رأى سياسيون أن جماعة الإخوان المسلمين بعد عزلها عن حكم مصر، متمثلاً فى رئاسة محمد مرسى، تحاول اعادة إنتاج سيناريوهات التنظيم السرى لسيد قطب لتدمير الدولة المصرية، كما حدث تاريخيًا أيام الزعيم الراحل جمال عبدالناصر، مؤكدين أن سيناريوهات «الإخوان» القادمة ستتمثل فى الاغتيالات السياسية ومحاولة تخريب الاقتصاد المصرى وتوزيع المنشورات السرية وتمزيق جبهة الانقاذ والقوى الثورية. وأضافوا ان الشعب المصرى لم يعد كما كان وستفشل جميع المخططات الإخوانية لنشر الفوضى، مشيرين إلى أن الجماعة فقدت ثقة المصريين ولن تعود إلى الاندماج في المجتمع بسهولة. قال أبوالعز الحريرى، القيادى بالتحالف الشعبى وعضو مجلس الشعب السابق: إن جماعة الإخوان الآن لديها خياران، الأول أن تقبل بإرادة الشعب وتتفهم دوافعه في التظاهر ضدها، وعدم رغبته في بقائها بالحكم، ثم تدخل الجماعة من جديد في العملية الديمقراطية، والخيار الثاني هو العودة للعمل في الخفاء واللجوء للعنف وهذا سيكون خياراً سيئا ليس لهم فقط بل للمجتمع ككل. وأضاف «الحريرى» أن ثقة المصريين في الجيش تنبع من أنه انحاز لما اختاره الشعب معربا عن اعتقاده بأن «الجيش لا يريد أن يدير المرحلة الانتقالية الآن». وأكد أن ما جرى في 30 يونية، ليس انقلابا عسكريا على أي نحو وليس معنى أن هناك رئيساً منتخباً أن الشعب ليس من حقه أن يحكم عليه لافتا إلى أن الشعب قد احترم نتيجة الانتخابات التي أتت بمرسى، ولكنه تحايل على المسار الديمقراطي، من أجل تثبيت ديكتاتورية جديدة، وبسرعة شديدة أدركت أغلبية الشعب المصرى أنه يهين إرادتها ويسخر منها ومن مطالب الثورة ومن أجل هذا جاء مطلب الانتخابات المبكرة. وشدد «أبوالعز الحريرى» على رفضه لإقصاء الإخوان قائلا: أنا ضد الاعتقالات أو الخطاب الاقصائي للإخوان تماما، هذا ليس فقط منافيا للعدالة، لكنه غير بناء، فالمظاهرات لم تكن ضد وجود الإخوان إنما ضد سياستهم السيئة. فيما قال جورج إسحاق الناشط السياسى: إن التنظيم السرى لجماعة الإخوان المسلمين لم يتم حله، فالإخوان المسلمون جماعة لها جناح سرى مستمر منذ تأسيسه، وكانت ملامحه قد تغيرت بعض الشىء لكنهم لا يستغنون عن نشاط سرى «تحت الأرض». وأضاف «إسحاق» ان الدليل على ذلك ما تكشف أمامنا طوال هذه السنة الكبيسة من ظهور ميليشيات مسلحة وظهور خلايا نائمة، وبديهى أننا لم نكن نرى هذه الميليشيات المسلحة فى شوارع مصر، طوال فترة «مبارك»، كما كان يتعذر اكتشاف الخلايا النائمة التى كانت تعمل بيننا فى المؤسسات وأجهزة الدولة المختلفة. وأشار إلى أنه يرفض تمامًا الدعوة الرومانسية للمصالحة، والسؤال: المصالحة مع من؟.. هل هى مع كوادر وقيادات الإخوان المسلمين الذين يمتلكون الأسلحة ويمارسون الاغتيال السياسى والعنف ويخططون لإحراق مصر. وفى سياق متصل حذر الدكتور عمرو هاشم ربيع القوى الثورية من الإخوان محاولة إظهار الإخوان ما يبطنون والعودة للعمل السرى، فيلجأون فى الأيام القليلة القادمة إلى نفس الأساليب القديمة التى استخدموها مع جمال عبدالناصر وأنور السادات وحسنى مبارك، كما سيضعون مخططًا مستقبلياً فى حال إقرارهم بالهزيمة وانسحابهم من الساحة، وهو أمر مؤكد. وأوضح «هاشم ربيع» أن من المخططات التى من المحتمل أن يقوم الإخوان بتنفيذها فى الأيام القادمة، أن يلجأوا إلى العنف والاغتيالات السياسية، وترويع المتظاهرين، فى محاولة لإثبات أنهم يمثلون قوة، ومع ذلك سوف تفشل هذه المحاولات، نظرًا لقوة الشعب وصموده، كما سيلجأون لاستعداء الدول وأجهزة المخابرات على مصر، ولقد بدأوا ذلك بالفعل، ووضعوا حليفهم المغيب عن الوعى «أوباما» فى مأزقٍ شديد، وكذلك استخدام سلاح المنشورات السرية، واستخدام أسلوب عرف عن الإخوان وهو ترويج الشائعات، ومحاولة تمزيق جبهة الإنقاذ واختراق صفوف الثوار. وقال صلاح عيسى الكاتب الصحفى: إن مكتب الإرشاد بصيغته الحالية هو تنظيم سيد قطب، فلا ننسى أن الدكتور محمد بديع، المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين، كان الرجل الثالث فى تنظيم سيد قطب، وبالتالى فإن التنظيم موجود عمليًا، وطوال العامين الماضيين منذ اللحظات الأخيرة فى حكم المخلوع حسنى مبارك حاول هذا التنظيم اختطاف الدولة المصرية إلى أن أسقطه الشعب فى الموجة الثانية من الثورة فى الخامس والعشرين من يناير لعام 2011. وأوضح «عيسى» أن تنظيم سيد قطب يقوم على عدة أشياء، أولها رفض وجود الدولة كدولة، واستبدالها بما يسميه «الحكم» أو «الحاكمية»، وثانيًا أنه بالتالى ضد مفهوم الوطن والوطنية، ومن ثم ضد مفهوم الدولة الوطنية بشكل أعم، فى حين أنه يتحدث عن أممية إسلامية، وثالثًَا أن هذا التنظيم يرى أن الإسلام ليس موجودًا، وأنه هو «الطليعة المؤمنة وعليهم إعادة الإسلام إلى الوجود»، ورابعًا أنه فى سبيل تحقيق هذا الهدف، عليه أن يقوم بأى شىء، حتى لو تمثل ذلك فى استئصال مجتمعات بأكملها.