من الذى قال للناس فى زاوية ابومسلم، إن هناك طقوساً شيعية تجرى فى منزل أحد أهالى القرية، بحضور القيادى الشيعى حسن شحاتة؟! هل هى مجرد صدفة، أم أن هناك مخططاً كان يستهدف حدوث هذه الاضطرابات، فى هذا التوقيت؟! حسن شحاتة ليس شخصية عامة، ولا يعرفه سوى بعض أعضاء التنظيمات الدينية، أوالأمنية، أو بعض المثقفين،أما عامة الناس، فلا يعرفونه، ولايعرفون حتى معنى التشيع، ويخلطون بينه وبين الشيوعية أحياناً،وبين الإلحاد فى ظروف أخرى، ولذلك يطرح السؤال نفسه:من الذى قال للناس إن هناك طقوساً شيعية تجرى داخل المنزل،الذى يعرف أهالى القرية أنه مملوك لأسرة متشيعة؟ قطعاً الذى نشرمعلومة وجود حسن شحاتة فى القرية،هو شخص،أو تنظيم يحتاج إلى إشاعة الفوضى، والارتباك، والقلق، والخوف، فى نفوس المصريين الذى يتابعون،ويركزون،فى مهمة،استعادة الثورة ، المهمة الصعبة،التى يقوم بها أنصار الحرية، فى مواجهة الإستبداد. صحيح نحن شعب معظمه، وغالبيته الكاسحة، من المسلمين السنة،الموحدين بالله،ورسوله الكريم صلى الله عليه وسلم،ويطبقون سنته، ويقتدون به، فى كل مناحى حياتهم، بل إن نسبة الشيعة فى مصر لا تتجاوز1% من أعداد المسلمين، وأيضاً هؤلاء الشيعة، يمارسون طقوسهم فى السر،ولايجرؤ أحد منهم، إلا قياداتهم، على الجهر بتشيعه، إلا أننا يجب أن نقف أمام الحادث، بالقلق، لأنه حادث يفتح الباب،لسؤال حول المخطط الأمريكى، المعلن منذ سنوات،حول تحويل المنطقة العربية،إلى ساحة للصراع،بين السنة والشيعة.وقد بدأ هذا الصراع بالفعل، منذ حرب العراق، وتقسيم الدولة القوية، التى تتمركز فى بغداد، إلى مجرد دولة على الخريطة فقط، ولكن الواقع يقول إنها تعرضت لتقسيم بشع، فاصبحت مقسمة إلى دويلات ، جزء شيعى، وآخر سنى، وثالث كردى، أما سوريا، فهى تشهد حرباً بين السنة الشيعة قبل أن تكون حرباً بين الأحرار والاستبداد، وسوف يتم تقسيمها قريباً إلى دويلتان، بشار «العلوى» فى دمشق وضواحيها، والإخوان «السنة» فى باقى سوريا، ولن ينتهى الصراع هناك، قبل خمس سنوات، أما إيران فهى تتحرك بمنطق التوغل فى المنطقة العربية عبر الأفكار، والاحتلال الثقافى، لنشر الفكر الشيعى، بكل السبل، وهى ناجحة فى ذلك، داخل بعض دول الخليج، وتمتلك حليفاً مهماً داخل الأراضى العربية، هو حزب الله!! ونأتى هنا إلى مربط الفرس، وما علاقة كل ما نقوله، بحادث زاوية أبومسلم،وهل الحادث له كل هذه الأبعاد الدولية؟ الإجابة نعم،لأن وصول الإخوان إلى الحكم،واعتلائهم عرش السلطة فى مصر،هدفه توريط الدولة، فى مستنقع، الحرب السنية الشيعية، المشتعلة فى المنطقة، من خلال نظام استبدادى عشوائى، بقاؤه بهذه الصورة، سوف يُضعف الجيش المصرى،فقد ترك الإخوان الحبل على الغارب لجماعات جهادية تقوم بعمليات، ليس ضد إسرائيل، ولكن ضد الجيش،فى سيناء، التى تحتاج إلى رابط، وضابط، ولكن رئيس الإخوان كان يرفض اتخاذ إجراءات رادعة ضدهم، لأسباب ليس لها علاقة بالأمن القومى، ولكنها مرتبطة بأمن جماعة الإخوان، وبعد قليل وطبقاً للمخطط،سوف تتحول سيناء إلى منطقة سائبة، تقوم بتصدير الإرهاب، وبعدها سوف تتحول إلى مركز للجهاد ضد الشيعة، فى سوريا أولاً،ثم يتطور الأمر إلى مواجهة حزب الله،وبعدها يتطور الأمر، إلى العراق، وايران،لتدخل مصر فى الدائرة دون أن تدرى، أو تعرف من الذى قام بالزج بها فى هذا المستنقع!! أما رئيس الدولة الإخوانى، فقد كاد أن يورط مصر فى الحرب مبكراً،فقد حصل على إشارة غريبة، من واشنطن،عندما ألمح أوباما بأنه يسعى لفرض منطقة حظر جوى على سوريا،فقال الدكتور مرسى على الفور، فى اليوم التالى، أمام أهله وعشيرته، فى الصالة المغطاة، وتحت عنوان: «نصرة سوريا»..قال إنه يطالب مجلس الأمن بفرض حظر جوى على سوريا!! وحاول إقناعنا بأنها رؤية من بنات أفكاره، ولكن لسوء حظه، كان التلميح الأمريكى بفرض حظر جوى، قد وصل للعامة فى مصر، وتأكيداً على الريادة، قام منفرداً بقطع العلاقات الدبلوماسية،مع النظام السورى، وقرر إغلاق السفارة السورية بمصر، واستدعاء السفير المصرى من دمشق، وهلل أنصاره بالفتح المبين، ولم يسأله أحد لماذا لم تطرد السفير الإسرائيلى؟ فقد انتخبه الناس، لأنه أطلق شعار: شهداء بالملايين على القدس رايحين!! وأسهب الرئيس، وقال مابداخله، ونطق بما يعلم أنه مطالب بتنفيذه، فقد قال:سوف نجاهد فى سوريا، قيادة وشعباً وجيشاً!! وهذا التصريح تسبب فى غضب الجيش، الذى يدرك أن سوريا، جزء من مخطط لحرب إقليمية، سوف تتطور قريباً إلى حرب مذهبية، تدمر المنطقة،وتأكلها، لتعاد صياغتها، بمايتناسب،مع مصالح أمريكا، وأمن إسرائيل، ولكن ماقاله رئيس الجمهورية، يعنى أنه على استعداد،هو وجماعته، لدفع أى ثمن يطلبه الأمريكان مقابل مساندة الإخوان للبقاء فى السلطة، وهذا الثمن له مقابل دعم لوجيستى، أو ضغط على الجيش لترك الإخوان يفعلون مايريدون، داخلياً، ليتمكنوا من الدولة، وهذا هو سبب الأزمة المكتومة بين المجلس العسكرى والإخوان!! إذن..لا تقلل من شأن ماحدث فى زاوية أبو مسلم. فقد يكون بداية، لمعارك أخرى مشابهة، وبعدها قد يتم اتهام الصوفيين، السنة،بالتشييع، ليتسع نطاق الفتنة،والمعركة، لتدخل إيران على الخط، لتعلن حماية الشيعة فى مصر،كما أعلنت القيادات الشيعية العراقية، أنها سوف تنتقم لمقتل القيادات الشيعية فى زاوية أبو مسلم، وبعدها نجد أنفسنا داخل مستنقع، لا نستطيع الخروج منه!! إذا سمعت رئيس الجمهورية، يقول كلمة واحدة عن الجهاد، بواسطة القيادة، والشعب، والجيش،قل له فى سرك: اترك الجيش والشعب فى حالهما، واذهب أنت وكل قيادات الجماعة، إلى الجهاد فى سوريا، واترك لنا اسرائيل، فنحن كفيلون بها!!