دخل مهرجان القاهرة السينمائي الدولي في نفق مظلم منذ صدور قرار مونتير الإخوان علاء عبدالعزيز بتولي الناقد السينمائى أمير العمري رئاسة الدورة ال37 للمهرجان وهو الأمر الذي قابله عموم السينمائيين والمهتمين بالشأن الثقافي برفض شديد علي اعتبار أن هذا الوزير تعد كل قراراته باطلة لأنه مرفوض من جموع الفنانين،وبالتالي فهناك خطر شديد علي هذا الكيان الكبير وزاد من الأزمة قيام منيب شافعي رئيس غرفة صناعة السينما بالاتصال بالاتحاد الدولي للمنتجين بباريس وإبلاغه أنه ليس من حق الوزير تعيين رئيس للمهرجان أو التدخل في شئونه. المشكلة الحقيقية أن المهرجان بالتأكيد سوف يتأثر دوليا نتيجة هذه المشاكل خاصة أنه إذا لم يقم هذا العام فسيفقد صفته الدولية وإذا أقيم بشكل غير لائق فسيفقد اهتمام العالم به الذي حاول رؤساؤه طوال ال37 عاما السابقة الحفاظ عليه. وجاءت تصريحات «العمري» أمس في «الوفد» لتزيد الأزمة بعدما أعلن أن كل من ينتقدونه أهدافهم ذاتية وانتقد رؤساء المهرجان السابقين ووصفهم بأنهم مجرد «شرفيين» ولذلك قررت كل من غرفة صناعة السينما واتحاد الفنانين العرب واتحاد النقابات الفنية وجبهة الإبداع اختيار رئيس جديد للمهرجان ورفع ولاية وزارة الثقافة عنه. هاني مهني: تولي «العمري» إهانة لتاريخ المهرجان الفني قال الموسيقار الكبير هاني مهني رئيس اتحاد النقابات الفنية إن ما يحدث في المهرجان الآن هو إهانة لتاريخه الفني فهو العرس الفني لجميع فناني مصر الذين يتباهون به أمام العالم، وقال إن المهرجان لا يمكن اسناده الي شخص لا يملك خبرة في تولي المهرجانات الدولية خاصة أنه فشل في تولي مهرجان الإسماعيلية الإقليمي فكيف سيقيم مهرجانا دوليا وهو لا يملك علاقات خارجية أو دولية تؤهله، وإذا أقيم المهرجان هذا العام بشكل غير لائق لفقدنا شكلنا أمام العالم وسيقاطعه الفنانون المصريون أنفسهم، وأضاف مهني أن المهرجان سيقام بعيدا عن وزارة الثقافة وتحت رعاية اتحاد النقابات الفنية وغرفة صناعة السينما وجبهة الإبداع لأن هؤلاء الفنانين هم القائمون علي المهرجان. وأشار مهني الي أن الإشكالية الحقيقية أن وزير الثقافة لا يفقه شيئا عن المهرجان ولا غيره ولم يحضره أبدا بالإضافة الي أن العمري ليس الرئيس «الدينامو» الذي سيضيف للمهرجان قيمة علي قيمته، وأضاف إن ما يقوله العمري بأن رؤساء المهرجان السابقين كانوا مجرد رؤساء شرفيين تركوا المهرجان للإدارة فهذا عار عليه فهل عزت أبوعوف وشريف الشوباشي وسعد الدين وهبة وحسين فهمي شرفيون، كلهم متمرسون في العلاقات الخارجية ودارسين وهم من يوجهون الدعوة للضيوف، والإدارة كل وظيفتها تنفيذ ما يقوله الرئيس الذي يضع الخطة الاستراتيجية ومن يرفضون العمري ليس كما قال أهدافهم ذاتية وهي رئاسة المهرجان فأنا كرئيس اتحاد أخاف علي مهرجان بلدي ويهمني نجاحه بعيدا عن الذاتية والنرجسية وقال مهني: إن هناك تخوفات حقيقية علي إقامة الدورة ال37 وكان بالأولي لعلاء عبدالعزيز أن يختص الفنانين باختيار رئيس للمهرجان ولا يدعمهم ماليا ليقيموا