تمر بالوطن أحداث.. لم نكن نتصور في يوم من الأيام.. أنها ستلحق بنا بعد ثورة 25 يناير المجيدة، فالثوار حينما غادروا الميدان بعد تنحي الرئيس السابق.. تصوروا بأنهم قد أنجزوا الجزء الأعظم من المهمة.. وأنهم قد رسموا طريقاً سيسير عليه أى ممن سيأتي بعدهم.. وهو تحقيق صالح الوطن ورفعته. وللأسف.. في ذلك الوقت كان تيار الإسلام السياسي وعلي رأسه جماعة الإخوان.. يستعد لعقد تحالفات وتربيطات، ناهيك عن صفقات من تحت المائدة.. مع جهات في الداخل وأيضاً في الخارج. وكانت لهم خطط اتبعوها.. كانت غامضة ولم يدر الشعب عنها شيئاً في حينها، وكان المقصود منها هو ترويع المصريين حتي إذا تمكن الإخوان من الحكم وجدوا شعباً سلس القيادة.. لا يمكنه رفع الرأس أو المواجهة مع أي سلطة غاشمة تتبوأ سدة الحكم. هذا ما كان يعتقده الإخوان المسلمون عندما تولوا السلطة.. بعد خداع الشعب بالوعود المعسولة.. وإنجازات المائة يوم من الحكم.. ومئات المليارات من الدولارات التي ستنهمر علينا مدراراً.. ومشروع النهضة الذي سيأخذنا إلي الرفاهية والتقدم في سنوات قليلة. ولكن بمجرد تولي الرئيس مرسى منصب الرئاسة.. أهالوا علي وعودهم النسيان.. وأنكروا وجود مشروع للنهضة في الأصل!! ولذلك عندما أفقنا من غفوتنا ولم نجد أياً من هذه الوعود تتحقق.. بل واجهنا انهياراً متزامناً.. نعم انهياراً متزامناً.. في جميع مرافق الدولة الأساسية في الكهرباء والمياه والوقود وغلاء الأسعار عامة وفي الغذاء خاصة حتي أصبح المواطن محاصراً في معيشته.. غير قادر علي مواجهة ما أوصلنا إليه حكم الإخوان خلال عام واحد من الحكم. أيضاً أصبحنا لا ندرى من أين تأتينا الضربات.. وما يحدث علي أرض سيناء أكبر دليل علي ذلك.. وفوق ذلك طرح سد النهضة الأثيوبى نفسه علي تهديد شريان الحياة لمصر في المياه التي لم تُهدر علي مر التاريخ.. مثلما يحدث الآن. كل ذلك يحدث بينما تقف قيادات الإخوان تتفرج وبدون أي رد فعل يناسب الحدث.. وتارة يخرج من قياداتها تطاول بذىء واتهامات غير حقيقية علي مؤسسات الدولة الراسخة.. كذلك منهم من يهدد ويلوح بالعقاب الشديد.. لكل من يتجرأ.. ليقول كلمة حق دفاعاً عن كيان الوطن.. والمطالبة.. لبدء الطريق مرة أخرى لتصحيح الأخطاء، بل الخطايا الجسام التي جاءوا بها الإخوان إلينا. ومنذ الإعلان عن حملة «تمرد».. انهارت علي القائمين بها من الشباب والمساندين لها من أغلبية الشعب المصري الاتهامات والتهديدات من جماعة الإخوان ومن لف لفهم من تيارات الإسلام السياسي، وكان ذلك جلياً فيما أسموها مليونية نبذ العنف.. وفيها كانت دعوات صريحة للبعض بسحق وقتل المعارضين لهم وليت الأمر توقف عند هذا الحد بل أفتوا بأن قتلاهم في الجنة.. وقتلى معارضيهم في النار. أخزاكم الله.. وأنتم تشوهون وجه الدين الإسلامي الحنيف الذي يحض علي الرحمة والتراحم.. وليس علي القتل لمجرد الاختلاف في الرأى!! إن جماعة الإخوان ومواليها.. يعانون الآن أشد حالات الارتباك لأن «يوم الحساب قد قرب» وأن تاريخ (30 يونية) صار علي الأبواب. اللهم بلغنا هذا اليوم.. ليتحقق قول الله عز وجل وهو (نصر المؤمنين). الكلمة الأخيرة مهما كانت التضحيات التي سيبذلها الشعب.. فإنها تهون في سبيل الإبقاء علي حريتنا وكرامتنا.. وعودة الوعي لعقولنا.. واسترداد وطننا العظيم الغالى مصر. وأن الأيام.. سرعان ما تفضح الأدعياء!! سلمت يا مصر.