مثل الملايين التي استمعت إلى خطاب الرئيس الدكتور الباحث العالم الأستاذ القائد محمد مرسى العياط رضي الله عنه وعلى أهله وعشيرته، أصبت بحزن شديد وغم وكرب وقرف، ليس لأنني كنت أتوقع من هذه الكلمة أن تفتح صفحة جديدة، أو انها سوف تعلى مصلحة الوطن على مصالح العشيرة، بل إن ما أصابني بالقرف والغم والنكد والكرب أن خطابه هذا تدنى كثيرا بمنصب رئاسة الجمهورية إلى درجة يؤسف لها، أقل وأقرب وصف لهذه الكلمة: أنها وصلة ردح حريمى، سيدة فى أحد الأحياء الشعبية مكنوها من جيرانها فجلست تردح لما قالت كفاية. بداية أحب أن أسجل هنا أنني كنت ومازلت من الذين يفضلون تجنيب البلاد المزيد من إراقة الدماء، وأرى أنه على العالم والباحث والأستاذ والقائد والرئيس والدكتور محمد مرسى العياط أن يتنحى أو أن يفتح الباب لاستفتاء على انتخابات رئاسية مبكرة، وكنت ومازلت ضد الصدام والوقوف مرة أخرى فى الشوارع والميادين وإعادة مشاهد عزل الرئيس السابق، لكن السلوك الذى ينتهجه المفكر العالم الأستاذ القائد الدكتور الرئيس وقيادات عشيرته لا يؤمل منه أية بارقة خير، وموقفي هذا يتبناه المئات من قيادات الأحزاب والقوى السياسية، والقائد العالم المفكر الباحث الرئيس على يقين تام هو وقيادات عشيرته من موقف القيادات السياسية، ويعلمون جيدا أنهم وجميع الكتاب والإعلاميين والفنانين والمثقفين وعامة الناس ضد الصدام وإراقة الدماء، والمدهش فى الأمر أنهم يستغلون هذا الموقف جيدا فى تمسكهم بالسلطة والبقاء فيها، فيشيعون يوما بعد يوم أنهم سيحولون الشوارع إلى بحور دماء لكى يزرعوا الرعب فى قلوب المعارضة والرافضين لهم. والذي لا يعرفه العالم المفكر الدكتور القائد الأستاذ الرئيس أن عامة الناس تعلم جيدا قبل نخبها السياسية والثقافية والإعلامية والفنية انكم تلعبون هذه اللعبة، لهذا من المنتظر والمتوقع عندما تلوحون او يهم انصارك نحو العنف فى يوم 30 يونية سوف تراق دماؤكم جميعا الصغير قبل الكبير، ولا تشك للحظة أن المواطن البسيط سوف يخاف او يهرب من الصدام والمواجهة، وسترى بأم عينيك دماء انصارك تسال فى الشوارع وسوف يلونون بها الحوائط. لا أخفى عليكم أننى قبل اكثر من عام أعلنت هنا موقفى من انتخاب شخصية من التيار الإسلامى، ورفضت بشدة ان أعطى مرسى صوتى لأنه يمثل تياراً سياسياً يستغل الدين فى الوصول لكرسى الحكم، وأيامها العشرات من الكتاب والسياسيين ساندوا محمد مرسى على اعتبار أنه يمثل الثورة، وللأسف انساق خلفهم العديد من المواطنين واختاروا الإخوانى محمد مرسى من باب منحهم الفرصة وإن فشلوا نعزلهم. وأذكر أنني قلت فى بعض ما كتبت إنهم لن يخرجوا من الحكم سوى بالدم، وقلت كذلك ان احمد شفيق أفضل بكثير من الإخوان لأنه لا يحمل اجندة سياسية إسلامية، وأنه سيقوم بإتاحة الفرصة لإقامة دولة ديمقراطية حقيقية، كما أنه سيكون أكثر حدة وعنفا تجاه إعادة إنتاج النظام السابق لأنه خرج من عباءته، وللأسف كل منا انساق إلى تخريجاته وتبريراته والبعض الأخر استسلم لمصالحه، وكانت النتيجة فوز محمد مرسى ممثلا للتيار السياسي الإسلامي، وكانت النتيجة أيضا الخراب والتدهور والانفلات والانحطاط والسفالة التي تعيشها البلاد. العالم الدكتور القائد الأستاذ الرئيس المحترم ترك انهيار البلاد اقتصاديا وثقافيا وسياسيا واجتماعيا وخدميا وأخلاقيا وأمنيا وانشغل بتصفية حساباته مع خصومه وخصوم عشيرته، انشغل بعاشور بلطجى الشرقية وفودة بلطجى المنصورة ومعهما بلطجى المعادى، ترك المشاكل التى تعانى منها البلاد ووقف يشوه بدون سند قانونى أستاذنا مكرم محمد احمد وأحمد شفيق خصمه اللدود، والست اللى قاعدة تشتم فى الفضائيات(أظنها لميس الحديدى)، والمذيع الذى استضاف دحلان، واحمد بهجت ومحمد الأمين، وفتحى سرور وصفوت الشريف وحسن عبدالرحمن والقاضى المحترم على النمر، الرئيس القائد العالم والباحث المؤمن شن حملة تشويه على جميع مؤسسات الدولة، القضاء والاعلام والسياسيين والنخب والمعارضة والأحزاب والموظفين، لم يترك أحداً إلا وناله بالفساد أو العمالة، لكنه استثنى الجيش والشرطة، وقام بمغازلتهما خوفا ورعبا طوال كلمته. ما يؤكد ان ما قاله مرسى فى كلمته جميعه كذب وافتراء القصة التى رواها عن حوار دار بينه وبينه كمال الشاذلى زعيم الأغلبية، الباحث العالم القائد الأستاذ المؤمن الدكتور ادعى أنه تجرأ وقال للشاذلي انتم عصابة وسرقتوا البلد كلها وياريت تخلوا الفلوس اللى سرقتوها داخل البلاد ولا تهربوها للخارج، وان الشاذلى ضحك وقال له: انتم ناس أطهار يا مرسى( على وزن أنت من الأحرار يا على)، يا دكتور مرسى إذا كان المتكلم مرسى يبقى المستمع مين؟. نظن انك ولا أكبر منك حجما وشجاعة كان يمتلك الجرأة والشجاعة والثقافة ولا الأجندة التى تدفعه إلى مخاطبة كمال الشاذلى بما زعمت أنت، دكتور مرسى نسألك الرحيل، ارحل بالتى هى أحسن.