المهرجان فمن الخطأ أن يتدخل الوزير في مهرجان سينما عالمي بعيدا عن اهتماماته. علي أبوشادي: لن نخضع لوزير خارج علي إرادة المثقفين الناقد علي أبوشادي قال إن هناك تهديدا حقيقيا بالفعل تجاه الدورة ال37 للمهرجان خاصة أنه يأخذ وقتا طويلا في التحضير وكل آمالي في إنقاذ المهرجان بأن يترك الوزير الحكومة مبكرا وأضاف أبوشادي أن الأزمة التي يواجهها مهرجان القاهرة السينمائي ليست في تولي أمير العمري فهو ناقد محترم لكن الأزمة في توليه مسئولية صادرة عن وزير غير معترف به وهناك أزمة بينه وبين المثقفين. وأشار أبوشادي الي أننا نأمل أن يستمر المهرجان حتي لو محدودا في تلك الظروف العصيبة لأننا لا نعلم اذا كان سيستمر النظام الحالي أو لا وما المستقبل المتوقع لمصر، فإذا لم تستمر فالفوضي الأمنية من الممكن أن تطيح بإمكانية إقامة المهرجان. وأضاف أبوشادي: إن أمير العمري تولي إدارة مهرجان الإسماعيلية في الدورة السابقة في وقت ضيق. طارق الشناوي: العمري ليس خائنا لكن الوزير فاقد للشرعية وقال الناقد طارق الشناوي إن أمير العمري ناقد لا غبار عليه لكن الأزمة أن هناك مقاطعة لوزير الثقافة فالوزير فاقد الشرعية الأدبية وأسقطها المثقفون عنه لذلك كل قراراته باطلة ويجب التعامل مع الأمر بشكل سياسي وليس شخصنة للعمري وأشار الشناوي الي أن حوار العمري مع وزير الثقافة لا يمكن وصفه بالخيانة لأن صابر عرب وزير الثقافة السابق كان ينفذ كلام الإخوان ولكن بذكاء وخبث، ورغم ذلك جزء كبير من المثقفين كانوا يتعاملون معه أما علاء عبدالعزيز وجهه أكثر وضوحا تجاه الإخوان وبالتالي رفضه أكبر، لذا لا يمكن أن نتهم العمري بالخيانة لأننا لن نتهم كل من جلس مع صابر عرب بأنه خائن وأضاف الشناوي هناك تخوفات كثيرة وحقيقية علي المهرجان علي كل المستويات من حيث رفض كثير من الموظفين تنفيذ قرارات الوزير بالإضافة الي الأزمات الأمنية والمهرجان توقيت التحضير له يمر فهو يأخذ وقتا طويلا في التجهيز له بالإضافة الي أن الإخوان أساسا ضد الحريات فلن يسمحوا بأن يقام المهرجان بهذا الشكل فالتخوفات كثيرة وأعتقد أن هناك صعوبات علي دورة المهرجان. مجدي أحمد علي: المهرجان «بتاعنا» المخرج مجدي أحمد علي اتفق مع كلام من سبقوه أن الأزمة ليست في العمري نفسه لكنها في وجود وزير يمثل اتجاها مظلما تجاه الفن وفاقدا للشرعية ولا نعترف به أو بقراراته أيا كانت وبناء عليه نرفض قراراته لأنه يكره الفن ولا يعي ماذا تعني كلمة مهرجان سينمائي فكيف يتحكم في مستقبلنا ونقبل ذلك وعن تخوفات حول إقامة الدورة القادمة لمهرجان القاهرة السينمائي أكد مجدي أن المهرجان لن يصاب بأي أزمات إلا في حالة مرور مصر بعهد الظلام واستمرار الحكم الحالي الذي لن يسمح بوجود أي فن في مصر ولن يكون المهرجان فقط لكن سيكون إسقاطا لكل أشكال الفن والثقافة المعروفة في مصر، وأضاف مجدي أننا كمثقفين لن نترك المهرجان وسنحاول قدر استطاعتنا الخروج به ولكن ليس تحت رعاية الإخوان بل تحت قيادة المثقفين الذين خرجوا به طوال ال36 عاما السابقة.