من المعلوم أنه يجب على كل مسلم أن يؤدي جميع الفرائض التي فرضها الله تعالى عليه؛ حتى يصل إلى تمام الرضا من الله والرحمة منه، وتكون صلته بالله تعالى أوثق صلة، فإذا تهاون في ركن من أركان الدين الحنيف فله عقابه وجزاؤه، كما نعلم هذا الحديث جيدًا:" بني الإسلام على خمس شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة وصوم رمضان وحج لمن استطاع إليه سبيلًا"؛ لذا من أقام ركنًا وتهاون في باقي الأركان فهذا إسلامه ناقص؛ لإن أركان الدين مرتبطة ارتباطًا متكاملًا، فلا يصح الاهتمام بركن أو تنفيذه وإهمال باقي الأركان، فبذلك يصبح دين هذا الشخص كبيت العنكبوت لا بيتًا مترابط الأركان والعناصر. نخلص من ذلك أن من صام ولم يصلِ سقط عنه فرض الصوم، كما أن عليه وزر من ترك الصلاة، ويلقى جزاءه عند الله. ومما لا شك فيه أن ثواب الصائم المؤدي لجميع الفرائض والملتزم بحدود الله أفضل من الذي يسقط الفرائض، ولا يؤديها حق التأدية، فله الثواب الأوفى لحسن صلته بالله، أما الثاني فله ثواب آخر لا يعلمه إلا الله فهو الرحيم والغفور بعباده.