دعنى أخبرك عزيزى القارىء بمعنى كلمة " موريستان " ؛ الموريستان كلمة أصلها فارسى وتعنى مستشفى المجانين ، وللأسف مصر أصبحت الاّن دولة "الموريستان " نعم عزيزى القارىء لو نظرت إلى واقع مصر الأليم الآن وإلى ما يحدث فيها ستعلم أنها أصبحت مستشفى كبير للمجانين وكل ذلك بفضل حكم السيد الرئيس الإخوانى محمد مرسى، نعم حكمه الملىء بالخطايا والجرائم منذ توليه بداية من فتح صدره فى التحرير إلى وقوفه بين مؤيديه فى الصالة المغطاة بإستاد القاهرة ليؤمن على دعاء الشيخ المهندس الزراعى محمد عبد المقصود الذى وصف معارضى مرسى بالكفار والمنافقين والمضحك أن مؤيدين الرئيس هللوا وصفقوا والرئيس صمت وكأنه يؤمن على الدعاء، وكأنهم لا يعلمون أن مرسى ليس بنبى ولا شعب مصر كفار . وأعود إلى نقطة أن حكم مرسى ملىء بالخطايا والجرائم فمن أهم الخطايا التى ارتكبت فى عهد مرسى إنهيار السيادة المصرية ومحاولة تفكيك الدولة والتغول على السلطة القضائية وخفض الروح المعنوية للجيش المصرى بعد جريمة إختطاف الجنود وعدم كشف ملابسات مقتل 16جندى مصرى بسيناء فى رمضان الماضى ، وكل ذلك بالاضافة إلى رعاية مرسى للانقسام الذى ساد الشعب المصرى بدلاً من أن يوحّد الجميع ، سيدنا النبى محمد عندما هاجر إلى المدينة وبدأ فى تكوين الدولة الإسلامية آخى بين الأنصار والمهاجرين ، أما مرسى فعندما تولى الحكم فرّق بين المصريين وحولهم إلى شقين ؛ الشق الأول هو أهله وعشيرته والشق الآخر هو معارضيه، أما عن الجرائم التى ارتكبت منذ تولى مرسى الحكم فأهمها مقتل كل من جابر جيكا ومحمد الجندى ومحمد كريستى والحسينى أبوضيف وغيرهم من زينة شباب الوطن وسمتهم الأساسية معارضتهم لمرسى وجماعته ومرشده. عزيزى القارىء ليس هناك فرق بين مرسى ومبارك ، فإذا كان مبارك يحاكم بتهمة قتل المتظاهرين وعدم إتخاذه القرار لمنع قتلهم فإن مرسى ارتكب نفس الجريمة بل وزاد عليها أن جماعته ومن حوله يدعون إلى القتل بشكل علنى وفادح بل " ببجاحة " غير عادية ومرسى متواطىء معهم لأنه يوافقهم الرأى فمثلاً الشيخ المليونير صفوت حجازى والذى يمتلك فيلا ضخمة بمدينة 6أكتوبر ويعتبر من أهم المشاركين برأس المال فى قناة الشعب الفضائية قال أكثر من مرة وهدد "اللى هيرش مرسى بالميّه هنرشه بالدم " ،والشيخ وجدى غنيم الذى قال " اللى هيخرج فى المظاهرات لإسقاط مرسى كافر ويجب قتله " ، ويطلقون على أنفسهم دعاة للإسلام هؤلاء ليسوا بدعاة للإسلام هؤلاء دعاة دم ،وإذا كانوا يتهمون كل من يعارض مرسى بالكفر" فكلنا كفاربمرسى وجماعته" ، لا مرسى نبى ولا جماعته تمثل الإسلام، من أنتم ومن تظنون أنفسكم لتكفروا الناس؟! أنسيتم حديث رسول الله "من قال لأخيه يا كافر، فقد باء بها أحدهما " صدق رسول الله . هؤلاء الناس ساهموا فى جعل مصر "موريستان " كبير أنسيتم أن مرسى لم يف بأى من وعوده التى وعد بها الشعب، وعد الشعب بحكومة ائتلاف وطنى وبدستور توافقى وبتوفير الأمن والنظافة وأشياء أخرى كثيرة وحدد ال "100يوم " ليعمل الكثير ولم ينجز منها شيئاً وفات عام كامل ولم نرى سوى الكذب فى الحديث وإخلاف الوعود وخيانة الأمانة ، والذى انتخب مرسى انتخبه على أساس وعوده وكونه لم يف بالوعود جعل الإتفاق لاغى، يقول تعالى فى كتابه العزيز " وأوفوا