دافع نعيم قاسم، نائب أمين عام "حزب الله" اللبناني، عن تدخل الحزب عسكريا في سوريا إلى جانب نظام بشار الأسد بدعوى أنه جاء بهدف "منع امتداد النار إلى لبنان". وقال قاسم، خلال احتفال تأبيني بذكرى قتلى الحزب الذين سقطوا في سوريا، أقيم اليوم في بلدة النبي شيت جنوبي البلاد، إن من واجب حزب الله "مواجهة المشروع المعادي في سوريا لمنع امتداد النار إلى لبنان". وأضاف "أقول بكل وضوح .. نعم قطعنا التواصل بين أدوات الفتنة وحققنا إنجازا سيؤثر على المستقبل الذي سيكون على سوريا من خلال استعادتها لمكانتها وقدرتها على مواجهة التحديات". واتهم المعارضة السورية بالسعي إلى "غلبة عسكرية دون النظر إلى حل سياسي"، معتبرا أن ما يحدث في سوريا من تدخل أمريكي "يؤثر على لبنان، كما أن مجمل الأحداث هناك عبارة عن خطة وضعت لضرب خط إمداد المقاومة وكشف ظهرها"، بحسب قوله. وانتقد نائب أمين عام حزب الله من وصفهم ب"أنهم يحاولون إيقاف المقاومة"، متسائلا: "هل توقفت اسرائيل عن عدوانها وهل تحررت أرضنا وأصبحنا بمأمن عن الخطر الصهيوني؟". وتطرق إلى الاشتباكات التي جرت مؤخرا بصيدا (جنوب) بين أنصار الشيخ أحمد الأسير والجيش اللبناني، معتبرا أنه "لولا تيار المستقبل وبعض الذين ينتعشون من حالة الفتنة لما وصل التمادي الى حدود ضرب السلم الأهلي والاستقرار". وفي الملف الحكومي، دعا قاسم الى "تبني صيغة تنطلق من حكومة وحدة وطنية تعمل على إعمار البلاد وترسخ السلم الأهلي والاستقرار على قاعدة ثلاثي القوة الجيش والشعب والمقاومة". ويشارك حزب الله في القتال الدائر بسوريا بجانب قوات النظام السوري، وقال الأمين العام للحزب، حسن نصر الله، قبل أسبوعين، إن "الحزب لا يزال مستمراً في موقفه بالقتال إلى جانب النظام السوري وهو مستعد لتحمل كافة التبعات"، وذلك في خطاب له خلال احتفالية سميت بيوم "الجريح المقاوم". وتثير مشاركة حزب الله في المعارك الدائرة بسوريا اعتراضا واسعا بين قوى لبنانية، أبرزها تيار المستقبل الذي يقود المعارضة البرلمانية، حيث تعارض سياسة النأي بالنفس عن أحداث سوريا التي أقرها لبنان، كما يحذر من أن ذلك سيكون له انعكاسات خطيرة على لبنان.