الذى فعلته «الجماعة» وأتباعها وأذنابها فى القاهرة ليلة الاثنين الماضى، يجب ألا يمر دون حساب أو عقاب، فما حدث هو الفوضى بعينها، كانت جماعة الإخوان تقصد من ورائه، إحداث شلل كامل بالقاهرة، وهذا يعنى ارتكاب جريمة نكراء فى حق المصريين.. فى اجتماع التنظيم الدولى للإخوان الذى عقد مؤخراً بمدينة اسطنبول التركية، كان أول قرار اتخذه هو إشاعة الفوضى بالقاهرة وعدد من عواصم المحافظات، لترويع وترهيب المصريين، وتعطيل مصالحهم.. ورغم أن العدد قليل إلا أنهم تعمدوا أن ينتشروا فى عدة ميادين بهدف تعطيل المرور ومنع حركة السير، وزادوا فى ذلك منع المواطنين من العودة إلى منازلهم بعد قضاء أعمالهم.. الهدف هو توصيل رسالة إلى العالم بأنهم كثيرون وأصحاب شرعية!! وقد كانت الشرطة والجيش ملتزمين بأقصى درجات ضبط النفس، حتى لا يحققوا غرض ومراد «الجماعة» الفاشلة فى إثارة الفوضى، والتقول على الجيش أو الشرطة بأنهما أطلقا عليهم الرصاص.. إن «الجماعة» كانت تقصد إلى «جر شكل» بهدف الخروج بنتيجة أن الجيش لا يحترم المتظاهرين ويسلب حريتهم، وتم تفويت هذه الفرصة على «الجماعة»، وتعاملت قوات الأمن بحكمة بالغة وذكاء، وتعاملت مع الموقف بحنكة.. وفى أسرع وقت تم تفريق المتظاهرين من أنصار محمد مرسى المعزول دون إطلاق رصاصة واحدة كما تم تخييب ظن «الجماعة» وتصوراتها المريضة وخيالها العقيم. انتهى فيلم «شل القاهرة» الذى نادى به أنصار محمد مرسى المعزول. ولم تحقق هذه الأفعال الصبيانية سوى المزيد من السخط والقرف على «الجماعة» وأتباعها، وكأن هؤلاء لديهم إصرار غريب وعجيب علىأن يكرههم المصريون، أو أن يعيشوا فى عزلة عن باقى أفراد المجتمع، فلا هم يريدون أن يندمجوا فى المجتمع ويمارسوا الحياة الطبيعية مثل باقى المصريين، ولا هم يخرسون ألسنتهم، ووقف أعمالهم الإجرامية، التى باتت مكشوفة لجميع المصريين.. حتى صورتهم تشوهت بشكل غريب أمام الخارج، ويكفى أن أفعالهم هذه وضعت الرئيس الأمريكى باراك أوباما فى حرج شديد. وما علاقة «أوباما» بما تفعله هذه «الجماعة» من تصرفات حمقاء.. الأمر أن الولاياتالمتحدة وقفت إلى جوار «الجماعة» وأمدتها بالأموال وساعدتها فى سرقة ثورة المصريين، مقابل عمالة الجماعة لأمريكا، وتنفيذ كل الرغبات الأمريكية والصهيونية.. الجماعة كانت متعطشة للحكم ووصلت إليه، ولابد أن تعمل على تثبيت موقفها من خلال الأخونة ومواجهة كل الأصوات المعارضة والوطنيين.. ولما قامت ثورة30 يونية وخرجت جماهير المصريين فى حشود ولم يرها العالم من ذى قبل مطالبة بسقوط مرسى وحكم الجماعة ولم يعبأ مرسى ولا الجماعة بهذه الحشود، ظناً منه أن الولاياتالمتحدة التى يستقوى بها قد تنفعه.. وحتى فى خطابه الأخير الذى تحدث فيه مائتين وثمانى وتسعين مرة عن شرعية تمسكه بالسلطة، وضع على عينه عصابة حتى لايرى الجماهير الغفيرة، وصم أذنيه حتى لا يسمع زئير الشعب المصرى المطالب برحيله، ظناً منه أن أمريكا وراءه. وبعد صدور بيان الفريق أول عبدالفتاح السيسى بعزل مرسى، كانت خيبة أمل أمريكا فى «مرسى» وجماعته، ولما استنجدت الجماعة بكل قياداتها بالولاياتالمتحدة، منحتهم مهلة 48 ساعة لحشد أنصارهم على الأرض، ولكن هيهات أن تتعدى نصفاً فى المائة من جموع المصريين التى خرجت فى 30 يونية ولا تزال موجودة فى ميادين التحرير بكل أنحاء الجمهورية.. وهذا ما أصاب قيادات الجماعة بالهوس والهستيريا مما دفعهم إلى أن يرتكبوا حماقات فى حق المصريين بإثارة الفوضى وتعطيل حركة المرور، والاحتكاك بالجيش حتى يتقولوا عليه الأقاويل وتم تفويت هذه الفرصة على الجماعة. وانتهى فيلم «شل القاهرة» بقيام مجموعة من جبناء الجماعة بالاعتصام داخل مسجد الفتح.. هؤلاء يجب تقديمهم إلى المحاكمة فوراً جراء ما اقترفت أيديهم من آثام فى حق المصريين.