مخطئ من يظن أن الباطل سيخسأ بسهولة ويسر، أو يرتدع بغير كفاح وجلاد وعسر، ومخطئ من يظن أن الحق سينتصر دون رجال وتضحيات وابتلاءات، ولكن ستكون له العقبى والفوز، وصدق الله {وَقُلْ جَاءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقًا} [الإسراء] والحق له أغوار فى النفس، وطعم فى العقل، وشذى فى الروح، رغم صراع الهوى وزخم الشهوات، وسهولة الباطل وخفته على أصحابه، وموافقته النزعات الشريرة فى الإنسان من حسد وحنق وبغى على الناجحين والعاملين. حسدوا الفتى إذ لم ينالوا سعيه ... فالقوم أعداء له وخصوم كضرائر الحسناء قلن لوجهها ... كذبا وزورا إنه لدميم والمتعامل مع الحياة، خاصة العربية، التى مضى عليها ردح من الزمان تواكب الفساد حتى ألفته، وتقترف الضياع والمعاصى حتى أشربته قلوبهم، وتمرست عليه أكبادهم، حتى إنك تكاد تحس وطأة الأنفاس الخبيثة وعمق المكر والاستذءاب الذى يريد أن ينقض حتى على أهله وبنيه وشعبه ومعاونيه كالسبع الجائع والفهد الكاسر. من السباع الضوارى دونه وزر ... والناس شرهم ما دونه وزر كم معشر سلموا لم يؤذهم سبع ... وما ترى بشرا لم يؤذهم بشر وإذا أردنا أن نضرب مثلا لصراع الفساد مع الدكتور مرسى رغم أن الدكتور مرسى فعل الكثير فى فترة وجيزة، وكان من إنجازات الرئيس محمد مرسى ما يثلج الصدر ويسر القلب ويسعد النفس: 1. إنهاء حكم العسكر وتحويل مصر إلى دولة مدنية. 2. تحويل قناة السويس لأكبر إقليم تجارى عالمى. 3. سامسونج تنشئ أول مصنع فى الشرق الأوسط ببنى سويف. 4. تنمية سيناء وتمليكها لأهاليها وإسقاط ديون الفلاحين. 5. إعادة محاكمة قتلة الثوار فى أثناء ثورة يناير وما بعدها. 6. تعيين نائب عام جديد يحقق أهداف ثورة يناير. 7. تنمية شمال غرب خليج السويس باستثمارات 1.5 مليار. 8. زيادة رواتب المعلمين 100% ورفع رواتب أساتذة الجامعات. 9. صد العدوان على غزة وعودة هيبة مصر الخارجية. 10. إصدار قانون بتغليظ عقوبة مهربى السلع التموينية. 11. سحب 26 مليون متر مربع بخليج السويس من المستثمرين غير الجادين. 12. ارتفاع صافى الاحتياطى الأجنبى إلى 15.5 مليار دولار. 13. تخصيص 72 مليون جنيه لبناء أسواق للباعة الجائلين. 14. توفير 500 مليون جنيه سنويًّا نظير إلغاء التهانى له. وذلك فى فترة 6 أشهر فقط، وبعد مرور 6 الأشهر الأولى لفترة رئاسة الدكتور محمد مرسى أول رئيس مدنى منتخب فى تاريخ مصر وأول قائد لثورة يناير المجيدة، تكاد ترصد أهم إنجازاته فى هذه المدة القصيرة مع انقضاء عام 2012 فتجدها مبهرة وقوية وموفقة على الصعيدين الخارجى والداخلى: فبدأ الرئيس محمد مرسى فى تطهير مؤسسات الدولة من الفساد المستشرى منذ أكثر من ستة عقود، وأقال عددا من قيادات الحزب المنحل التى ما زالت تعبث بمقدرات الوطن ولا تضع مصالح الشعب نصب عينها، حيث أقال مدير أمن القاهرة وكذلك رئيس الحرس الجمهورى لتقصيرهما فى حماية الرموز الوطنية يوم جنازة شهداء رفح، فضلا عن إقالة رئيس الرقابة الإدارية ورئيس الجهاز المركزى للمحاسبات ورئيس الجهاز المركزى للتنظيم والإدارة بسبب التستر على