بالعهد إن العهد كان مسؤولاً" صدق الله العظيم ، ومعنى الآية أن الإيفاء بالعهد من أهم الفرائض التى فرضها الله لنظام المعيشة والعمران وإخلاف العهود من أهم الذنوب الهادمة المفسدة للعمران والجالبة للخراب ، لذا أنصح الرئيس محمد مرسى أن يخرج من الصالة المغطاة ويعلن إعتزاله وهذا ليس عيباً فعلى الإنسان أن يعتزل عندما يفشل فشلاً ذريعاً كفشل الدكتور مرسى فى إدارة البلاد فالرجوع للحق فضيلة وعليه أن يتذكر قول الفاروق عمر بن الخطاب " إنما ولّينا على الناس لنسد لهم جوعتهم ونوفر لهم حرفتهم فإن عجزنا عن ذلك اعتزلناهم " ، ويوضح قول سيدنا عمر أن الحكومات جُعلت لتسد جوع الفقير ولتكفل له حريته وأمنه وحرمة مسكنه ولتحقق له إنسانيته بوظيفة مناسبة له ، فإذا ما أوفت الحكومات بجميع هذه الحقوق صار لها أن تتقاضى واجبات الشكر والطاعة من المواطنين وإذا لم تف فعليها أن ترحل. عودة إلى "الموريستان " أسمعت عزيزى القارىء خطاب الرئيس مرسى بالصالة المغطاة عندما أعلن قطع العلاقات مع سوريا وحدث ذلك بعد قرار أمريكا دعم المعارضة فى سوريا والمضحك أن مرسى قرر قطع العلاقات مع سوريا بدلاً من أن يقطع العلاقات مع إسرائيل، أتعلم عزيزى القارىء أن الرئيس السابق مبارك عندما سُئل عن رأيه فى أداء مرسى وجولاته فى الخارج أثناء حوار مسجل معه أجاب مبارك ضاحكاً "أهو بيتفسح "، وليس هذا فقط بل أنهم عندما يرغبون برفع معنويات مبارك يسمعونه خطابات مرسى ، وبالرغم من أن المعارضين يشعرون بالإحباط عندما يسمعون لخطابات مرسى التى أساءت لمنصب رئيس الجمهورية يشعر الفلول بالشماتة لأن هذا هو ما وصلت إليه ثورة25يناير التى خلعت نظام فاسد لتأتى بالأفسد منه ،ولأن شر البلية ما يضحك ستجد عزيزى القارىء أن المعارض المحبط يسعى دائماً للهروب من إحباطه بمشاهدة باسم يوسف والذى بالفعل نجح فى إضحاكنا على بلوانا ونحن نشكره على ذلك أليس كل ما فات دليل على أننا نعيش فى "موريستان " كبير؟!!. عودة إلى مرسى الذى قال "دماء الشهداء فى رقبتى" فخرج جميع المتهمين براءة بل وأضاف إليهم شهداء جدد، ألسنا نعيش فى "موريستان "كبير؟! وقيادات الإخوان اللذين يصرحون دائماً بأن30يونيو يوم عادى ولن يؤثر على مرسى ولا على سلامة منصبه وكأنهم يعلمون الغيب أليس هذا "بموريستان"كبير، وجماعة الإخوان المسلمين والتى ظهرت على حقيقتها ألا وهى أنها ليست سوى جماعة " تقبيل الأيدى وتلبيس الجزم" نعم ألم ترى عزيزى القارىء بعض مؤيدى مرسى وهم يقبلون يده فى الصالة المغطاة ؟! ألم ترى عزيزى القارىء الإخوان اللذين يقومون بإلباس المرشد حذاؤه وهو خارج من المسجد ؟! أليس هذا " بموريستان "كبير؟!. عزيزى القارىء التجربة أظهرت أن دولة العواجيز لن تترك مكانها للشباب وأنها تفرض نفسها وفشلها بالقوة على الحكم وعلى المناصب ولذلك آن للشباب أن يستيقظ من نومه وأن يتخلى عن تراجعه أمام الكبار، لابد للشباب أن يزيح دولة "العواجيز" العاجزة الفاشلة بالقوة وأن يأخذ مكانه لتكتمل ثورة 25يناير ولتحكم، لابد للشباب أن يفرضوا أنفسهم بالقوة ليحققوا أهداف ثورة25يناير المجيدة التى سُرقت من الشعب، لابد للشباب أن ينقذ مصر من هذا "الموريستان " لتعود إلى ما كانت عليه من عصور الحضارة ولتعود لاحترامها بين الدول.