استنكرت صحيفة "الجارديان" البريطانية فى إحدى مقالات الرأى بها، ما اعتبرته نفاق فى علاقة الولاياتالمتحدةالأمريكية مع مصر. قالت الكاتبة "راشيل شابى" فى مقالها:" إن طائرات ال F-14والمساعدات العسكرية لمصر تُظهر النفاق، وليس الديمقراطية وبالتالى فهى تحدد جيدًا سياسة الولاياتالمتحدةالأمريكية ونهج الرئيس "باراك أوباما". وأضافت قائلة: "لن تفاجئ إذا ما علمت أن أفضل وصف لتعامل أمريكا مع القاهرة قام على المصلحة الذاتية". وأبدت الكاتبة تعجبها من موقف الولاياتالمتحدة بعد الإطاحة ب"محمد مرسى"، الرئيس المصرى المنتخب ديمقراطيًا، التى فضلّت وصف الموقف بأنه "بالغ التعقيد والصعوبة" بدلاً من أن توصفه بأنه "انقلاب". واستطردت لتقول:" إن الشغل الشاغل للولايات المتحدة كما هو الحال دائمًا هو البحث عن أفضل على مصالحها في منطقة الشرق الأوسط؛ لذلك إذا قامت الإدارة الأمريكية بوصف ما حدث فى مصر بأنه انقلاب سيؤدى ذلك – وفقًا للقانون الأمريكى – لسحب المساعدات العسكرية التى يتلقاها الجيش والتى تقدر ب1.5 مليار دولار – الذى يعمل مع الولاياتالمتحدة وحليفتها الاقليمية إسرائيل بتنسيق يحفظ أمن الأخيرة". وتابعت: "فى مقابل هذه المساعدات، تنص الصفقة مع مصر على عدم العبث بمعاهدة "السلام البارده" مع إسرائيل، والتحكم فى جانبها فى حصار قطاع غزة، وضمان أولوية الولاياتالمتحدة فى المرور عبر قناة السويس". وأضافت قائلةً:" هذه المرة وقف الجيش بجانب المتظاهرين في الشوارع الذين يريدون رحيل مرسى، ولكن إذا كان موقف الولاياتالمتحدة قائم على الارادة الشعبية فلماذا دعمت الديكتاتور حسنى مبارك قبل أن تطيح به ثورة 2011؟" وأشارت فى ذلك السياق إلى إن المساعدات العسكرية كانت مهددة في أثناء فترة حكم المجلس العسكرى عقب مبارك عندما قام الجيش بمحاكمة 10 آلاف مواطن أمام محاكم عسكرية، إجبار النساء على الخضوع لاختبارات العذرية. وأكدت الكاتبة على أنه إذا كانت أمريكا تريد بالفعل الوقوف إلى جانب مبادئ الثورة المصرية "العيش والحرية والكرامة" لما كانت وافقت على الانتهاكات التى قام بها "محمد مرسى" عندما أصدر إعلانا دستوريا يمنح لنفسه سلطات موسعة، وعندما أرسل مؤيديه للهجوم على المحتجين على الدستور المصرى، وعندما قُتل المصريون الشيعة، وغيرها من المواقف التى لم تهتم فيها الولاياتالمتحدة بحقوق الإنسان فى مصر. واختتمت قائلةً:" الآن وبعد قتل أنصار الإخوان المسلمين، واعتقال الرئيس السابق، وأوامر القبض على قيادات جماعة الإخوان، فإن الولاياتالمتحدة لن تستطيع القيام بما هو أكثر من تحذير الجيش باحترام حقوق الإنسان؛ لإنه ليس واضحًا إلى الآن ما إذا كان الجيش والمعارضة قادران على المضى قدمًا بدون الإخوان لذلك فمن الأفضل للولايات المتحدة أن يبقى موقفها غامضًا".