انتشرت فى الآونة الأخيرة حالات التسمم الغذائى بسبب تلوث الأطعمة سواء بعد عرضها فى الأسواق أو قبل ذلك أثناء عملية الزراعة نفسها، وتشير الأرقام إلى أن حالات الوفاة سنويا بسبب الإسهال تقدر ب 1.5 مليون حالة يعود 70% منها إلى تلوث الغذاء وتذهب 20 % من ميزانية وزارة الصحة لعلاج حالات التلوث الغذائى. ومع ذلك لا يوجد فى مصر حتى الآن إحصاء يوضح تكلفة التلوث الغذائى على عكس البلاد الأجنبية فمثلا أمريكا يوجد بها 48 مليون حالة إصابة سنويا بسبب التلوث الغذائى منها 3 آلاف حالة وفاة تبلغ تكلفتها 77 مليون دولار أمريكى وفى إنجلترا تبلغ تكلفة التلوث الغذائى 700 مليون جنيه أسترلينى. وفى عام 1997 بدأت زراعة المنتجات العضوية تظهر فى مصر ولقيت قبولا كبيرا لدى المستهلك المصرى خاصة بعد تزايد الحديث عن رى المزروعات بمياه الصرف الصحى وغيرها من الملوثات التى تهدد صحة المستهلك، إلا أن الزراعة العضوية فى مصر مازالت تعتبر محدودة للغاية، ففى الوقت الذى يبلغ فيه حجم الزارعات العضوية 33 مليون هكتار على مستوى العالم ومبيعاتها تقدر ب45 مليار دولار فإن الزراعات العضوية فى مصر لا تتجاوز 150 ألف فدان فى كل من محافظات المنيا والبحيرة والإسماعيلية وقنا. ومن المعروف أن كل فدان يتم زراعته عضويا يقلل من المواد السامة بالتربة والماء بنسبة 5 كيلو جرامات، الأمر الذى يؤكد ضرورة المنتجات العضوية التى تبتعد تماما عن المبيدات. وعلى الرغم من الضجة التى أثيرت حول المنتجات العضوية منذ فترة وحول مدى جودتها ومدى كونها عضوية بالفعل أم لا، إلا أنه مازال بالفعل هناك العديد من المصريين يقبلون على المنتجات العضوية باعتبارها الملاذ الوحيد الآمن من الملوثات التى تصيب المصريين بالأمراض وتتسبب فى أمراض الفشل الكلوى والكبدى. أكد مصدر بوزارة الزراعة -رفض ذكر اسمه- أن المشكلة الأساسية التى تواجه تجارة المنتجات العضوية الآن هى عدم وجود قانون ينظم زراعتها وعلى مستوى العالم، حيث يوجد 3 قوانين منظمة للزراعات العضوية في العالم هي قانون 834 الأوروبي. وقانون NOP الأمريكي، وقانون JAS الياباني، وحسب وزارة الزراعة فإن إنتاج مصر من المنتجات العضوية لا يفى بحجم طلبات دول الاستيراد وهى ألمانيا وفرنسا وإنجلترا وبلغاريا وبعض دول أوروبا. وكان الدكتور حسين منصور خبير سلامة الغذاء قد حذر من تلاعب بعض الشركات بالمنتجات العضوية من خلال طرح منتجات عادية على أنها منتجات عضوية «أورجانيك» فى السوق، لافتا إلى أن الشعار المقرر أن تلتزم به هذه الشركات من السهل تقليده، حيث إن وزارة الزراعة أصدرت قراراً بوضع استيكر على المنتجات العضوية يثبت نوعيتها. الدكتور ممدوح أبوالعيش مدير عام شركة إيزيس للمنتجات الغذائية أوضح أن المنتجات العضوية تقلل من المخاطر الصحية لأنها لا تحتوي على أية مبيدات أو مواد كيميائية أو كائنات معدلة وراثيا أو مواد إضافية صناعية يمكن أن تسبب أمراضا خطيرة، كما أنها تقوي مقاومة جسمك للأمراض لأنها تحتوي على الكثير من المواد الغذائية التي تساعد الجسم على مقاومة العدوى. وتزود المنتجات العضوية الجسم بالطاقة الضرورية لأنها لا تحتوي على أية مواد سامة أو مواد كيميائية تؤثر سلبا على الجسم، كما أنه لا يتم استخدام المواد الكيميائية أو المبيدات الحشرية في الزراعة العضوية، الأمر الذي يحفظ للتربة عناصرها ويمنع تعريتها وتآكلها، كما تحمي الزراعة العضوية مخزوننا من المياه من التلوث، بينما تنجرف المواد الكيميائية المستخدمة في الزراعة التقليدية مع مياه الأمطار. وعن سبب ارتفاع اسعار المنتجات العضوية مقارنة بالمنتجات العادية، قال «أبو العيش» تعتبر الزراعة العضوية أعلى من العادية، لكنها توفر فرص عمل في المجتمعات الريفية. إضافة إلى ذلك، فإن الزراعة العضوية تحمي التربة والمياه والهواء بينما تكون تكلفة هذه المهن أكبر للمنتجين من الأفراد، حيث إنها توفر التكاليف التي يتسبب فيها التلوث مثل تنظيف البيئة في المستقبل ومعالجة المشاكل الصحية وللزراعة التقليدية تأثيرات سلبية كبيرة على البيئة. وقال بودى غندور رئيس مجلس إدارة «سوبر ماركت مزارع دينا» إن المستهلك المصرى يبحث دائما عن افضل المنتجات جودة وسعرا وهو ما تحققه المنتجات الطبيعية، حيث تتميز بأنها منتجات صحية تعتمد على اتباع أفضل الأساليب العالمية وفقا للمعايير الدولية والمصرية، حيث تتغذى الأبقار على أعلاف طبيعية 100% وتشرب من آبار جوفية وتخضع للإشراف الطبى الكامل على مدار الساعة ويتم ذبحها بمجازر الشركة وتنقل للفروع فى عربات مبردة، وبالمثل الألبان تتميز بكونها طبيعية 100 % بدون أى إضافات ولم تلمسها يد ويتم إخضاعها لعملية البسترة فقط ولذلك فمدة صلاحيتها 7 أيام فقط، أما منتجات الخضار والفاكهة الطبيعية فإن عملية التسميد تتم طبقا لأفضل البرامج العالمية وتتم عملية الرى من آبار جوفية ولا يتم استخدام أى هرمونات نهائيا فى منتجاتنا. وأضاف «بودى» أننا بلا شك نعانى بعض الركود خلال العامين الماضيين بسبب الظروف التى يمر بها البلد، وعلى الرغم من ارتفاع أسعار جميع المدخلات والخامات فإننا قمنا بتخفيض أسعار اللحوم وكثير من المنتجات بفروعنا لمواجهة الظروف الحالية للبلاد، وتعتبر الخضراوات واللحوم الطازجة والألبان لها فوائد كبيرة على صحة الإنسان كما أنها تقيه من الأمراض وتزيد من مناعة الجسم.