«أمة واحدة جميعها يؤمن بالكتاب والسنة».. هكذا كان يقول المفكر جمال الدين الأفغاني عن السنة والشيعة، وكان يكره أن تتردد كلمة «شيعي» وكان من أول كلمات الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر بالمشيخة حول الخلاف السني - الشيعي، أنه خلاف سياسي، لا يصيب جوهر الدين بين الطرفين، موضحاً أن هذا الخلاف تجاوزه الزمن وكان من كلمات الدكتور محمد سيد طنطاوي حول الخلاف بين الفريقين أن كل فريق من السنة والشيعة بهما شواذ لا يؤخذ برأيهما، كدلالة علي السنة أو الشيعة، ونحن لا نري الخلاف يدب بين أصحاب المذاهب في الديانات الأخري غير الإسلام والمسلمين وينشغل بعضهم بتكفير بعض، وإظهار أفكار الشواذ من كل فريق علي أنه عمومهم، ثم ما لبثت الحكومة أن أعلنت عن عودة السياحة الإيرانية إلي مصر حتي ثار الكثير من الناس - دون وجه حق - خوفاً علي مصر من نشر مذهب التشيع، رغم وجود سياحة تضم كل الأديان في مصر، حتي قال أحد مشايخ السلفيين إن الشيعة أخطر علي الإسلام من الكفار. من ناحيته يصرح الدكتور عطية القوصي، أستاذ التاريخ الإسلامي بجامعة القاهرة، بأن السياحة الإيرانية لمصر أمر لا شيء فيه، فهي تمثل دخلاً للسياحة في مصر المتوقفة أصلاً. وتساءل «القوصي»: أليس الإيرانيون مسلمين يأتون إلي مصر يزورونها ثم يعودون إلي بلادهم، واصفاً هجوم السلفيين علي السياحة التي يقوم بها الشيعة إلي مصر بأنه تهريج، داعياً لهم أن ينظروا إلي المملكة العربية السعودية ذاتها وهي معقل للسلفيين تفتح أبوابها للشيعة لكي يؤدوا مناسك الحج والعمرة، حتي إن أكثر أعداد من الحجاج تأتي من إيران.. ولفت «القوصي» إلي أن أمريكا وإسرائيل تعملان علي تهييج مشاعرنا ضد السياحة الإيرانية لأنهما يكرهان إيران، ولابد لنا أن نفصل ما بين السياسة والسياحة، وهو الأمر الذي تتبناه الدعوة السلفية التي تطالب بتوحيد التيارات الإسلامية ضد الرئيس محمد مرسي وحكومته، لإجبارهما علي غلق باب السياحة الإيرانية وقطع العلاقات مع إيران، وقد وجهت الدعوة السلفية نداءات إلي عدة مناطق سياحية من أجل إغلاق أبوابها أمام السياحة الإيرانية كان من آخرها مدينة الأقصر التي رفضت دعوة السلفيين معلنة انتظارها للإيرانيين خلال الشهر القادم، كما أعلنت وزارة السياحة عن بدء استقبالها ل 200 ألف سائح إيراني، وكان الأزهر الشريف رغم اعتراضه علي إقامة حسينيات بالمساجد التي تحوي مقامات لآل البيت ورفض سب أو إهانة الصحابة رضوان الله عليهم، إلا أنه حث علي التواصل بين جميع طوائف وعناصر الأمة، وكان الأزهر قد أفتي من قبل بجواز التعبد علي بعض مذاهب الشيعة، تلك التي تقترب من فكر أهل السنة والجماعة، إلا أنه وبعد ظهور التيارات السلفية وصعودها للعمل السياسي أثر ذلك بالسلب علي توحيد الأمة، وتجلي ذلك في نبذ السياحة الإيرانية رغم ذهاب الملايين من المصريين للعمل في العراق التي تضم الملايين من الشيعة ولم يتشيع أحد ولم يعترض شيعة العراق علي توافد سنة مصر.