اعتبر رئيس الكتلة النيابية لحزب الله محمد رعد اليوم الثلاثاء إن قتال المعارضة السورية في القصير "هدفه الانقضاض على المقاومة"، مشددا على أن "بندقية الحزب لا تطلق إلا على متواطئ مع إسرائيل". وخلال كلمة ألقاها في بلدة حبوش بذكرى أسبوع عزاء أحد مقاتلي حزب الله الذين سقطوا في سوريا، قال رعد إن "الذي يحصن المقاومة ويقويها هو التفاهم بين كل القوى السياسية الحاضنة لمشروع المقاومة، وهذا ما يوتر الشركاء الآخرين في الوطن الذين يحاولون أن يدقوا إسفينا أو يزرعوا شقاقا ليتسللوا من خلاله ويحققوا مشروعهم". وتثير مشاركة حزب الله اللبناني بجانب قوات النظام السوري في معارك القصير غربي سوريا، جدلاً متصاعدًا على الصعيدين السياسي والشعبي في لبنان وانتقادات من بعض القوى وعلى رأسها تيار المستقبل (ضمن قوى 14 آذار). وأشار رعد إلى ما وصفه ب"انحراف بوصلة المقاومة عن قتال عدوها الرئيسي"، قائلا رعد إن "بندقية المقاومة ما زالت موجهة نحو العدو الإسرائيلي نفسه، إلا أن العدو استحدث محورا جديدا من خلفنا بالقرب من بقاعنا وشمالنا من أجل أن يطعننا في ظهورنا، مستخدما التواطؤ من قبل بعض الأنظمة الرجعية التي لا صلة لها بالديمقراطية وحفنة من شراذم تكفيرية لا تؤمن بشيء إلا بنفسها". وتابع النائب بالقول إن "مهمة الأعداء في مدينة القصير هي الانقضاض على المقاومة من الخلف مستغلين شعار (النأي بالنفس) وعدم التدخل في سوريا الذي أعلنه لبنان مراراً". واعتبر رعد أن "حزب الله لم يتدخل في سوريا، وإنما تدخل في لبنان دفاعا عن لبنان ومقاومته"، لافتاً إلى أن "بندقيتنا لا توجه إلا ضد هدف نشتم منه حساسية التحالف والتواطؤ مع العدو الصهيوني، لأن بندقيتنا لا تطلق النار إلا على من هو متحالف أو متواطئ مع اسرائيل". وأعلن حزب الله - على لسان عدد من مسئوليه مؤخرا - أن مشاركة عناصره في معارك القصير؛ تأتي لحماية سكانها اللبنانيين الذين "يتعرضون للتهجير" من قبل من أسماهم ب"المسلحين التكفيريين"، فيما يتهم "الجيش السوري الحر" قوات حزب الله بدعم النظام السوري، وهو ما أقر به الأمين العام للحزب حسن نصر الله في خطاب متلفز مؤخرا، واعداً بالانتصار في سوريا. ويسعى جيش النظام السورى، بمساعدة عناصر من حزب الله، منذ ثلاثة أسابيع للسيطرة على مدينة القصير السورية المتاخمة للحدود مع لبنان، كونها تصل بين العاصمة السورية دمشق ومنطقة الساحل ذات الغالبية العلوية التي ينحدر منها رئيس النظام السوري بشار الأسد.