باقى من الزمن ساعات، وتنتهى المهلة التى حددها الجيش، حتى يستجيب مرسى وجماعته، لمطالب الشعب!! والشعب ليس لديه سوى مطلب واحد، رحيل الرجل، وإجراء انتخابات رئاسية مبكرة.هذا هو القرار الذى اتخذه المصريون، واستجاب له الجيش،وأى محاولة للحديث عن وجود انقلاب، هو حديث القتلة الذين يريدون إقناع الضحية، بأنهم أكثر رحمة به من الانقلاب، وأنهم يذبحونه، حتى يموت ويستريح، ولا يرى اليوم الذى يعود فيه حكم العسكر!! قطعاً الوضع أصبح مختلفاً، والناس هم الذين طلبوا الجيش، لحمايتهم من القتلة السابقين، الذين يعملون، بطريقة العصابة، التى تحمى رجالها، وتحصل على «الإتاوة» من الحرافيش!! البيان الذى اصدرته رئاسة الجمهورية، والذى تقول فيه كلاماً غريباً عن استعدادها لإجراء حوار، وأن الرئاسة مازالت تعمل..والكلام الذى يقوله قيادات الإخوان،الذين نقرأ تصريحاتهم، ولا نرى صورهم، هو حديث النهاية، الذى يهدف للتفاوض، للخروج الآمن لقيادات الجماعة، بلا سجون، وبلا مصادرة لمليارات الجنيهات، التى جمعوها خلال عصر مبارك، وخلال عام واحد من رئاسة مرسى للبلاد!! ما يفعله الإخوان أمام مسجد رابعة الآن، وبعض المناوشات التى تندلع فى محافظة السويس وغيرها، هدفه الضغط، على الجيش حتى يتركهم فى حالهم،بعد خروج مرسى، فالقيادات، التى كانت فى السجون، جربت طعم السلطة، والفارق كبير، فقد دخلوا السجن،من أجل هدف الوصول للسلطة، وعندما اعتلواعرش مصر،تصوروا، أنهم حققوا المراد، وبدأواعملية التمكين، بلا عقل، أطاحوا بالجميع من مواقعهم، على كل المستويات، من الوزير، وحتى مدير المدرسة الصغيرة فى القرية، فكانت الثورة التى أطاحت بنظام الإخوان، لنعود من جديد، لنقطة البداية، لتبدأ المرحلة الانتقالية، الحقيقية، بلا مؤامرات إخوانية، أو ألاعيب مخابراتية من دولة هنا أو هناك!! الجماعة تعرف، أن كل شىء انتهى، وأن الوقت الآن مخصص للتفاوض، وهو تفاوض صعب، سوف تطرح فيه معلومات قد تؤدى بهم إلى السجن، بعضه متعلق بالتخابر، والبعض الآخر متعلق بالقتل العمدى للشباب، بأيدى مسلحين دخلوا البلاد، لأداء مهمة إزهاق أرواح معارضى الجماعة، وأقل الاتهامات متعلقة بالأموال التى جمعتها الجماعة خلال عامين كاملين، من دول أجنبية، أو ابتزاز عدد من رجال الأعمال المصريين!! أما الجريمة التى لا يمكن التفاوض عليها، ولن يجدوا أحداً يسامحهم فيها، هى جريمة تخريب النفس البشرية المصرية، التى سوف تعالج كثيراً من هذا العته، الذى واجهته، لمدة عام كامل، من رئيس ليس له قرار، ولا يعرف سوى أهله وعشيرته، أما باقى المصريين فهم عبيد احساناتهم، وخلقوا لكى يكون هناك شعب، يعمل لصالح الجماعة، ويأتمر بأوامرها!! المفاوضات الجارية الآن، هى سبب ماتشاهده، من تجمعات لجماعة الإخوان فى رابعة، والسويس، فهؤلاء الذين لا يعرفون ماتفعله قياداتهم،يجلسون، ويهتفون «الشرعية.. الشرعية» فى حين يجلس قياداتهم الآن، ويقولون الأمان الأمان!! صدقنى، بعد مرور المهلة، التى سوف تنتهى بعد ساعات، وربما بعد