فجرت المعلومات المسربة عن اعتزام الكونجرس استجواب الرئيس الأمريكي أوباما في جلساته خلال الأيام القادمة حول دعمه بمليارات الدولارات لجماعة الإخوان المسلمين في مصر استياء جميع المتابعين والمراقبين للمشهد السياسي المصري، وعلى الرغم من تكذيب الإخوان لهذه المعلومات منذ صعودها إلى السلطة بعد الثورة إلا أن الكونجرس سيفضح أمرهم مع بداية الاستجوبات مع الرئيس الأمريكي. وعلق عدد من السياسيين على اعتزام الكونجرس استجواب أوباما بأنه دليل على قيام الإخوان مع جهات أجنبية بالتخابر نظير تلقي تمويلات دون وجه حق، مشيرين إلى وضع الجماعة غير القانوني. ورغم أن كل المؤشرات تؤكد تورط الإخوان إلا أنهم لن يعترفوا بسهولة بتلقيهم تلك الأموال للحفاظ على ما تبقى منهم أملاً في العودة إلى السلطة من جديد بحسب زعمهم. قال الدكتور عبد الله المغازي المتحدث الإعلامي لحزب الوفد إن جماعة الإخوان المسلمين لن تعترف بجريمتها الكبرى بتلقيها دعما أمريكيا خاصا بما يقدر ب مليارات الدولارات، مشيراً إلى أن قيادات «الجماعة» اعتادت على نفي التصريحات التي تخرج من قياداتها رغم انها موثقة بالصورة والصوت. وأضاف المغازي أن «الجماعة» لن تصمد كثيراً أمام كذبها بعدم تلقي الدعم من أوباما؛ وذلك عندما تبدأ تحقيقات الكونجرس أثناء استجوابه للرئيس الأمريكي، موضحاً أن استجوبات الكونجرس تكون مسجلة صوتاً وصورة وتعرض أمام الجميع، وبالتالي سيفتضح أمر «الجماعة». واستنكر المتحدث الإعلامي ل«الوفد» تلقي «الجماعة» تمويلات بدون صفة وقال يجب التعامل معهم في مصر على أساس أمني وقانوني ومحاكمتهم بتهمة الخيانة العظمى والتخابر مع جهات أجنبية وتلقى مساعدات، مضيفاً أن «الجماعة» ليست كياناً رسمياً يسمح لها بتلقي تمويلات أو مساعدات خارجية مثل الأحزاب أو الجمعيات الأخرى. وأكد أن الكونجرس وقتها لن يتستر على أوباما ودعمه لجماعة الإخوان لأنهم يعتبرون ما فعله أوباما إهداراً للمال العام، وبالتالي أمر الإخوان سيفتضح لا محالة. وفيما رجح الدكتور كمال زاخر المفكر القبطي والسياسي إصرار «الجماعة» على عدم تلقيها مساعدات أمريكية لأنهم أنكروا من قبل عدة مرات. وأوضح أن الكونجرس لا يوافق على منح أي دول أو كيانات مساعدات بدون أوراق رسمية واستجواب أوباما في الأيام القادمة سيفضح كذب «الجماعة» وتمسك أوباما بها. وقال زاخر إن تلقي جماعة الإخوان مساعدات أمريكية أمر في غاية الخطورة، موضحاً أن هذا الكيان غير مقنن معتبراً معظم الأموال من أمريكا خيانة وتهمة استخباراتية واختراق أمن قومي، مضيفاً أن ما فعله الإخوان جريمة مكتملة الأركان. وفي نفس السياق، استبعد الدكتور عمرو هاشم ربيع الباحث في مركز الأهرام للدراسات السياسية اعتراف الإخوان بتلقيها تمويلات أمريكية لدعم حكمهم ووصولهم إلى السلطة في ذلك التوقيت الحساس والفارق في تاريخهم وبقائهم على قيد الحياة، ولكن بدء جلسات الكونجرس باستجواب أوباما سيكشف مخططات أمريكا العبثية داخل مصر وإصرارها على التعاون مع تيار الإسلام السياسي لبناء الشرق الأوسط الكبير الذي يتحدث عنه الأمريكيون منذ سنوات. وأوضح سعد الدين إبراهيم رئيس مركز ابن خلدون للدراسات الانمائية أن الرقم الصحيح للدعم الأمريكي هو 1٫4 مليار دولار أمريكي ولكن هذا المبلغ يرسل علي دفعات أو أقساط يتم دفع كل قسط منها عقب اعداد الكونجرس تقريراً مفصلاً عن خطوات التحول الديمقراطي داخل مصر، وأضاف رئيس مركز ابن خلدون أن ثلثي المبلغ المرصود لدعم مصر عبارة مساعدات عسكرية والثلث الأخير لدعم الاقتصاد، طبقا للقوانين الأمريكية. ووصف إبراهيم طرد السفيرة الأمريكية «آن باترسون» بأنه مطلب مشروع للشعب المصري بعد أن ظهرت نوايا السفيرة تجاه مصر، وكشف رئيس مركز ابن خلدون أن وكيل الخارجية الأمريكية في مصر اعترف بأن أمريكا اخطأت في التعامل مع مصر وذلك بسبب المعلومات الخاطئة التي أرسلتها السفيرة الأمريكية عن التحول الديمقراطي في مصر وفترة حكم الإخوان ولم يستبعد إبراهيم تغيير السفيرة خلال الشهرين القادمين. وأكد الدكتور عمرو موسي القيادي بجبهة الإنقاذ أن الاستجواب حتي الآن لم يقدم ولم تظهر أي دلائل عليه ولا يجوز أن نعلق علي شىء لم يحدث حتي الآن ولم يثبت بالدليل الدامغ، والسؤال يجب أن يوجه إلي وزير الخارجية وسؤاله عن تصرفه تجاه هذه المعلومات.