أكدت إحدى الدراسات التي أعدها مركز "بيو" للأبحاث أن الشعوب التي أملت في أن يؤدي الربيع العربي إلى مزيد من الحريات الدينية في منطقة الشرق الأوسط، ولكنها أصيبت بإحباط شديد وخيبة أمل عارمة، مشيرة إلى أن المنطقة باتت أكثر قمعًا وإضطهادًا للجماعات الدينية المختلفة. وأوضحت الدراسة أنه في عام 2011، عندما اندلعت الإنتفاضات السياسية التي عرفت بعد ذلك باسم الربيع العربي، شهدت منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا ازدياد واضح في نسبة الأعمال العدائية المجتمعية خاصة في الجانب المتعلق بالأديان، في حين ظلت القيود الحكومية على الممارسات الدينية مرتفعة بشكل استثنائي. وأشارت الدراسة إلى أن عدد البلدان في الشرق الأوسط أو شمال إفريقيا التي تعاني من العنف الطائفي أو المجتمعي بين الجماعات الدينية تضاعف من خمسة إلى عشر خلال عام 2011، وهو العام الذي تزامن مع معظم الإنتفاضات السياسية. ومن بين تلك الجماعات الأكثر تضررًا هم المسيحيين الأقباط في مصر، الذين تعرضت كنائسهم للقصف والحرق قبل وبعد فبراير 2011 على حد سواء. وعلى الصعيد العالمي، وجد الإستطلاع الذي شمل 198 دولة أن نسبة البلدان التي تفرض قيود عالية على الدين ارتفعت من 37% في منتصف عام 2010 إلى 40% بنهاية عام 2011. ولفتت الدراسة إلى أن المسيحيين هم الأكثر اضطهادًا في تلك الدول حيث يعانون من العدوانية في 105 دولة، ويأتي بعد ذلك المسلمين في قرابة 101 دولة حول العالم ومن ثم اليهود الذين يعانون فقط في 69 دولة.