لا أدعى أننى من جهابذة القانون ... ولا حتى من العارفين بقشوره... ولا أذكر أنى قرأت مرة كتاباً فى القانون إلا مضطراً... أو تحت ضغط واحدة من القضايا الكثير التى ابتليت بها خلال مشوارى الصحفى... لكنى أذكر دائماً أننى أحترم القضاء... وأحكامه... ورجاله... ومنصته... ووشاحه... وكثيرا ما تدخلت بقلمى المتواضع لأنصر القضاء فى معاركه مع السلطة. ورغم هذا وذاك توقفت كثيرا أمام الحكم الأخير للمحكمة الدستورية ... ولا أدرى إن كان ما أقوله يدخل فى باب التعليق على أحكام القضاء أم لا... فلم أفهم المقصود بالحكم... والقانونيون يقولون إن الحكم عنوان الحقيقة ... فما هى الحقيقة فى هذا الحكم؟... هل مجلس الشورى باطل؟... فكيف نبقى على باطل بحكم القضاء؟... وهل معايير اختيار أعضاء التأسيسية التى كتبت الدستور باطلة؟... إذن فالدستور الذى صاغته هذه التأسيسية باطل... لكن المحكمة استندت إليه فى الإبقاء على مجلس الشورى... فهل نبقى على مجلس الشورى الباطل... تطبيقا لدستور باطل... ليشرع لنا تشريعات باطلة... حاسس إنى مش فاهم حاجة... وزاد إحساسى بعد الاستماع إلى كثير من أساتذة القانون و فقهاء الدستور فى الفضائيات والإذاعة... وبعد قراءة صحف اليوم التالى لصدور الحكم... كل واحد فاهم حاجة... وكل أستاذ عنده تخريجة للحكم... وكل فقيه لديه تفسير للحكم وأنا محتار بين كل ما سمعته فكل الكلام متضاد... وكل الفتاوى متضاربة... ولا أظن أحدا يملك الحقيقة التى يشير إليها حكم الدستورية إلا أعضاءها... وبدلا من العمل بطريقة ودنك منين ياجحا ... أو البيضة ولا الفرخة... أقترح أن يخرج علينا أحد قضاة المحكمة الدستورية الأجلاء بشرح للحكم... وليس هذا عيبا فى الحكم... ولا فى المحكمة... لكن العيب فينا لأننا لسنا من الفاهمين لا فى القانون... ولا فى الفقه الدستورى.... ولا عيب فى أن نقول ذلك ونعترف به... ولا عيب أيضا فى أن يشرح قضاة الدستورية أحكامهم إذا التبس علينا المعنى... فالمحكمة ملك للشعب... والأحكام تصدر باسم الشعب.. وفهم الشعب للأحكام يسهل تطبيقها ويقرب المحكمة من الوجدان الوطنى... ويضع القضاة الأجلاء فى موقع المسئولية الوطنية أمام المحكومين. والحقيقة أننى لا يعجبنى الحديث الدائر فى وسائل الإعلام عن صفقة ... ولا التلميحات التى يصدرها الإعلاميون حول زيارة بجاتو وشاهين للمحكمة... وكل واحد يخرج علينا بتفسير للزيارة... وأهدافها... ومعناها... ونتائجها. فهذا الكلام فيه تشويش على الحكم... وفيه افتراء من الإعلام ... أيوه الإعلام هو السبب فى أننا لا نفهم الحكم... هو الإعلام دون شك... الحمد لله أننا عرفنا السبب... وإذا عرف السبب... بطل العجب... خصوصا إذا كان السبب هو الإعلام. Email: