13 يوماً، ويشرق علينا يوم 30 يونيو، هذا اليوم اكتسب شهرة كبيرة، وصار الحديث عنه مصحوباً بقدر كبير من الجدل حول أحداث هذا اليوم التي مازالت في علم الغيب، أراني أمام بوادر مشهد أشبه بزلزال، سوف يدفع البلاد إما إلي آفاق عصر جديد ملىء بالأمل والعمل والتفاؤل، أو اشتباكات ربما تتحول إلي حرب أهلية، ونأمل لبلدنا السلامة في كل الأحوال، ما يهمنا أن ننزل ونتظاهر سلمياً ونعبر عن آرائنا، دون عنف ودون مولوتوف، ودون إراقة دماء، ما يهمنا أن نغير أحوالنا سلمياً، وكفي البلاد ما تشهده من قلق ورعب وتوتر، لا يوجد حتي الآن سيناريو بديل حال فراغ السلطة، كان علي القوي السياسية أن ترتب سيناريوهات لما بعد 30 يونيو، جيشنا العظيم يجب عدم الزج به مرة ثانية في المعترك السياسي, علي القوي السياسية أن تتحرك بسرعة لوضع سيناريوهات لما بعد 30 يونيو, سواء بقي الرئيس محمد مرسي, أم رحل, أناشد النخبة والقوي السياسية أن توقف مؤقتاً الجعجعة في الفضائيات والصحف, وتتحد علي قلب رجل واحد لوضع سيناريوهات جاهزة لأي احتمال, ولا يصح أن ننتظر حتي يحدث فراغ, ويحكمنا ما يسمي ب «تمرد» و«تجرد» و«بلاك بلوك» وغيرهم, هؤلاء موجودون علي أرض الواقع, وغير مشغولين باحاديث الفضائيات, وغيرها. ماذا يحدث في 30 يونيو؟.. هل تخرج الملايين إلي الميادين, سلميين, وماذا يفعل الخارجون إلي الميادين؟.. خصوصاً إذا علمنا أن كل من يخرج ليس شرطاً أن يكون مؤيداً أو معارضاً, ممكن أن يكون متفرجاً, أو عابراً إلي عمله, أو مذبذباً بين هؤلاء وهؤلاء. هل يا تري 30 يونيو سيكون بداية إرادة ورؤية لمصر والمصريين؟.. وهل تنتقل مصر إلي مرحلة جديدة فعلاً, هل يمر اليوم وقد تحقق حلم المصريين في مستقبل واعد وحياة كريمة ووعود تنفذ؟.. هل يشهد اليوم عودة الحلم إلي شبابنا؟.. أدعو الله أن يكتب لمصر السلامة, ويهيئ لها من أمرها رشدا, ليكون شهر يونيو أوله هدف قومي وآخره إرادة أمة, وأدعو الجميع في هذا اليوم أن يحترم إرادة الشعب, لأنه صاحب الكلمة الأولي والأخيرة, ولا يصح مطلقاً أن يحتكر أحد أو اتجاه, أو فئة, أو جماعة, أو تيار, أو حزب, التحدث باسم الشعب, لا يصح لأحد أن يزعم أنه رأيه الصحيح, وما دونه خطأ. ما أراه حالياً من تراشق, وتبادل اتهامات, بين مختلف التيارات, أمر محزن ومؤسف, لا أحد يحتمل الآخر, هذا الجو المتوتر والشحناء بين الناس, يؤكد ضرورة احترام بعضناً للآخر, لا يصح أن اتهم أحداً لمجرد أنه ينتمي لتيار سياسي معين, أو لمجرد تعاطفه مع تيار دون آخر, أنا واحد من الناس لا أتأثر بما أشاهده في الفضائيات, وأكون رؤيتي علي قناعات شخصية ورؤية للأمور دون أي ضغط من أحد, وأري أنه ليس من المفيد أن أضغط علي أحد بقبول اتجاه سياسي معين, وأزعم أن ما دونه خطأ, كما أري أنه بعد الثورة سادت حالة من الفوضي بين الناس, وسادت أخلاق غريبة عن المصريين, ولم نعهد من قبل أحداث العنف الحالية. في النهاية, علي رئيس الجمهورية, أن يحترم إرادة المصريين إذا خرج الملايين في القاهرة والمحافظات, يطالبون بالتغيير, فما المانع من الاستجابة لمطالبهم والاحتكام إلي صناديق الانتخابات مرة أخري, وفي المقابل علي القوي السياسية المعارضة أن تحترم رأي الشعب إذا رفض الخروج, الطريق إلي 30 يونيو يبدأ من الأغلبية الصامتة.