تمكنت من تغيير نظرة المنتجين إليها بعدما تمردت على أدوار الفتاة الصغيرة، والبنوتة الشقية خاصة بعد نجاحها في "أوقات فراغ" فبدأت تعيش "لحظات حرجة"، وتشعر ب"أحاسيس" لتصرخ في النهاية وتقول إن ما تقدمه من فن ليس "سبوبة" ... إنها "قطة" السينما المصرية الفنانة راندا البحيري والتي تعيش هذه الأيام فرحة نجاح أحدث أفلامها "بوسي كات"، والذي تمكن من تحقيق إيرادات عالية رغم حالة الركود الاقتصادي التي تعيشها مصر حالياً... بوابة الوفد التقت راندا وكان هذا الحوار. بداية ما سر غيابك عن الساحة الفنية طيلة الأيام الماضية؟ الغياب لم يكن بإرادتي، فقد أجبرت عليه، أولاً لأن فترة الثورة تسببت في توقف الكثير من الفنانين والعديد من الأعمال الفنية خاصة السينمائية، فلم تكن هناك أعمال سوى عدة مسلسلات قليلة، أضف إلى ذلك أنني كنت أمر في هذا الأثناء بفترة ولادة ابني ياسين، والأطفال في شهور عمرهم الأولى يحتاجون إلى رعاية خاصة، ولذا كان اختياري الابتعاد، لكني عدت والحمد لله بقوة. ولكن بعض الصحف ومواقع الإنترنت قالت إنك سترتدين الحجاب وتعتزلي التمثيل خاصة بعد وصول الإخوان المسلمين للحكم؟ بداية أود أن أوضح أنه سواء ارتديت الحجاب أو لا، فليس من شأن أحد أن يحاسبني على ذلك، فهذا الأمر بيني وبين الله سبحانه وتعالى، وارتداء الحجاب منحة من الله يهديها لمن يشاء، وبالنسبة لاعتزالي الفن فهذا القرار لم يخطر ببالي إطلاقاً، وكما قلت لك غيابي كان بسبب الحمل والإنجاب فقط. كثير من الفنانات يفضلن عدم الإنجاب حتى لا يتأثر مستقبلهن الفني؟ أولاً أنا مختلفة معهم تماماً، فياسين لم يؤثر عليّ ولا على نشاطي الفني مطلقاً، ولو أثّر فلن أتضايق، فيكفي أن الضحكة منه تساوي عندي الدنيا وما فيها، ومن أجله ضحكته هذه مستعدة أن أقاطع الدنيا بما فيها. وهل غيّر ياسين في اختياراتك الفنية للأدوار التي تقدمينها؟ بالعكس.. لم يغير في اختياراتي نهائياً، لأن لي مبدأ في حياتي كلها، وفي اختياراتي الفنية تحديداً، وهذا المبدأ لم يتغير، فبالنسبة لاختياراتي الفنية أضع نصب عيني دائماً ألا ينتقص الدور الذي سأقدمه مني حالياً أو لاحقاً، وألا يضر باسمي ولا بمن حولي، كما أختار الأدوار بإحساسي، فإن شعرت بأن الدور يناسبني وارتاح له قلبي أوافق عليه فوراً، بغض النظر عن المقابل ولا المشاركين فيه، وإن كان العكس أرفضه فوراً حتى وإن عرض عليّ فيه مبالغ طائلة، وحتى إن كنت سأشارك فيه نجم نجوم العالم. وبالنسبة لحياتك الشخصية والعامة.. هل تغيرت بعد قدوم ياسين؟ طبعاً تغيرت، فبمجرد أن تصبح البنت أماً تتغير نظرتها للحياة ولمن حولها، وبالنسبة لي بدأت أشوف الحياة بكل ما فيها بعين جديدة ومختلفة، وأصبحت أميل إلى الجلوس في المنزل، وتعلّمت الصبر من أجل ياسين. فوجئ جمهورك بإعلانات على إحدى القنوات الفضائية عن برنامج تقومين بتقديمه.. ما الحكاية؟ بالفعل وجدت الفرصة مناسبة لكي أقدم نصائحي ليس كفنانة ولكن كأم للمتزوجات والأمهات ممن هم في سني, والحمد لله التجربة جديدة ومختلفة وحققت نجاحاً كبيراً. لو تحدثنا عن فيلمك الأخير "بوسي كات" والذي يتربع حالياً على عرش الإيرادات؟ الحمد لله، انا بشكر ربنا طبعاً أنه وفقني لاختيار هذا العمل الذي يحمل قيمة عظيمة وهدف نبيل يتلخص في ارسال رسالة للشباب ألا يحكموا على البنت من الخارج ومن خلال ما يقال عنها لأن معظم ما يقال يكون غير صحيح، وكثيراً ما تظلم الفتاة بسبب الشائعات. الفيلم مثل سابقه "سبوبة" كل نجومه شباب وغير معروفين هل سيكون ذلك الاتجاه هو خط راندا خلال الفترة القادمة؟ أولاً السيناريو مكتوب بشكل رائع، ويناقش قضية مهمة، وهي قضية البلطجة التي انتشرت مؤخراً، وثانياً شركة الإنتاج كانت سخية جداً لدرجة لم أتخيلها فلم تبخل على الفيلم بأي شيء من أكسسوارات لكاميرات تصوير لأي شيء، كما أن المخرج بيتر ميمي بذل مجهوداً غير عادي، وهي كلها أمور جذب للفيلم جعلتني أشعر بأنه سينجح ويكون من أهم أفلام السينما خلال هذه المرحلة، وبالنسبة لكون كل نجوم العمل شباب وغير معروفين، فهذا شيء لا يضر بالفيلم لأنني متأكدة أنهم سيصبحون نجوماً بعد عرض الفيلم لأنهم تعبوا جداً في أداء أدوارهم وبذلوا مجهوداً وبالتأكيد سيجازيهم الله ثمن هذا التعب نجاحاً. ولكن ألم تخافى من الهجوم عليكى فى حالة عدم نجاح الفيلم؟ إطلاقاً.. فليس لدي أي تخوف من ذلك، أولاً لأنني متأكدة أن الفيلم سيحقق نجاحاً كبيراً إن شاء الله، وثانياً أنني لست بطلة الفيلم، أو بمعنى أدق الفيلم لم يكتب لي خصيصاً، فهو بطولة جماعية، وكل من فيه يتحملون مسئولية نجاحه أو لا قدر الله فشله. قدمتي في الفيلم دور فتاة شريرة.. ألا تخافي من رد فعل الجمهور الذي تعود رؤيتك في أدوار الفتاة الصغيرة الطيبة؟ بصراحة أنا قلقانة من رد فعل الجمهور، ولكني لست خائفة، أنا فقط أريد معرفة رأي الجمهور في الشخصية الجديدة التي أقدمها، وهي شخصية الفتاة الشريرة، وكما قلت كانت معظم أدواري البنت الصغيرة طالبة الجامعة الطيبة التي تعيش قصة حب، والتي حبسني فيها المنتجين، إلى أن تمكنت من كسر هذه القاعدة، باشتراكي في أفلام "أحاسيس"، و"عايشين اللحظة"، ومسلسل "لحظات حرجة"، ولكن كل هذه الأعمال لم أقدم فيها دور الشريرة، وهذا ما يجعلني قلقه. وماذا عن فيلم "قصر البارون" الذي أعلنتي عنه مؤخراً؟ أستعد لتصوير دوري فى فيلم "قصر البارون" الذي يعتبر أول فيلم رعب مصرى 3d بدأ مخرجه طه الحكيم فى التجهيز له وأشارك فى بطولته اللبنانية رزان مغربى في نهاية الحوار... ما هو الجديد لديكي؟ الحمد لله انتهيت من تصوير آخر مشاهد متبقية لي في مسلسل "سلسال الدم" الذي كان مقرراً عرضه في رمضان الماضي ولكنه تأجل لهذا العام، والمسلسل عن قصة الكاتب مجدي صابر، وبطولة الفنانين عبلة كامل ورياض الخولي، وإخراج مصطفى الشال، وتدور أحداثه في الصعيد حول "العمدة همام" الذي يستولي على أراضي القرية بالظلم وبطريق غير مشروعة، وأقدم في المسلسل دور "عاليا" الفتاة التي تقع في العديد من المشاكل، وهذا الدور أعتبره نقلة في حياتي، حيث بسببه اضطررت لتعلم اللهجة الصعيدية، واستعنت بمصحح لغوي، وهناك أكثر من مشروع سينمائي أستعد له خلال الفترة القادمة.