الساعات القادمة هى الأهم والأخطر بالنسبة لمستقبل الوطن، ويمكن أن نسميها فترة مخاض أليم تمر به مصر وتحتاج إلى حكمة الرجال لإنقاذ الأم وهى مصر، والجنين وهو المستقبل الذى يتغذى على الحبل السرى، وعملية الإنقاذ تطوعت بها القوات المسلحة المصرية الباسلة التى أعلنت انحيازها لإرادة الشعب وحددت «48 ساعة» لتنفيذ مطالبه وإلا سيكون لزاماً على القوات المسلحة فرض خارطة طريق مستقبل لحل الأزمة، وباقٍ من هذه المهلة ساعات عصيبة، نرجو أن يستغلها الدكتور محمد مرسى لاتخاذ القرار الذى خرجت من أجله الملايين وهو إعلان استقالته لتهيئة البلاد لإجراء انتخابات رئاسية جديدة، عندما تتدخل القوات المسلحة، فإنها لا تنحاز إلى طرف ضد طرف، ولكنها تمارس حقها الدستورى فى حماية الأمن القومى الذى يتعرض للتهديد كما عبر الفريق أول عبدالفتاح السيسى فى بيانه بأن ضياع الوقت لا يحقق إلا مزيداً من الصراع، وعندما يكون الأمر متعلقاً بإرادة الشعب التى تعتبر سلطة فوق الدستورية وفوق الصناديق، فإن القوات المسلحة ليست فى حاجة إلى إذن من أحد للوقوف إلى جانب هذه الإرادة التى خرجت الملايين للتعبير عنها بصورة أزهلت العالم لأنها أى القوات المسلحة جزء من الشعب، ولابد أن يكون ولاؤها له. القرار الآن فى يد الرئيس مرسى، ليس أمامه إلا الاستقالة لحقن دماء المصريين من الحشد الذى ينذر بالتهور، وفى حالة رفضه، فإن الساعات القادمة القليلة ستشهد تدخل القوات المسلحة لتنفيذ إرادة الشعب بإجراءات تشرف على تنفيذها بمشاركة جميع الأطياف المصرية دون إقصاء لطرف، وفى اعتقادى أن هذه الاجراءات ستبدأ بمجلس رئاسى حكومة وطنية على رأسها شخصية اقتصادية ذات كفاءة وخبرة ووزراء من كافة القوى السياسية، تحية للقوات المسلحة المصرية الأمينة على استقرار الوطن، والمحافظة على أمنه القومى، وسلامة أراضيه والداعمة لشعبه،القوات المسلحة لن تكون طرفاً فى دائرة السياسة أو الحكم كما تعهدت ولن تخرج عن دورها المرسوم لها فى الفكر الديمقراطى النابع من إرادة الشعب، ولا تنتهج سياسة الانقلابات العسكرية التى يتحدث عنها إخوان مرسى، وبيانها لا يحتاج إلى تأويل، أو يفسره كل على خلفياته، وتحية أخرى لرجال الشرطة، الذين رفضوا تنفيذ قرارات تنسيقية لخدمة فصيل واحد، ونثق بأن الداخلية التى قدمت للثورة مئات الشهداء والمصابين من ضباط وأفراد لن تخذل الشعب، وتحية الى شعب مصر الذى قال كلمته لتغيير النظام الفاشل، وعبر عنها بشكل حضارى سلمى، وتحية إلى الوزراء والمحافظين والمسئولين الذين أعلنوا استقالتهم من حكومة قنديل الفاشلة، التى تتحمل مع مرسى وإخوانه ومجلس الشورى مسئولية الانهيار الاقتصادى والسياسى الذى وضع البلد على حافة الانهيار. يادكتور مرسى اظهر وبان عليك الأمان، ونفذ تعهداتك للشعب عندمام قلت إنك ستستقيل إذا قال لك الشعب ارحل. يادكتور وطى التليفزيون شويه اللى فاتحة على قناة « 25» وألقى بالتقارير المزيفة التى يعدها لك بعض أنصارك على المنضدة، ووجه طبلة أذنك ناحية الشباك لتسمع الملايين التى تقول لك ارحل يعنى امشى، لا القوات المسلحة ولا الحرس الجمهورى ولا الشرطة ولا جماعتك يقدرون على إعادة هذه الجماهير مرة أخرى قبل أن تستجيب لمطالبها. ويا أهل رابعة لا تلجأوا إلى العنف فقد قضى الأمر.. شيوخ الفتنة وقيادات الجماعة هربوا أو فى سبيلهم إلى الهروب، فهل تقاتلون أشقاءكم المسلمين عودوا إلى قراكم وأهلكم وأولادكم ولن يتعرض لكم أحد، لن يسجن أو يعتقل أحد منكم إلا المتهمين المتورطين فى قضايا أو أعمال عنف، مصر وطن لكم ولغيركم، فإن أحسنتم أحسن إليكم وإن أسأتم فهناك القانون. ويا شعب مصر فى كل مكان الذى خرجت للتعبير عن إرادتك حافظ على السلمية وواصل الدفاع عن مطالبك حتى تحقق إرادتك بقرار مرسى أو بقرار الجيش، وفى الحالتين أنت قائد التغيير.