السيسي: ستظل الهجرة النبوية رمزًا خالدًا للتضحية من أجل الحق ونبراسًا نحو بناء وطن متقدم    الذهب يرتفع وسط ضعف الدولار وانتقاد ترامب لباول    وزير الكهرباء يبحث مع «سانجرو» الصينية إنشاء مصنع لبطاريات تخزين الطاقة بمصر    أسعار طبق البيض اليوم الخميس 26-6-2025 في قنا    الرئيس السيسي يصدر قرارًا جمهوريًا جديدًا بشأن زيادة المعاشات    26 يونيو 2025.. أسعار الخضروات والفاكهة بسوق العبور للجملة اليوم    لابيد عن دعوة ترامب لإلغاء محاكمة نتنياهو: لا ينبغي له التدخل بعملية قانونية في دولة مستقلة    استشهاد 25 فلسطينيًا إثر عدوان الاحتلال الإسرائيلي على غزة منذ فجر اليوم    إنتر ميلان يقصي ريفر بليت من مونديال الأندية 2025    الهلال السعودي يرفع شعار "لا بديل عن الفوز" أمام باتشوكا لحسم التأهل في مونديال الأندية 2025    على كرسي طبي.. الأمن يساعد طالبة على دخول لجنة امتحانات الثانوية العامة في الشرقية    طقس الإسكندرية اليوم.. نشاط للرياح وارتفاع شديد في درجات الحرارة    الأمن يفض مشاجرة بالمولوتوف والأسلحة البيضاء بين طرفين بكرداسة    التحقيقات تكشف أسباب اندلاع حريق في سوبر ماركت بمصر الجديدة    جارسيا: أتمنى أن أكون مثل خوسيلو.. وأعيش حلمًا بالقميص الأفضل في العالم    استشهاد 3 فلسطينيين وإصابة 7 آخرين بجروح في هجوم للمستوطنين شرق رام الله    مواعيد مباريات دور ال16 فى كأس العالم للأندية.. الإنتر يواجه فلومينينسى    مصير وسام أبوعلي في الأهلي.. موقف اللاعب و4 بدلاء ينتظرون    "قاتلت من أجل الكيان ولكل قصة نهاية".. حمزة المثلوثي يعلن رحيله عن نادي الزمالك    تشديدات أمنية مكثفة بلجان الدقي لمنع الغش وتأمين سير امتحاني الفيزياء والتاريخ للثانوية العامة    نتيجة الصف الثالث الإعدادي 2025 في محافظة قنا 2025.. طريقة الاستعلام والموعد    عشائر غزة تؤمن مساعدات وصلت لبرنامج الأغذية العالمي خشية نهبها    رسميًا.. اليوم إجازة رأس السنة الهجرية 2025 للموظفين بالحكومة والقطاع الخاص    العدس ب 60 جنيهًا.. أسعار البقوليات في أسواق الشرقية اليوم الخميس 26 يونيو 2025    تامر حسين يكشف عن تحضيرات اغنية «ابتدينا» مع عمرو دياب: «وش الخير»    تهنئة العام الهجري الجديد 1447 مكتوبة للأصدقاء والأحباب (صور وأدعية)    بينها تخفيف التوتر وتحسين المزاج.. فوائد كثيرة لشرب الماء الساخن بالصيف    تشريع جديد يُنصف العامل.. كيف يؤمن القانون الجديد حقوق العمال؟    5 أيام حمائم.. كيف انتهت حرب إيران وإسرائيل ب"شكرًا لحسن تعاونكم معنا"؟    "وشلون أحبك".. على معلول يتغزل بزوجته بصورة جديدة    مصرع 2 وإصابة 6 في انقلاب سيارة ملاكي بصحراوي البحيرة    مها الصغير تتهم أحمد السقا بضربها داخل كمبوند    21 طالبًا مصريًا في برنامج التدريب الصيفي بجامعة لويفيل الأمريكية    محمد رمضان: "رفضت عرض في الدراما من أسبوع ب 200 مليون جنيه"    راغب علامة يكسر الرقم القياسي في "منصة النهضة" ب150 ألف متفرج بمهرجان "موازين"    محافظ المنيا يشهد احتفال الأوقاف بالعام الهجري الجديد - صور    بمناسبة العام الهجري الجديد.. دروس وعبر من الهجرة النبوية    إليسا تهنئ نادر عبدالله بعد تكريمه من «ساسيم»: «مبروك من نص قلبي»    تمريض حاضر وطبيب غائب.. رئيس الوحدة المحلية لنجع حمادي يفاجئ وحدة الحلفاية الصحية بزيارة ليلية (صور)    قافلة طبية لعلاج المواطنين بقرية السمطا في قنا.. وندوات إرشاية لتحذير المواطنين من خطر الإدمان    إدارة الغذاء والدواء الأمريكية تُلزم بإضافة تحذير عن خطر نادر للقلب بسبب لقاحات كورونا    صحة مطروح تنظم احتفالية كبرى بمناسبة اليوم العالمي للتبرع بالدم    حضور جماهيرى كبير.. ويل سميث لأول مرة فى مهرجان موازين بالمغرب (صور)    صوت بلغاريا مع أنطاكية.. البطريرك دانيال يندد بالعنف ويدعو إلى حماية المسيحيين    الزمالك يستقر على قائمته الأولى قبل إرسالها لاتحاد الكرة    مع إشراقات العام الهجري الجديد.. تعرف على أجمل الأدعية وأفضلها    وزير الرياضة يهنئ أبطال السلاح بعد التتويج ب 6 ميداليات أفريقية    «الشؤون العربية والخارجية» بنقابة الصحفيين تعقد أول اجتماعاتها وتضع خطة عمل للفترة المقبلة    محافظ قنا يتفقد مشروع تطوير ميدان المحطة.. ويؤكد: نسعى لمدينة خضراء صديقة للبيئة    «بوليتيكو»: ناتو يتفق على رفع الإنفاق الدفاعي ل 5% من الناتج المحلي بحلول 2035    الدفاعات الإيرانية تسقط طائرة مسيّرة مجهولة قرب الحدود مع العراق    مع حلول العام الهجري الجديد 1447ه.. متى يبدأ رمضان 2026 فلكيًا؟    دار الإفتاء تعلن اليوم الخميس هو أول أيام شهر المحرّم وبداية العام الهجري الجديد 1447    ممر شرفي من المعتمرين استعدادا لدخول كسوة الكعبة الجديدة (فيديو)    هذا ما يحبه الرجال..3 أشياء تفعلها النساء الجذابات بشكل منتظم    عيار 21 الآن بعد الارتفاع الجديد.. قفزة بأسعار الذهب اليوم الخميس بالصاغة محليًا وعالميًا    بلاغ رسمي ضد أحمد السقا.. طليقته تتهمه بالاعتداء عليها وسبّها أمام السكان    جمال الكشكي: سياسة مصر تدعم الاستقرار وتدعو دائما لاحترام سيادة الدول    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



صحف الأحد: مبارك رئيس مدى الحياة والمعارضة تبحث "البرلمان البديل"
نشر في الوفد يوم 12 - 12 - 2010

لا أظن أن الكلام سوف ينتهي عن الانتخابات بهذه السرعة، فلا يمكن أن نقلب هذه الصفحة الآن، باعتبار أن كل أحداث مصر
تنتهي سريعا بعد أيام من وقوعها، لا شيء من ذلك قد يحدث، لأن الانتخابات البرلمانية هذه المرة أشبه بزلزال مدمر، له توابع عديدة، وبناء عليه، فحتى لو افترضنا أن الكلام بعد فترة قد يهدأ بشأنها محلياً، فلا يُتصور أن ينتهي عالمياً، لأن قدر مصر أنها دائما في بؤرة الحدث.. شاءت أم أبت!
انتخابات الكوخ المحروق!!
