مازال أعضاء جماعة الإخوان المسلمين وحزب الحرية والعدالة الذراع السياسية للجماعة وحلفاؤهم من أنصار الدكتور محمد مرسي رئيس الجمهورية السابق يعيشون الوهم سواء كان ذلك أثناء تولي الدكتور مرسي لمنصبه أو بعد ثورة 30 يونية التي أزاحته عن الحكم وأسقطت نظام حكم الجماعة. بدأت الأوهام داخل أوساط الجماعة منذ الإعلان عن فوز الدكتور مرسي بالرئاسة، حيث شبه أعضاء الجماعة الدكتور مرسي بسيدنا يوسف عليه السلام ولقبوه بأنه «يوسف العصر» لكونه خرج من السجن إلي القصر وهو تشبيه لا يقبله عقل ولا منطق، ولكنها خطة الجماعة منذ البداية لتجعل أي معارضة للرئيس هي معارضة للدين. ولم تتوقف الأوهام لدي الجماعة وأنصارها قبل وأثناء الدعوة لتظاهرات 30 يونية قبل اندلاعها، بل دأب أنصار الجماعة علي مواصلة أوهامهم ولكن بطريقة استفزازية ربما اعتقدوا وقتها أنهم يعاملون أعضاء الجماعة الذين تربوا علي السمع والطاعة وليس شعب مصر الذي علم البشرية كلها معني الحرية. وخرج علينا أنصار الرئيس في فيديوهات مسجلة زعموا فيها وجود رؤي لهم تقول بأن الرسول صلي الله عليه وسلم جلس مع الدكتور محمد مرسي وعندما جاء وقت الصلاة فقام الحضور بتقديم الرسول ليؤمهم في الصلاة ثم بحسب رؤيتهم قام الرسول بتقديم الدكتور مرسي ليصلي بالحضور جميعاً بمن فيهم حضرة النبي وكأن لا عقل لمن يسمعهم حتي يصدقهم. ثم بعد ذلك بأيام قليلة وجدنا أحد حلفاء الجماعة يقول بأن لديه رؤية شاهد فيها 8 حمامات علي أكتاف الدكتور محمد مرسي وفسر تلك الرؤية بأن عدد الحمامات هو عدد السنوات التي سيحكمها الرئيس لمصر في تجاهل تام لعقليات أبناء هذا الوطن. واعتقد الكثيرون أن باندلاع ثورة 30 يونية ستتوقف هذه الخرافات والأوهام للجماعة بعد أن تدخلت القوات المسلحة المصرية بقيادة الفريق أول عبدالفتاح السيسي القائد العام وزير الدفاع وانحياز القوات لمطالب الشعب في الوقت الذي أعلنت فيه جماعة الإخوان عن الاعتصام بساحة مسجد رابعة العدوية حتي عودة الرئيس لمنصبه. ولكن أصرت الجماعة علي تصدير الأوهام لأنصارها قبل المواطنين في إمكانية عودة الدكتور مرسي لمنصبه كرئيس للجمهورية، متجاهلين الإرادة الشعبية والملايين التي خرجت في الشوارع وكأن الرئيس سيعود ليحكم دولة أخري وشعبا آخر غير الذي خلعه من الحكم. وواصل أنصار الدكتور مرسي في رابعة العدوية أوهامهم بزعمهم أن سيدنا جبريل نزل عليهم في ساحة مسجد رابعة العدوية وأدي الصلاة معهم في إشارة منهم إلي مساندة الأنبياء لهم لننتقل من صلاة الرسول مع الدكتور مرسي وتقديمه للصلاة بالرسول إلي نزول سيدنا جبريل عليهم في ساحة رابعة! ثم جاء الوهم الأكبر بعد أن صعد أحد حلفاء الجماعة للمنصة ليعلن عن رؤيته أثناء النوم بخروج الدكتور محمد مرسي من مقر احتجازه الآن وذهابه إلي أنصاره في ساحة رابعة العدوية ليلقي السلام عليهم ويخطب فيهم بعد أن عاد إلي منصبه رئيساً للجمهورية بحسب زعمه، فربما يعود الدكتور مرسي ويخرج فعلاً إلي ساحة رابعة ولكن بصفته رئيس جمهورية رابعة العدوية وليس رئيس جمهورية مصر العربية كما يعتقد أهل الوهم من أنصاره. وإذا كانت كل الأوهام السابقة ذات صبغة دينية، فإن الدكتور هشام قنديل رئيس الوزراء السابق في عهد الدكتور مرسي كان صاحب السبق في الأوهام السياسية بعد أن صرح بتفعيل استقالته من منصبه بعد ثورة 39يونية وتولي رئيس جديد للبلاد بل والتشاور مع رئيس الوزراء الحالي في تشكيل الحكومة وكأن «قنديل» كان يعتقد أنه لا يزال في المنصب متجاهلاً الثورة الشعبية التي ربما كان هو السبب في اندلاعها قبل أداء الرئيس الضعيف وفشل «قنديل» في تحقيق طموحات الشعب. وكان الوهم السياسي الثاني من نصيب الدكتور محمد البلتاجي القيادي بالجماعة الذي خرج ليعلن من منصة رابعة العدوية إعطاء مهلة 18 يوماً لعودة الدكتور محمد مرسي إلي منصبه أو اتخاذ خطوات تصعيدية بحسب قوله دون أن يدرك بأن ال 18 يوماً كان هو عدد الأيام الذي استطاع الشعب المصري فيها أن يسقط نظاما بقوة وحجم وامكانيات الحزب الوطني والرئيس الأسبق حسني مبارك. وربما لا يدرك البلتاجي أن الشعب الذي استطاع إسقاط نظام مبارك في 18 يوماً كان طبيعياً أن يسقط نظام جماعة الإخوان في 4 أيام فقط، كما أنه لا يدرك أيضاً أن شعب بهذا الفكر والقوة والإرادة لا يمكن أن يعود للوراء ولو خطوة.. فليعيش الشعب المصري هنيئاً بحريته وتخلصه من تجارة الدين برعاية جماعة الإخوان.. وليعيش أهل الوهم في أوهامهم بساحة رابعة العدوية.