانجليز الذين كانوا يمهدون لحملتهم لاحتلال مصر حيث ارسلوا بالمر أستاذ اللغات للتجسس على سيناء والحصول على معلومات عن العربان المنضمين إلي عرابي وذلك لقطع أسلاك البرق ومنع الاتصال بين عرابي والدولة العثمانية والعمل على استمالة عربان سيناء إلي صف الإنجليز وعندما كشف اهالى سيناء امره ومن معه اقتادوهم إلي جبل يطل علي عين أبو رجوم وامروهم بإلقاء أنفسهم من أعلي قمته وحوكم اهالى سيناء واعدم منهم أحد عشر رجلا فى عام 1883 لقد ادى اهالى سيناء دورا هاما فى تحريرها قبل اكتوبر 1973 واتضح ذلك عندما ، عندما حشد ديان وسائل الإعلام، لاعلان تدويل سيناء عن طريق مشايخ سيناء فى الحسنة أكتوبر عام 1968 الا ان المجاهد سالم الهرش قال إن سيناء مصرية وأولى بنا باطن الأرض من ظهرها إذا قلنا غير ذلك وهذه روحى خذوها فهى فداء للوطن وهنا نكس ديان رأسه، ثم اعتقل الهرش .لقد عبر الشيخ مبارك سويلم أبو جرير شيخ مجاهدي سيناء عن العزة الوطنية حيث كانت إرادة المقاومة والصمود أكبر من أي احتلال، وتم اعتقاله في إسرائيل حتى أفرج عنه عام 1980، وحصل على نوط الامتياز من الطبقة الأولى من الرئيس الراحل أنور السادات ولعبت منظمة سيناء العربية ( منظمة تحرير سيناء ) دورا هاما فى تحرير سيناء قبل اكتوبر 1973 ومن أشهر المجاهدين موسى الرويشد،الذى قام بنسف أكثر من 30 مستودعا للذخيرة للاسرائيليين فى سيناء أثناء معارك أكتوبر 1973، وفقد إحدى عينيه وتهشم قفصه الصدرى بعد تعذيبه داخل السجون الإسرائيلية وفى آخر عملية أصيب وسقط مغشياً عليه، ثم وجد نفسه وسط الجنود الإسرائيليين، ورفض ان يفشى باى اسرار بالرغم من اسر والدته للضغط عليه ولكنها همست فى أذنه قائلة الشدائد تصنع الرجال»، وتم حبسه لمدة 13 عاما، وتمت مبادلته برفات 4 جنود إسرائيليين.اما عبدالله جهامة فقد دمر العديد من دبابات العدو، بعدما اتخذ لنفسه موقعا استراتيجيا فى جبل الحلال وحاصره الاسرائيليين لعدة سنوات ولم يتمكنوا من القبض عليه، وكان خلال هذه السنوات يأكل أوراق الشجر وأعشاب الصحراء إلى أن تمكن من الهرب ويعتبر شلاش خالد العرابي أبرز رجال منظمة سيناء العربية حوكم أمام المحاكم العسكرية الإسرائيلية بعد القبض عليه في آخر عملية قام بها شلاش خلف خطوط العدو في ديسمبر عام 1968 بعد مقاومة عنيفة وتبادل لإطلاق النار حيث اصيب وعذب وهو جريح لقد كان اهالى سيناء من مفجرى ثورة 25 يناير واندفع شبابها فى استكمال مسيرتها من التحرير الى القصر الجمهورى التى حسمت مطالب ثورة 25 يناير وشارك ايضا فى ثورة مصر الثانية ليصيغ مع كل المصريين اعظم ملحمة فى تاريخها اننا واثقون ان كل هؤلاء المناضلين من اجل الحرية وكل قبائلهم التى تشكل النسيج الانسانى الاخلاقى وكل ابناءهم واحفادهم وقرنائهم يعملون الان مخلصين مع جيش مصر العظيم الذى يستكمل تحرير سيناء من رافعى شعار الهدم وكارهى البناء وتحريرها من قاتلى الانسان وسافكى الدماء الدخلاء علي سيناء والذين لا دليل لهم فى تعاليم الاديان وقوانين الانسانية والتقاليد والاعراف تحية لكل ابناء سيناء فى عيد تحريرها فى العاشر من رمضان وتحية لجيش مصر العظيم الذى لا يتوانى فى التضحية من اجل مصر لتحقيق امنها وامانها حتى تستقر كل عناصر حضارتها