وهناك سبب آخر يطرحه محمد أمين في شكل قصة رمزية ب"المصري اليوم" هو: "أن انتخابات مصر كانت تشبه قصة الكوخ المحترق" فما هي قصة الكوخ المحترق أولاً؟ "يحكى أن عاصفة هبت على سفينة في عرض البحر فمزقتها..إلا أن القدر أنقذ أحد الركاب، لأنه يعرف العوم، أو لأنه تشبث بحطام السفينة حتى ألقت به على ظهر جزيرة..وهناك بني له كوخاً خشبياً من بقايا الأشجار، حتى يواصل الحياة وحيداً أيضاً!..واستقرت الحياة بصاحبنا عدة أيام.. حتى جاءت عاصفة أخرى (مثل التي تهب على مصر هذه الأيام).. بينما كان الرجل يشعل ناراً حتى يستأنس..وهنا اشتعل الكوخ، وبكى الرجل وحدته..وكانت المفاجأة المدوية، أن احتراق الكوخ كان سبباً، حتى تتجه إليه سفينة قريبة من الشاطئ لإنقاذه..وبالفعل عاد الرجل من جديد إلى الحياة والناس على ظهر مركب النجاة!".."لم يعرف الرجل أن احتراق الكوخ، كان سبباً حتى يعرف به العالم الخارجي..وكان سبباً جديداً للنجاة..بعد أن كاد يفقد الأمل..وبعد أن كاد يفقد إحساسه بأنه لا حل غير الموت.."
وربما هذا يفسر ما جاء في وكالة "رويترز" العالمية للانباء اليوم من أن جماعة الاخوان المسلمين تقول أنها "تجمع أدلة على تزوير في عمليات التصويت وانتهاكات أخرى في الانتخابات البرلمانية التي جرت الشهر الماضي مضيفة أنها ستتصل بمنظمات حقوق الإنسان الدولية..وأنها ستلجأ (أيضا) إلى المحكمة الدستورية والمحكمة الإدارية العليا للدعوة إلى حل البرلمان الجديد وإعادة الانتخابات"..
مصر عند مفترق طرق
وقبل أن ننتقل بعيدا عن "المصري اليوم" يستوقفنا مقال د. أسامة الغزالي حرب بعنوان "مصر عند مفترق الطرق"، ليكشف لنا مغزى الانتخابات: فهل يكمن "المغزى الجوهرى لانتخابات مجلس الشعب المصرى التى جرت في 28 نوفمبر الماضى؟.. (في) استمرار سيطرة الحزب الوطنى على مجمل الأوضاع السياسية في مصر؟ هل هو ضعف قوى المعارضة وعجزها عن التحدى الجاد للحزب الوطنى؟ هل هو استمرار ظاهرة عزوف أغلب المواطنين المصريين عن المشاركة السياسية، بما في ذلك التصويت في الانتخابات العامة؟ هل هو الموقف الشفوى الهزيل الذى اتخذته القوى الخارجية..؟!" .."قد يكون هذا كله -وأكثر منه- صحيحاً تماماً، ولكن إذا تجاوزنا (هذه التفاصيل) ورجعنا إلى المشهد الأصلي نستطيع القول، بإيجاز، إن المغزى الأساسي لما حدث..هو نقل الصراع السياسي في مصر من قنواته أو أوعيته «المؤسسية» (أي البرلمان)، إلى خارج تلك القنوات والأوعية (أي إلى الشارع السياسي).. حتى وإن ظل بالطبع صراعاً مشروعاً.."
مجلس تمرير التوريث
ويضيف عادل حمودة رئيس تحرير جريدة "الفجر" إلى ما سبق هدف آخر يراه يسبق غيره وهو تكوين ما يسمى ب"مجلس تمرير التوريث!"، فكتب يقول: "الرغبة في "تنظيف" المجلس من الإخوان بدعوي أنهم جماعة غير شرعية جعل الحزب الوطني يكمل عملية "كنس" باقي القوي ولو كانت تتمتع بالشرعية.. فهدم ديكورا ولم يبن غيره.. وحرق جسورا ولم يقم غيرها.. وهو ما فرض حالة من التوجس المضاد.. بأن للبرلمان القادم مهمة استثنائية توجب فرض حظر التجول علي حناجر نوابه.. فلا يخرج منها صوت معترض ولو همس.. وكانت مهمة " تمرير التوريث " هي المهمة الاستثنائية المتوقعة بإجماع آراء شخصيات معارضة وشخصيات موالية."