الفساد، وكذلك تعيين 10 محافظين جدد يعبرون عن الثورة المصرية من مختلف التيارات السياسية ممن يتّسمون بالكفاءات العلمية والإدارية. وقام الرئيس برد الاعتبار لشخصيات وطنية أسهمت بدور مهم فى تاريخ مصر وأسقطها النظام السابق من التكريم لمعارضتها لمصالحه، مثل تكريم الفريق سعد الدين الشاذلى، رئيس الأركان فى أثناء حرب أكتوبر، بالإضافة إلى تعيين قضاة الاستقلال فى المناصب القيادية بوزارة العدل، واختيار النواب من الشخصيات الوطنية المستقلة، واستطاع الرئيس إسقاط الحكم العسكرى بعد مرور أكثر من 60 عامًا. وعقب أحداث رفح أمر الرئيس بإحكام السيطرة المصرية العسكرية على سيناء من خلال العملية "نسر"، وذلك للتعامل مع الأحداث وحلها وهى السابقة الأولى من نوعها فى إدخال المعدات العسكرية الثقيلة منذ إعلان اتفاقية كامب ديفيد، ودون استئذان أو تشاور مع أى من الدول الأخرى، حيث تمت بإدارة مصرية 100%، وبعد عقود من الإهمال الجسيم بأرض الفيروز أمر الدكتور مرسى بتشكيل لجنة تضم خيرة الخبراء والمفكرين التنمويين لإعداد خطة عاجلة وشاملة لتنمية سيناء بمشاركة أبناء سيناء لأول مرة منذ أن أعادها رجال مصر الشرفاء من أيد الصهاينة. 1. وبدأ تمليك أراضى سيناء لأبنائها، ورصد مليار جنيه كخطوة أولى، وكذلك تنشيط المشاريع التنموية العملاقة. 2. وتنفيذا لبرنامج الرئيس الانتخابى شاركت 5 وزارات فى تنفيذ مشروع تطوير إقليم قناة السويس، وإقامة مركز لوجيستى عالمى، ومدينة تجارية مليونية، ومنطقة صناعية يقام المشروع على مساحة 15415.15 كيلو مترًا مربعًا. 3. وتنفيذًا لبرنامج الرئيس الانتخابى الذى يهدف إلى استصلاح الصحراء وحل مشكلة الإسكان عن طريق إنشاء مدن جديدة بعيدة عن محيط وادى النيل، وافق الرئيس على بدء تنفيذ مشروع الفرافرة الجديد، المقدم من العالم الجيولوجى الدكتور خالد عودة. 4. وكذلك تم توقيع عقد مشروع تنمية شمال غرب خليج السويس على مساحة 6 كيلو مترات، الذى يوفر نحو 40 ألف فرصة عمل باستثمارات 1.5 مليار دولار، ويعد من أكبر المشاريع فى خطة الرئيس للنهضة. 5. وفى سابقة لم تحدث من قبل فى إفريقيا والشرق الأوسط، استطاع الرئيس مرسى انتزاع اتفاق مع شركة سامسونج العالمية بإنشاء أول مصنع فى الشرق الأوسط لصناعة الإلكترونيات بإجمالى استثمارات 9 مليارات جنيه بمحافظة بنى سويف، وهو ما يعنى الاهتمام بالصعيد، الذى كان مهمشًا طيلة العقود الماضية، فضلا عن توفير عشرات الآلاف من فرص العمل، وغزو إفريقيا بصناعة الإلكترونيات من الأراضى المصرية. 6. وحرصًا من الرئيس مرسى إلى تنفيذ مبدأ العدالة الاجتماعية، خاصة الاهتمام بدور الفلاحين الذى وعد بإنهاء مشاكلهم وعودة هيبتهم وحقوقهم من جديد؛ أعفى 44 ألف فلاح من ديون تقدر بمليار ونصف مليار جنيه، فضلا عن صرف علاوة اجتماعية بنسبة 15% للموظفين وأصحاب المعاشات. 7. أيضًا تم تخصيص 72 مليون جنيه لبناء أسواق للباعة الجائلين وتفريغ الميادين منهم بمنتهى السرعة، كما غلظ عقوبة مهربى السلع التموينية والمواد البترولية وعمليات الغش التجارى، حرصًا على تذليل العقبات المعيشية التى تواجه المواطن المصرى. 8. قتلة الثوار: أصدر الرئيس مرسى إعلانًا دستوريًّا جديدًا يقضى بحماية الثورة من أذناب النظام البائد وجميع أعداء الوطن بعد القرار الجمهورى الذى اتخذه فور توليه المسئولية بتشكيل لجنة لجمع المعلومات والأدلة وتقصى الحقائق فى شأن وقائع قتل وشروع فى قتل وإصابة المتظاهرين السلميين فى أنحاء الجمهورية كافة فى أثناء ثورة يناير وما بعدها. ارتفع صافى الاحتياطات من النقد الأجنبى إلى 15.5 مليار دولار فى نوفمبر بزيادة 1.1 مليار دولار عن يوليو الماضى، قبل تولى الرئيس المسئولية، كما أعلن الرئيس مرسى أنه يهدف إلى ارتفاع دخل قناة السويس 20 ضعفًا فى الفترة المقبلة عن طريق تنمية محور قناة السويس، كما زار 4 ملايين سائح مصر فى الفترة الأخيرة، وارتفع عائد قناة السويس بزيادة حوالى مليار دولار فى الربع الأول من العام المالى الجارى. وقام الدكتور مرسى بزيارة بعض الدول، وجلب الكثير من الاستثمارات لمصر، بالإضافة لحل بعض المشاكل العالقة بين مصر والمحيط الخارجى، وإعادة دور مصر الخارجى من خلال المشاركة بقمة المؤتمر الإفريقى بالعاصمة الإثيوبية أديس أبابا، والمشاركة فى قمة منظمة المؤتمر الإسلامى بمكة المكرمة، وزيارة الصين، وألمانيا، والاتحاد الأوروبى، وإيطاليا، وتركيا، وكذلك قيادة مؤتمر دول عدم الانحياز بإيران، وتمثيل مصر فى الأممالمتحدة بعد غياب 23 عامًا، وكذلك المشاركة فى قمة الدول الثمانى بباكستان. ورغم هذا قام الحاقدون على مصر بالمؤامرة تلو الأخرى تخطاها الرجل بعون الله وتوفيقه، من ذلك ما ذكره الباحثون والكتاب، فقد كشف الكاتب المصرى أنيس الدغيدى عن مؤامرة "جبهة الإنقاذ" فى مصر لعزل الرئيس المنتخب الدكتور محمد مرسى. وقال: إن ما يسمى بجبهة الإنقاذ الوطنى خططت لقلب نظام الحكم والإطاحة بالرئيس المنتخب الدكتور محمد مرسى، وإدخاله السجن بالتعاون مع المستشار أحمد الزند رئيس نادى القضاة، وسامح عاشور نقيب المحامين، وتصفية أعلى ست قيادات فى جماعة الإخوان المسلمين وحزبها الحرية والعدالة، بدءًا بالدكتور محمد بديع المرشد العام للجماعة، والدكتور محمد سعد الكتاتنى، والدكتور محمد البلتاجى، والمهندس خيرت الشاطر، والأستاذ صبحى صالح، والدكتور عصام العريان، وكان ضمن المخطط الاستعانة ببلطجية رضا إدوارد، وأحمد شيحة، والتونسى، وذكر المتآمرون فى الاجتماع ضرورة تهريب "صبرى نخنوخ" البلطجى الخطير المتهم تحت المحاكمة الآن. وهكذا توالت المؤامرات على الرئيس من خلفان وشفيق وفصيلهما وتابعيهما، والرئيس فى حماية الله والاستعانة به أولا، ثم فى يقظاته ثانيا، وفى قيام دولة المؤسسات ثالثا، وفى تخطى العقبات التى توضع على الطريق رابعا، وفى مقاومة الفلول خامسا، ومراقبة المال الحرام سادسا، وسابعا، وثامنا... إلخ. وأخيرا ألا يحق أن تفرح مصر ويفرح المخلصون فيها بهذا الرئيس البطل، والبطل الرئيس الذى تستحقه مصر، ويلزمها أن تساعده فى جهده حتى يكون الشعب البطل والأمة العظيمة عونا للرئيس الهمام والقائد الموفق، نسأل الله التوفيق والعون.. آمين.