دقائق، سوف تنتهى كل التجمعات الإخوانية، ولن تجد أحداً يهتف ويقول» مرسى مرسى» بل ستجد أخباراً تتحدث عن المرحلة الجديدة، وتصحيح مسار المرحلة الانتقالية، التى ذهبت فى اتجاه غير سليم. قد تسألنى وما هو موقف الجماعات الإسلامية، المؤيدة للإخوان، سوف أقول لك إنها ايضاً تتحدث عن الأمان، فهم لا يريدون العودة للسجون، ويريدون الانخراط فى الحياة العامة المصرية، بلا مطاردة، ولا اتهامات، يريدون حياة طبيعية، ولذلك اصدروا هذا البيان الذى سموا أنفسهم فيه «تحالف القوى الإسلامية» حتى يقولوا نحن هنا، لا تخرجونا من الاتفاق، اعملوا حسابنا، ولكن قيادات الإخوان كانوا مشغولين بأنفسهم،ومصيرهم الغامض، ولم ينتبهوا، لحضور المؤتمر الصحفى لتحالف القوى الإسلامية!! الآن.. الموقف مازال فى يد الشعب المصرى، هو الذى خرج بالملايين الذين تجاوزوا 20 مليون مواطن، وهو الذى جعل الجيش يتحرك لمساندة مطالبه، وهو الذى سيجعل الجيش ينزل لحمايته، فى حالة وجود أى تهديد،وهو ايضاً الذى سيجعل خروج الإخوان حتمياً ونهائياً، إذا استمر فى الخروج الكبير للشوارع.. التقاعس هو أخطر خطأ قد نرتكبه فى هذه اللحظات الحرجة،لا تجلس فى بيتك، فات الكثير ولم يبق سوى ساعات، انزل من بيتك، لتحمى قرارك برحيل الجماعة..بيان الجيش قال إنه استمع لنداء الشعب،ويجب أن ينزل الشعب لمساندة قراره بالرحيل المتبقية عليه ساعات قليلة، قل للجماعة لا يوجد انقلاب عسكرى كما ترددون، ولكن هناك شعب أراد، ووجد من يستجيب لإرادته، والجيش نفسه قال إنه لا يريد السلطة، ولا يرغب فى السياسة التى تعطله عن دوره الوطنى،ونحن معه فى هذا القرار ولكن دوره الآن ليس سياسياً، بل يتعلق بالأمن القومى،الذى تعرضه الجماعة للخطر. لا تخش التهديدات،فنحن الأغلبية، وهم الأقلية، صحيح، لن ندعو لإقصائهم، ولكنهم يريدون قتلنا، ويجب أن نحمى أنفسنا،من هذا المصير، فقد شهدنا خلال عام كامل، ما لم نشهده عبر قرون، شهدنا فقراً، وقلقاً، وغياباً للأمن، وتهديداً ووعيداً، واستبداداً تمت ولادته، ويريد البيئة الصالحة، كى يكبر ويترعرع!! استبداداً يريد بناء دولة الإخوان، وليس مصر التى نعرفها. هذه فرصتك الأخيرة، انزل لتحمى أولادك، ولا تخش هذا الكلام الفارغ المتعلق باستخدام العنف، واسأل نفسك سؤالاً واحداً لتعرف انهم غير قادرين على استخدام العنف، اسأل نفسك: أين عاصم عبدالماجد الآن؟ أين صفوت حجازى،وحازم أبوإسماعيل، والبلتاجى؟ لقد تركوا أنصارهم وحدهم عند مسجد رابعة العدوية، وكل منهم يحزم حقائبه، ليرحل إما خارج البلاد أو إلى السجن!! هوامش الكلام الذى قاله قيادات الإخوان، وأنصارهم، يذكرنى، بالكلام الذى كان يردده صدام حسين ورجاله، قبل سقوط نظامه بساعات، كنا نسمع عاصم عبدالماجد يتحدث عن قتل وتأديب وإصلاح لمعارضى مرسى،وبعد نزول الملايين للشوارع، لم نسمع له صوتاً،وعقب بيان الجيش اختفت أخباره، أما صفوت حجازى، فقد قال ليس لى علاقة بمكتب الإرشاد، ولم أحصل على أموال من قطر، وأنا مش إخوان، لكن باحترمهم!!