الذى يحدث الآن من أزمات فى المجتمع، لا يوصف إلا بأنه عقاب شديد وقاسٍ تمارسه حكومة الإخوان وأتباعها ضد الشعب المصرى، فقبيل الساعات القليلة القادمة تمارس الحكومة الإخوانية كل ممارسات الإذلال والقهر ضد الناس، لقد تحولت القاهرة وعواصم المحافظات إلى ساحة قتال على محطات البنزين، لدرجة أن سقط أول قتيل أمام احدى المحطات بمدينة نصر.. وأصيبت حركة المرور بشلل تام لم يسبق له مثيل.. الدولة تعاقب المصريين الذين أعلنوا رفضهم وتمردهم على سياسة الدولة الفاشلة. والذى يصيب بالقرف فعلاً أن يخرج وزير البترول بتصريح مستفز يقول فيه إنه لا توجد أزمة ولا زحام على البنزين والسولار، وكأن الوزير يعيش فى عالم غير عالمنا، أو أنه يجلس فى مكتبه ولا يدرى ماذا يحدث فى الشارع.. الوزير يكذب جموع المصريين الذين يقفون بالساعات الطوال للحصول على بنزين أو سولار، لدرجة سقوط قتيل فى هذا الزحام الشديد.. بصراحة أقل وصف يمكن أن ننعت به هذا الوزير أنه «بيستعبط».. وعلى فكرة العبيط ليس سباً ولا قذفاً ولا شتيمة لا قدر الله.. إنما هو صفة تلاحق صاحبها.. و«العبيط» فى اللغة الذى يرى ما لا يراه الآخرون، ويتصرف بمنطق مختلف عن الآخرين.. الوزير الذى لا يرى الكوارث التى تحدث فى محطات البنزين، والشلل المرورى الذى أصاب البلاد، الأكرم له أن يسكت ويمتنع عن الكلام، بدلاً من هذه المهاترات العجيبة،.. والأمر باختصار شديد لا يعدو سوى إثارة الناس واستفزازهم، ومن غير المنطقى أو المقبول أن يكون وزير البترول لا يعلم أو لا يرى كارثة الاقتتال على البنزين والسولار، إنما هو يخطط ضمن باقى الوزراء خطة تعذيب المواطنين قبل 30 يونية.. فالمصريون الذين أعلنوا تمردهم ضد «الجماعة» الحاكمة ومندوبها فى الرئاسة، يتلقون العقاب على موقفهم.. ويبدو أن العقول التى خططت لذلك، لا يدركون أن هذا يساعد المصريين فى ثورتهم الجديدة ضد «الجماعة» ومندوبها فى القصر الجمهورى. الشعب المصرى قادر على أن يعبر هذه الأزمة بسلام، والذى جعله يتحمل عاماً من الفشل السياسى والاقتصادى والاجتماعى على يد الإخوان، وقبل ذلك ثلاثين عاماً من القهر والإذلال على يد الرئيس السابق مبارك، ومضى الكثير من الوقت وبقيت ساعات قليلة وتغور «الجماعة» إلى غير رجعة يوم 30 يونية، فالمصريون لن تهدأ لهم سريرة أو تخمد ثورتهم حتى ينقشع حكم «الجماعة» إلى غير رجعة، يوم «الأحد» القادم، هو يوم عرس المصريين الذين لا بديل لديهم سوى رحيل هذا النظام الفاشل المستبد، ومندوبهم فى الرئاسة. الشعب قال كلمته وعلى النظام السمع والطاعة، ليس سمعاً ولا طاعة مثل الجماعة، إنما هو صاحب الحق فى ثورته بعد ما وصل حال البلاد إلى هذا الأمر المزرى. ولا الناس سيمنعها شح البنزين والسولار، ولا الشلل المرورى الذى أصاب القاهرة والمدن الكبرى، من القيام بثورتهم ضد «الجماعة» وأتباعها.. ومهما عاقبت وفعلت «الجماعة» فإن كيدها سيرد إلى نحرها.