في واقعة تعذيب ليست الأولى من نوعها وإنما هى الأبرز في تاريخ حكم الرئيس السابق محمد حسنى مبارك لما كان لها من صدى واسع الأرجاء، حيث إنها تعتبر الشرارة التى أشعلت ثورة 25 يناير التى أطاحت بالنظام بأكمله، ذاع اسم "خالد سعيد" أرجاء جمهورية مصر وخاصة بعد انتشار صور له بعد وفاته تبرز تعرضه للتعذيب على يد رجال الشرطة. وعلى الرغم من مرور ثلاثة أعوام على ذكرى وفاته إلا أن الشعب لازال يبحث عن من وراء مقتل خالد سعيد، وما حقيقة تعذيبه على يد رجال الشرطة، كما لم تصدر حتى الآن شهاة وفاته برغم تعهد الدكتور محمد مرسى، رئيس الجمهورية الحالى، بإصدارها، إلا أن الوعد تبخر كمثيله من الوعود التى تبخرت هباء. أطلق عليه لقب شهيد قانون الطوارئ.. إنه خالد محمد سعيد صبحي قاسم، شاب مصرى، ولد في مدينة الإسكندرية في يوم 27 يناير 1982 ومات يوم 6 يونيو 2010 بعد مقتله على يد مخبرى الشرطة المصرية – بحسب الأقوال المتداولة- حيث أن تقرير وفاته غير معروف حتى الآن. بدأت الواقعة التى أودت بحياته منذ رغبة مخبرين في تفتيش خالد بناء على اعتقادهما بأن قانون الطوارئ يخول لهم ذلك، وعند دخول خالد إلى مقهى إنترنت بالقرب من منزله هاجمه المخبران وأمسك به أحدهما وقيد حركته من الخلف والآخر من الأمام وعندما حاول تخليص نفسه منهم ضرباه وصدما رأسه برف رخامي في المقهى وعندها حضر صاحب المقهى وطالبهما بالتوقف والخروج فورا. فأخذ المخبران خالد سعيد معهم إلى مدخل عمارة مجاورة للمقهى حيث ضرباه حتى الموت أمام العديد من شهود العيان في منطقة سيدي جابر، الإسكندرية، وذلك وفقا لأقوال الشهود التى رأوا تلك الواقعة، وبعد ذلك أثار مقتله موجة غضب شعبية في مصر وردود أفعال من منظمات حقوقية عالمية، تلتها سلسلة احتجاجات سلمية في الشارع في الإسكندرية والقاهرة نظّمها نشطاء حقوق الإنسان الذين اتهموا الشرطة المصرية باستمرار ممارستها التعذيب في ظل حالة الطوارئ. وشرعت المنظمات الحقوقية المحلية والدولية في التنديد بتلك الحادث الذى أبرز أساليب رجال الشرطة البشعة في التعامل مع المواطنين والتى وصلت بها الحال للتعذيب حتى الموت، وهو ما دعا النشطاء السياسيين إلى الاحتجاجات التى بدأت عبر صفحات التواصل الاجتماعى "فيس بوك" و"تويتر" وعلى رأسهم صفحة "كلنا خالد سعيد" حتى أصبحت الشراراة التى أتت بنيران ثورة 25 يناير التى خرج بها النشطاء يطلبون حقوقهم الإنسانية. وفي الذكرى الثالثة من وفاته.. أعلن عدد من القوى السياسية إحياء الذكرى الثالثة لمقتل خالد سعيد «شهيد الطوارئ» بفعاليات متنوعة تبدأ بوقفة رمزية أمام منزل الشهيد بالإسكندرية، وللتنديد في الوقت نفسه بالحكم الصادر بإخلاء سبيل المتهمين بقتله منذ عدة أيام، كما دعت اللجنة التنسيقية ليوم 30 يونيو وحركة كفاية بالإسكندرية لتنظيم مسيرات ووقفات إحتجاجية وسلاسل بشرية فى ذكرى خالد سعيد. وبعد ثلاث أعوام على الحادث.. يبقى اللغز قائما والحل لا وجود له سوى تحت التراب الذى يحوى جثة الشهيد خالد سعيد، ويبقى الشعب حائرا في حل هذا اللغز والسلطات تبخل عليه بالإجابة.. ولكن السؤال الأهم هل ستظل جميع أزماتنا من فتح السجون وقت الثورة وتهريب السجناء وموقعة الجمل والطرف الثالث المتسبب في أحداث محمد محمود وماسبيرو ومن بعد أحداث الكاتدرائية اختطاف جنود رفح ألغازا ننتظر سنوات يأتى التاريخ بحلها؟ والدة خالد سعيد تروى قصة مقتله