يثير إعلان مشايخ التيار السلفى وعلى رأسهم الدكتور يوسف القرضاوى رئيس الاتحاد العالمى لعلماء المسلمين والداعية السعودى محمد العريفى، فتح باب الجهاد إلى سوريا بجانب التكفير الصريح لأصحاب المذهب الشيعى وضرورة قتلهم، الكثير من التفسيرات والتنبوءات لتداعيات موقفهم. وأبرز التداعيات لإعلان فتح باب الجهاد لسوريا، تتمثل فى استبدال العدو التاريخى للمسلمين والعرب وهو اسرائيل بآخر عربى يتجسد فى أرض الشام، وتغيير حلم مسلمى العالم المتمثل فى استعادة المسجد الأقصى بوهم القتال فى سبيل عودة المسجد الأموى بدمشق إلى أحضان أهل السنة، ويؤكد ذلك التنبؤ عدم خروج فتوى واحدة من مشايخ السلفية تخص الجهاد فى سبيل الله بفلسطين رغم المجازر الوحشية المرتكبة بحق الشعب المحاصر. واختيار مصر لاعلان الجهاد وتكفير الشيعة سواء خلال مؤتمر «موقف علماء الأمة من القضية السورية» أو خطبة الداعية السعودى محمد العريفى التى ألقاها بمسجد عمرو بن العاص، يبرز موافقة صريحة من قبل النظام المصرى لفحوى الإعلان، لتزداد الشكوك حول جماعة الإخوان المسلمين وهدفها من خلق جبهة مغايرة للجهاد ضد الصهيونية. من جانبه قال الطاهر الهاشمى عضو المجمع العالمى لآل البيت، إن المؤامرة علي سوريا تسير علي قدم وساق باسم الجهاد والدفاع عن الضعفاء في مجازر كان السبب الرئيسى فيها فتاوي شيوخ السلفية الوهابية وفي مقدمتهم الشيخ محمد العريفي الذي يدوام على إثارة الفتنة والترويع باسم الدين وآخرها خطبته في مسجد عمرو بن العاص التى حرض خلالها على القتل والذبح والنفخ. وأبدى «الهاشمى» حزنه من دعوات الجهاد إلى سوريا، مؤكداً أنها تحاول استبدال العدو المعروف تاريخيا لدى المسلمين والعرب وهو الكيان الصهيونى بآخر يتمثل فى الشيعة لصالح بقاء اسرائيل وطمس القضية الفلسطينية، وتابع:» الشيخان يوسف القرضاوى ومحمد العريفى يسيران على خطى الشيطان اللعين ويتبعونه فى كل خطواته بلا وعى ولا إدراك لأبعاد تلك الخطوات التخريبية والزج بشباب أمة الإسلام لكى يقتلوا بعضهم بعضا من أجل قضية خاسرة للأمة ورابحة لهما ومن على شاكلتهما». وقال موجهاً حديثه للشيوخ المتشددين:» أنتم يامن تسمون أنفسكم بالمشايخ والدعاة تفتون بالجهاد فى الوقت الذى تركبون أحدث الماركات من السيارات وتقيمون في أفخم الفيلات والقصور بينما يذهب شباب الأمة الي حرب ليس لهم ناقة ولا جمل فيها». وأشار إلى أن شيوخ السلفية أعلنوا فتح باب الجهاد إلى سوريا فى الوقت الذى بدأت الولاياتالمتحدةالأمريكية التدخل عسكريا في أرض الشام، ومضيفاً أن واشنطن وتل أبيب يلجئون إلى الميليشيات الوهابية والمرتزقة في البر والبحر لتدمير واحتلال الأراضى السورية، وتساءل: «أى جهاد يريده شيوخ السلفية ولأي شىء ينتصرون..فهل ينتصرون لدين الله أو للوطن والكرامة والشرف والعزة.. أو أي انتصار لدين ذلك ويلجأون الي أعداء الله والدين والوطن لينصروهم علي أخوتهم في سوريا؟»، مشدداً على أن أهل سوريا سينتصرون على كل المخططات التي تحاك لهم لأنهم يدخلون الحرب ضد اسرائيل وأمريكا بمبدأ «النصر أو الشهادة». وأوضح الناشط الشيعى محمود جابر، أن الكيانات السلفية الوهابية تسعى نحو استبدال القضية الفلسطينية بالسورية والمسجد الأقصى بالمسجد الأموى، إلى جانب تحويل العدو من الكيان الصهيونى إلى نظام عربى مسلم. وقال «جابر»: إن «القرضاوى و»العريفى» يتابعان ما ترتكبه اسرائيل من مجازر وحشية ضد الشعب الفلسطينى الأعزل طوال عقود ولم يصدرا فتوى واحدة لفتح باب الجهاد إلى الأراضى المقدسة، مما يؤكد أنهما وباقى مشايخ السلفيين يخدمون مصالح الكيان الصهيونى لبقائه فى المنطقة العربية. وأضاف: إن مصر أصبحت فى عداد الدول الراعية للإرهاب، لكون أن مؤتمر «علماء الأمة الإسلامية من القضية السورية» الذى أعلن فيه «العريفى» و«القرضاوى» فتح باب الجهاد، عقد بالقاهرة، مستنكراً اعلان استباحة دماء شيعة سوريا دون سند شرعى أو قانونى. وأضاف: إن سيطرة الجماعات الإرهابية على سيناء هو جزء من المخطط الوهابى لبسط نفوذ على المنطقة. وأشار «جابر» إلى تخوفه من تفسير بعض العوام لدعوة فتح باب الجهاد إلى سوريا على أنها كارت أخضر للاعتداء على شيعة مصر، لافتاً إلى ذلك الخوف يمتد حالياً إلى كل المصريين القلقين على مستوى الحريات فى ظل حكم جماعة الإخوان المسلمين.