رفضت نقابة المهندسين بمحافظة الغربيه تسليم مسرح المدينة إلي العاملين به بالرغم من صدور القرار رقم 286 لسنة 2010 الخاص بفسخ التعاقد مع نقابة المهندسين ومجلس مدينة طنطا علي أن يتم إخلاؤه وتسليمه من شاغليه. من ناحية أخري تسعي نقابة المهندسين بالغربية للاستيلاء علي المسرح والدور العلوي له الموجودة بها القاعة الملكية التي كانت مقرا لنادي المهندسين قديما وتم إخلاؤه بموجب قرار رئيس حي أول طنطا السابق في 3 أكتوبر 2010، إلا أن نقابة المهندسين تسعي مجددا للاستيلاء علي القاعة الملكية ومسرح المدينة بعد أن تم رفع السقف الذي يربط بينهما لترميم المسرح، كما أمر رئيس الحي بإعادة السقف مرة أخري لنادي المهندسين الذى كان يشغل الدور الثانى من المبنى وحوله الى نادى ترفيهى للاعضاء بالمخالفة للقانون. وفي السياق ذاته تنظم نقابة العاملين بالمهن الفنية وقفة احتجاجية في الشهر القادم، احتجاجا علي عودة نادي المهندسين وتوقف مشروع تطوير المسرح العريق. يذكر أن مسرح طنطا يعد من اعرق المسارح على مستوى العالم وهو يشبه فى تصميمه دار الاوبرا القديمة وهو أحد ثلاثة مسارح تم تصميمها علي الطراز الإيطالي بالإضافة الى مسرح (الأوبرا) القديم ومسرح (سيد درويش). وشهد المسرح العديد من المناسبات التاريخية ووقف عليه عظماء تاريخيون فى السياسة والفن والادب، وخطب فيه الزعيم جمال عبدالناصر وشدت عليه كوكب الشرق ام كلثوم. ووقف علي خشبته الفنان القدير يوسف بك وهبي الذي أبدي اعجابه الشديد به وقال "لو كان بإمكاني أن انقل هذا الصرح الي القاهرة لفعلت". وكانت حرب شرسة قد بدأت منذ سنوات بين المحافظة وجماعة الاخوان المسلمين عندما قرر الراحل المستشار ماهر الجندى محافظ الغربية الاسبق إخلاء مسرح المدينة العريق من نادى المهندسين الذى يحتل اعضاء الاخوان معظم هيئته، ووافق وزير الثقافة الاسبق فاروق حسنى على اعتماد 15 مليون جنيه لتطويره، وبالفعل بدأ التطوير الذى توقف بسبب تمسك نقابة المهندسن بناديهم رغم قيام المحافظة بتخصيص بديل للنادى، ويقول الفنانون والمثقفون بالمحافظة إذا كان الاخوان حاربوا من اجل رفض تسليم المسرح وهم خارج السلطه فكيف يسمحون بتسليم المسرح للفنانين والمثقفين وهم فى السلطة وفى يدهم القرار خصوصا انهم الآن يحاربون الفن والرقص والباليه والاوبرا ويقود هذه الحرب وزير الثقافة بنفسه. وطالب مثقفو الغربية بضرورة التصدى بكل قوة لمحاولات السيطرة على مبنى المسرح العريق حرصا على الفن والابداع فى المحافظة وباعتبار المسرح منارة ثقافية بوسط الدلتا. وقال الفنان سمير زيدان مهندس الديكور الكبير بالغربية بأنه حزين على حال مسرح المدينة والعراقيل التى تقف حجر عثرة فى سبيل تطويره وقال الفنان سامى فره إن المسرح منارة حقيقية وقادر على فعل المستحيل فى عقول ابناء وسط الدلتا فضلا عن الارتقاء بالذوق العام إذا تحول فعلا الى مركز حضارى وإبداعى بدلا من استغلاله لصالح مجموعة معينة.