من أعظم ما قيل خلال الفترة الماضية، ما قاله ياسر برهامى نائب رئيس الدعوة السلفية، فى تعليقه على اتهامات جماعة الإخوان للدعوة السلفية بأنها تآمرت على الجماعة مع الجيش لإسقاط محمد مرسى، والذى قاله «برهامى» يحتاج إلى الوقوف أمامه للتحليل والتدقيق، فقد قال الرجل إن الدعوة السلفية لم تتآمر وترفض إسالة الدماء، وإن مؤيدى مرسى أقل من «1٪»، وإنه لا فائدة من رئيس مسلم تعارضه كل الأجهزة ويعجز عن توفير حاجات الناس.. الرجل قال كلمة حق أوجعت جماعة الإخوان، وقد رأى بعين بصيرة كل الملايين المصرية التى خرجت ترفض حكم مرسى وجماعته، وزاد على ذلك أن احتماء «مرسى» بأهله وعشيرته، على أزيد تقدير لا يقترب من «1٪»، ما يعنى أن «مرسى» الذى فقد شرعيته السياسية والأخلاقية.. سقط أيضاً للمرة الثانية أمام شرعية الجماهير الغفيرة التى امتلأت فى كل ميادين وشوارع مصر. الرجل قال إن سوء إدارة مرسى وجماعته أثار السخط الشعبى على كل مظهر إسلامى.. وهذا التعبير مهم جداً، لأن الجماعة ومرسى الذين تاجروا بالدين، شوهوا سماحة الدين الإسلامى، وأثاروا نفور المصريين من أفعالهم وتصرفاتهم التى فاقت الحدود وتعدت التصورات، فأفعال الجماعة لم تصب المصريين بالإحباط فحسب، وإنما أوجعتهم لأن أفعالهم لا علاقة لها بالإسلام، والأفضل لهم أن يبعدوا السياسة وشئونها عن الدين الذى هو من أفعالهم براء، ومن تصرفاتهم متعجب.. فلا الإسلام ولا أى ديانة سماوية أخرى ترضى بما فعله ويفعله أعضاء الجماعة ومن على شاكلتهم.. «برهامى» قال الحق، فى أن تصرفات «مرسى» وجماعته أثارت السخط الشديد وخيبة الأمل والتى بسببها خرجت جموع المصريين محتجين على حكم مرسى والجماعة، وقد كشف المصريون بفطرتهم الدينية وطبيعتهم السمحة عن فشل «مرسى» وجماعته فشلاً ذريعاً فى الحكم، وأنهم أوصلوا البلاد الى درجة لا تطاق من الخيبة على كل الأصعدة وكل المستويات، وعندما يخرج «برهامى» ليس منضماً للثوار، وإنما قول الحق، فهذا تاج على رؤوس المصريين الذين اكتووا بحكم مرسى وجماعته.. وعندما يقول «برهامى» إن موازين القوى لم تكن فى يد الرئيس، فهذا يعنى أن «مرسى» ترك شئون الحكم لجماعته التى عاثت فى الأرض فساداً وخراباً، اكتوى بها أفراد الشعب المصرى الذى خرج ثائراً يوم «30 يونية»، ليطرد الغزو الإخوانى الذى احتل البلاد، وكان يسعى بكل قوة وجبروت لأن تتم أخونة الدولة والاهتمام فقط بسياسة التمكين، واتباع أسلوب الاقصاء والاستئثار الذى أودى بالبلاد الى هذه الحالة التى يرثى لها، وبالعباد الى حالات الاحباط واليأس. ولذلك كانت فتوى «برهامى» بأن الصدام الحالى الذى تفتعله الجماعة وأذنابها غير جائز شرعاً.. رجل مثل «برهامى» عندما يفتى بذلك فهو يعلم جيداً أن «الجماعة» على باطل، وأن المصريين على حق وأن إسقاط «مرسى» كان حتمياً وضرورياً، ورحيل «الجماعة» عن الحكم، مهم لدرجة أن يؤكد الرجل أن صدام «الجماعة» مع المصريين، لا يجوز شرعاً.. وإسالة الدماء مسألة مرفوضة تماماً ولا تقرها أديان أو عقائد ولا يقبلها منطق أو عقل.. ولذلك كان حديث «برهامى».. متواكباً مع الحق ومناصراً للمصريين، وبذلك لم يكن متآمراً كما تقول جماعة الإخوان، وأسهل شىء عند «الجماعة» هو قلب الحقائق.