أثار الهجوم الشديد الذى شنه الدكتور عصام العريان زعيم الأغلبية بمجلس الشورى ضد دولة الإمارات الشقيقة استياء بالغًا واستنكارًا شديدًا بين جموع السياسيين ونواب التيار المدنى بمجلس الشورى. وأعلنوا رفضهم لهذا الهجوم الذى جاء تعصبًا لجماعة الإخوان المسلمين. وعلى موقع «تويتر» دشن المصريون «هاشتاج» باسم «شكرًا الإمارات» و«عصام العريان لا يمثلني»، لإظهار استنكارهم لما قاله القيادى الإخوانى، وسخر الناشط السياسى وائل غنيم، عبر صفحته على «الفيس بوك»، من تصريحات الدكتور محمد سعد الكتاتنى، بشأن تبرؤ حزب الحرية والعدالة من « العريان»، قائلا: «إزاى تصريحات نائب رئيس الحزب ورئيس الكتلة البرلمانية إن صحت داخل القبة لا تعبر عن الحزب؟!، «طب بيروح المجلس عشان يمثل نفسه كحزبى مستقل؟!». ولم تتوقف ردود الأفعال عند ذلك، فتقدم الدكتور سمير صبرى المحامى ببلاغ للمحامى العام الأول لنيابات أمن الدولة العليا ضد الدكتور عصام العريان، مؤكدًا أن تصريحات القيادى الإخوانى تشكل خطرًا جسيمًا على الأمن القومى، ويهدد مصالح مصر الخارجية إلى جانب إضرارها بالرعايا المصريين العاملين فى الخارج بصفه عامة وفى دولة الإمارات الشقيقة بصفة خاصة، وهو ما يؤثر سلبًا على الاقتصاد. وطالب «صبرى» برفع الحصانة عن «العريان» ومنعه من مغادرة البلاد لحين انتهاء التحقيقات تمهيدًا لتقديمه للمحاكمة الجنائية، مشددًا على ضرورة توقيع أقصى العقوبة عليه والمنصوص عليها بمواد قانون العقوبات. ومن جانبه أكد سالم حميد، رئيس مركز المزماة للدراسات السياسية بالإمارات، أن تصريحات «العريان» قوبلت باستهجان شديد، من قبل الشعب الإماراتي، وتابع: «الجهات الإماراتية قالت «ماتاخدوش بكلامه لأنه واحد عريان». وأبدى «حميد»، فى تصريحات إعلامية، استياءه من حكم «الإخوان»، متسائلًا «ماذا قدم الإخوان خلال سنة كاملة من حكمهم؟». ووصف عدد من السياسيين فى تصريحات ل«الوفد» ما قاله «العريان» بالتصرف غير المسئول والذى يهدد الأمن القومى المصرى، ويؤثر سلبًا على العلاقات بدولة شقيقة يعمل بها مئات الآلاف من المصريين. قال حسين عبد الرازق عضو المجلس الرئاسى لحزب التجمع، إن «العريان» تحول بعد وصول جماعته للحكم من ممثل للتيار الإصلاحى داخل «الإخوان» إلى شخص يستحوذ عليه الغرور والاستعلاء والاكتفاء بالنفس بعدما كان يبدى انفتاحا تجاه التيارات السياسية الأخرى. وأضاف «حسين» أنه ما قاله القيادى الإخوانى سيؤثر سلبًا على العلاقات الثنائية بين مصر والامارات بصفة خاصة ومع الخليج بشكل عام، مبديًا قلقه على مستقبل الجالية المصرية العاملة بدول النفط. وأوضح عضو المجلس الرئاسى لحزب التجمع، أن «الإخوان» اضطروا للتأكيد على أن تصريحات «العريان» لا تمثلهم بعدما ثبت لهم مدى خطورة ما قاله. من جانبه قلل الدكتور وحيد عبد المجيد من تصريحات القيادى الإخوانى، مؤكدًا أنها لا تستحق التعليق عليها وقال: «هناك موضوعات داخل الوطن تستحق الحديث عنها أفضل من العريان أو المتغطى». وأثارت تصريحات الدكتور عصام العريان استنكار نواب التيار المدنى بمجلس الشورى، وانتقد النائب المعين فريدى بياضى تصريحات العريان، وقال إن الحزب الحاكم أو تيار الأغلبية ينتهج سياسة غير مفهومة، فمنذ يومين قطع الدكتور محمد مرسى رئيس الجمهورية العلاقات مع سوريا وقرر إغلاق السفارة فى مصر، واليوم يكمل الدكتور عصام العريان بتصريحاته الشرسة تجاه الامارات مما قد يتسبب فى أزمة مع دولة عربية أخرى. وأضاف «بياضى» ان الحزب الحاكم يضعنا فى خيار «إما ان نرتمى فى احضان دولة مثل قطر تعطينا عندما ترضى عنا وتمنع عندما تغضب علينا، والخيار الثانى ان نعادى باقى الدول العربية». واستنكر النائب محمد الحنفى أبوالعينين رئيس الهيئة البرلمانية للوفد من تصريحات العريان وقال إن جميع التيارات السياسية فى مصر تبحث عن لم الشمل والتعاون مع الدول العربية وخاصة الدول التى تظهر التعاطف مع الثورة المصرية مثل الامارات، ولكن العجيب ان نجد ان الحزب الحاكم لا يبحث عن لم الشمل ويهدف إلى الفرقة. وأكد «أبو العينين» انه إذا كان الدكتور عصام العريان لديه ما يثبت به أن دولة الإمارات تمول الثورة المضادة كما يدعى فليتقدم باثباتاته إلى المجلس على الملأ. وشدد رئيس الهيئة البرلمانية للوفد أن الحزب يستنكر هذا الهجوم ويرفضه ويؤكد ان العلاقات مع الإمارات وطيدة وجيدة ولن يؤثر عليها تصريحات خاصة. ورفض النائب مسلم عياد عن حزب النور السلفى الاتهامات التى وجهت لدولة الإمارات ولكن فى المقابل ما تعرض له المعتقلون المصريون هناك كما سمعنا من أهاليهم مرفوض أيضًا محملا القيادة السياسية مسئولية الافراج عن هؤلاء المعتقلين الذين مر عليهم نحو 7 أشهر ولم تصدر لائحة اتهام ضدهم حتى الآن، واعتبر «مسلم» قضية المعتقلين بأنها سياسية فى المقام الاول وليست جنائية مطالبا الرئيس بضرورة التدخل لحل الازمة.