قالت وكالة "رويترز" للأنباء: إن التحصينات التى تتم حاليا أمام مقر جماع الإخوان المسلمين بالمقطم تشير إلى الحرب التي تلوح في الأفق . وقالت الوكالة فى تقرير عن الأوضاع فى مصر: إن إدارة مصر أشبه بحقل ألغام لجماعة الإخوان المسلمين، ورصدت الوكالة الصورة بالقرب من مقر الإخوان ، حيث الجدارات الأسمنتية المسلحة والبوابة الحديدية السميكة( خمسة بوصة) وذلك تحسبا لأحداث 30 يونيو. والتقى محرر الوكالة ب "مصطفى الغنيمى" عضو المكتب التنفيذى للجماعة ، بمقرها بالمقطم الذى لازال يحمل آثارا الهجمات التى تعرض لها خلال مواجهات ماضية. وقال "الغنيمى": يجب علينا أن نبدأ بتحصين أنفسنا. وأشارت الوكالة إلى أن جماعة الإخوان تسعى لدعم نفسها بطرق أخرى أيضا فهى تخطط لتنظيم مظاهرة حاشدة يوم الجمعة التى تسبق يوم 30 يونيو مدعومة من حلفائها في المعسكر الإسلامي. وأشار "الغنيمى" إلى أنه إذا كان هناك ممن يقول: إن معارضى الرئيس كثيريون، نريد أن نقول لهم إن لدينا أعدادا كبيرة جدا من الأنصار. ووصف "الغنيمى" مطالبات المعارضة بإسقاط الرئيس "مرسى" وإجراء انتخابات رئاسية مبكرة ، بأنها سخيفة ، وقال: إنه على الأقلية أن تحترم الأغلبية ، وإذا كانت تدعى أن وراءها الملايين ، فعليها أن تدرك أن هناك ملايين أخرى تختلف معها . وأشار إلى أن إسقاط الرئيس يغرق مصر فيما وصفه بأنه ، نفق مظلم، وقال: " لا يمكن فى كل شهرين أو ثلاثة أشهر، نريد تغيير الرئيس". ورأت الوكالة أن جماعة الإخوان المسلمين ، بادرت بعدة خطوات تكتيكية لضمان تأييد التيارات الإسلامية إلا فى أى مواجهة محتملة مع العلمانيين والليبراليين ، حيث تم تعيين محافظ للأقصر من حزب البناء والتنمية التابع للجماعة الإسلامية. ووصف "الغنيمى " هذا التعيين بأنه خيار يعكس رغبة الرئيس مرسي فى توسيع المشاركة فى الحكم وتعيين الأشخاص المناسبين في الأماكن المناسبة ، مشيرا إلى أن علاقات الجماعة الإسلامية بالمجتمع المحلى ستساعد في الحفاظ على النظام في المدينة ذات المعابد الفرعونية. إلا أن النقاد يرون وصول المحافظ الجديد باعتباره ضربة قوية لصناعة السياحة المحاصرة بالفعل. لا عودة إلى الوراء واكد "الغنيمى" أنه لا عودة للوراء ومن يظنون أنهم قادرون على إعادة عقارب الساعة لخلف مخطئون ، مشيرا إلى أن هناك من يريد أن يفرض استبعادا ظالما على فصيل معين فى المجتمع. وقال: إن الدكتور مرسي يدعو جميع الأطراف للمشاركة، إلا أنهم يرفضون ، هناك رغبة قوية من قبل الرئاسة لبناء الجسور ... ولكنهم أغلقوا الأبواب أمامه .. فماذا يفعل؟" وأوضحت الوكالة أنه على أرض الواقع، تظهر الجماعة أكثر اهتماما في الوصول إلى الناخبين من المعارضين. فقد عرض "الغنيمى" جدولا يبين كيف قدمت جماعة الإخوان خدمات خيرية إلى 6 ملايين من المصريين في الأشهر الستة الماضية. ورغم أن استطلاعات الرأي تشير إلى تصاعد الاستياء من السكان البالغ عددهم 84 مليون ، حيث يخشى كثيرون من تفاقم الصعوبات الاقتصادية ، إلا أن الغنيمى قال:" سيرون "حجم الإنجازات" - قريبا: "هناك أزمات،" أعترف، وقال "هناك مشاكل. الناس يعانون، ولكن نستطيع أن نقول: إنه بعد كل الثورات، في جميع أنحاء العالم، هناك فترة من المعاناة، وبمجرد أن يهدئ الشارع ، حتى لفترة قصيرة، أعتقد أن عجلات الإنتاج ستبدأ فى الدوران". ونفى "الغنيمى" فى حديثة ل"رويترز" أن يكون مكتب الإرشاد التابع للجماعة هو الذى يتدخل فى إدارة شئون البلاد ، إلا أنه اعترف بأنه فى بعض الأحيان تقدم المشورة لرئاسة الجمهورية، كما تفعل الأحزاب الأخرى و"الرئيس إما يستمع أو لا" ، وكثيرا ما لا يأخذ الرئيس بالمشورة.