لا أعلم من أى كهف خرج علينا وزير الثقافة فى حكومة قنديل الظلماء الظلامية التى رأينا على يديها كل وكسة ونكبة وكان «وشها» شؤم على مصر والمصريين، الأخ المجهول الذى استوزروه ولم يكن الوسط الثقافى يعلم شيئاً عنه فى سابقة هى الأولى من نوعها فى تاريخ الحكومات المصرية أن يؤتى بوزير لا علاقة له بمجال عمله إلا مجرد مقال كتبه فى جريدة الحرية والعدالة يمدح فيه مرسى ويهاجم معارضيه من الليبراليين واليساريين ويصفهم بأوصاف حدودها الغل والحقد والنفاق لرأس السلطة وهى بضاعة رخيصة تنتمى لمدرسة مشعلى المباخر وعبدة السلطان وهى وحدها كفيلة لإبعاده عن هذا المنصب وأكبر وثيقة تدين وجوده حيث إن المثقف الحق هو من يدافع عن الإبداع وحرية الرأى لا يكيل لأصحابها الاتهامات لمجرد أنهم معارضون ولو قرأ هذا المستوزر كتاباً واحداً ل فوليند أو تشومسكى أو روسو عن حرية الرأى لعرف أنه أكرم له إذا كان يعرف معنى الكرم والشرف- أن يقدم استقالته فوراً لأن جموع المثقفين المصريين يكرهون وجوده ويأنفون طلته وسيظلون فى حرب معه ومع زمرة موظفيه حتى يقضى الله بأمر هذا البلد ويزيح الغمة التى أحلت بأهله.. هذا الوزير أطاح بالعديد من رموز مصر الثقافية لا لشىء إلا لأنهم لا ينتمون لحظيرته ولا يريدون «أخونة» مفاصل الثقافة المصرية ويؤدون عملهم على أفضل وجه ويشرفون مصر فى الداخل والخارج وأبرز نموذج لهذا الفنانة العالمية الأستاذة الدكتورة إيناس عبدالدايم هذه المبدعة التى ترفع اسم مصر فى كل مكان فى العالم المتحضر وكم صفق لها ملوك ورؤساء وهى تقف شامخة تشع فناً وإبداعاً وطبعاً هذا المستوزر لا يعلم مكانتها أو قدرها إما جهلاً أو إنكاراً أو تعميةً ولو يملك ذرة ذكاء لحفظ لها مكانتها ودورها وأزاد منه أما أن يقيلها وهى فى أوج نجاحها بلا أية أسباب ثم أن يتوقف عرض أوبرا عايدة لأول مرة منذ نشأة الأوبرا احتجاجاً على إقالتها ثم إن فرق الأوبرا العالمية فى إيطاليا وفرنسا والنمسا وكافة الدول الاسكندنائية تعلم الخبر فتعلن تضامنها مع فرقة الأوبرا المصرية كل هذا ليس له سوى معنى واحد أن هذا الوزير وحكومته ورئاسته كل يوم يلطخون سمعة مصر وينحدرون بالوطن إلى أسفل سافلين وهذا لن يدوم لأن المصريين وصلوا لذروة الخنق وهى حالة تعم القطر كله ولا منجى منها إلا إلى الله.