كان مانشيت المقال السابق، «هذه ليلتى ويوم كرامتى»، وفى آخر المقال نصحت الرئيس بالرحيل الآمن حقناً للدماء إذا كان فعلا يحب مصر، وكأنى كنت أقرأ القدر، فيشاء ربك أن تأخذ الأمور مجرى على غير انتظار فيصدر قرار المحكمة بالتحقيق فى وقائع معينة للسيد الرئيس ليصبح أول رئيس لمصر متهما بالتخابر مع جهات أجنبية.. واليوم نحن على انتظار هذا المصرى الذى سوف يقود الشعب ويلملم فقراءه فى حضنة الدافئ ويمسح دموعهم ويشفى آلامهم ويحيى آمالهم، يباتون ببطون مملوءة من خير بلدهم وينامون مع أحلى أحلامهم ويحمى أطراف مصرنا التى فى سبيلها إلى بيعها وكأنها ميراث أجداد الإخوان.. إن قلب مصر مريض فقد مزقته الفرقة وضياع الوحدة ولم يعد شعار «الدين لله والوطن للجميع» له دلالة أو معنى، واعتصموا بحبل المواطنة ولا تتفرقوا، تحابوا فى الحب ينمو المستقبل الجميل، وأقول ألف سلامة لسعادة اللاوى باترسون الحاكم الأمريكى ومع ألف سلامة أخرى لجماعة سخام وحماس والمكفرين والجهاديين ومن كان على شاكلتهم من خيانة الأمانة والعبث بأمن البلاد وأمنها القومى، طالباً من الجيش المصرى العظيم تنظيف سيناء من الوباء المنتشر بها واغفر لى إذا ما تشعبت الأحداث وتطاولت على التاريخ لأشتم روائح كريهة بدءاً من التهام الثورة إلى صفقات وإرهاصات وتزويرات ولا أخلاقيات.. إن سيناء أرض مقدسة روت دماءها على مر السنين دماء شبابنا فداء للقضية الفلسطينية على رجاء أن يعى هؤلاء هذا الفداء ويحاربوا لقضيتهم بعيداً عن البلاد. لعلى اليوم أتفهم هذا التعجل بتفويض أركان الدولة ولإصدار القرارات الدستورية المحصنة لرئيس الجمهورية لأنه كان يعلم أنه فى يوم ما سينكشف الغطاء على الخزى العظيم ولم يكن أى منها فى صالح هذا الشعب أو لكرامة البلد، ضباب فى ضباب من خلال ظلام وفساد والشعب يدفع الثمن ليس فقط من ميراثه، أو ثرواته ولكن من دمه الحر الغالى. إن التاريخ يعيد نفسه كما يقولون ولكنه يقص حواديت جديدة رجالها ليسوا أبطالاً بل أنجاس هل أزعق قائلاً: وااسلاماه!! يا إخوان أنتم لا تقتلون الوهابيين فهم مسلمون أيضاً بل أنتم تسيئون إلى الإسلام الذى لا تعرفونه. دعونا نعود خطوة إلى الوراء لنرى كيف سارت الأمور من الفوضى الخلاقة إلى الفوضى الشاملة، وهنا تأتى الفراسة وهى كيف تقرأ الأحداث لنستخلص منها المعطيات مهما كانت قسوة هذه المرحلة من خيانات وساسة سقطوا فى الامتحانات، رجاء ألا تقرأ هذه الحروف والسطور على أنها لغو كلام لأنى أقصد معانى كثيرة من خلال هذه الكلمات القصيرة، وإذا سألتنى أفصح يا غلام سوف أقول لك حاول أن تحصل على صورة واضحة من خلال تصريح الفريق أول السيسى وإذا أعياك ذلك فالأمر عند الله. عضو الهيئة العليا