ماذا فعل "الوطني" بالوطن؟
لكن.. المشكلة لم تعد اقصاء المعارضة من طريق (الحزب الذي يدعي أنه وطني) بل صارت المشكلة فيه أصلا.. نعم، ومن لا يصدقني فليسأل الكاتب السياسي المرموق الدكتور معتز بالله عبدالفتاح في "الشروق" الذي يؤكد على أن: "هناك تراجعا شديدا في رأس المال السياسي للحزب الوطني، وكي يضمن بقاءه في السلطة هو يمنع جميع الفاعلين الآخرين من إحداث تراكم رأسمال سياسي بما يعنى أننا سنأتي ليوم سنكون فيها أمام أحد بديلين: إما استمرار الوضع الراهن (وهو ما يبدو مستحيلا) أو الفوضى الشاملة إن لم يع «الوطني» عواقب ما يفعله بالوطن."
الوطن المسلوب
ربما، نتفق الآن مع صيحة علاء عريبي في "الوفد" على أن: "قضية الشعب المصري اليوم تتمثل في الوطن المسلوب، الوطن الذي خطف منذ سنوات، في النظام الحاكم ورجاله الذين حولوا البلاد إلي مجرد عزبة لأنفسهم ولأولادهم..لم تعد (القضية) محاربة البطالة والعنوسة وارتفاع الأسعار والعثور علي سرير في مستشفي أو دكة في مدرسة..(أو) رفع المرتبات وتثبيت العمالة وتوفير رغيف العيش أو كرسي في أتوبيس أو معاملة كريمة في مصلحة حكومية أو قسم شرطة..(أو) في قامة مصر وحجمها علي المستوي العربي والإفريقي والأوروبي.."
بل، في استرداد وطننا المسلوب.
انكشفت كل الأوراق والأهداف إذن...
لكن هل يكفي لمواجهة كل هذا ما تردد في صحف القاهرة اليوم حول ما أعلنه 86 نائباً سابقاً فى مجلس الشعب، من أبرز الخاسرين فى الانتخابات الأخيرة، من تأسيس برلمان شعبى موازٍ، أم توعد القوى السياسية بملاحقة البرلمان الجديد بالدعاوى القضائية حتى يصدر قرار بحله، إلى جانب تنظيم وقفة احتجاجية اليوم، أو ما جاء على لسان البرادعي في أغلب الصحف اليوم من أنه ينوي خوض انتخابات الرئاسة في حالة عُدل الدستور، ثم أين كان البرادعي أصلاً، ولماذا عاد الآن..
عودة البرادعي.. على ايه؟!!
تحت ضغط تلك الأسئلة وغيرها نستدعي د. حسن نافعة المنسق العام للجمعية الوطنية للتغيير سابقا، لنفهم منه ما يجري، فيجيب علينا في مقاله ب"المصري اليوم": "أن لعودة البرادعى عقب الانتخابات مباشرة وقيامه بتوجيه رسالة تحد للنظام دلالات لا تخطئها العين، قد تُفسر على أنها تدشين لمرحلة جديدة. فالرسالة توحي بأن الرجل عاد ليستأنف دوراً كان قد بدأه، وتؤكد أنه لم ولن يتخلى عن هذا الدور بسهولة ومازال مصمماً على مواصلة طريقه حتى النهاية. وإذا صح هذا الاستنتاج، وهو ما لا نملك عليه دليلا مؤكدا حتى لحظة كتابة هذه السطور، فسوف يعد ذلك بمثابة تطور مهم بالنسبة لقضية التغيير، يستحق، في تقديرى، أن ننتبه إليه وأن نتابعه."
هكذا لا شيء جديد.. لا شيء مؤكد، والكل في أجازة..أو يقف في صف الانتظار..
البرلمان البديل
وفى ظل هذا السياق، لا يمكن إلا أن تؤخذ بالتقدير والاهتمام الأفكار التي طرحت بشأن إنشاء «برلمان بديل» أو «برلمان مواز»، والتي صدرت عن حزب الغد، وحركة «كفاية» على لسان منسقها العام د. عبدالحليم قنديل، وكذلك حركة شباب 6 أبريل، ووفقاً لما صرح به جورج إسحق، القيادى بالجمعية الوطنية للتغير، في "بوابة الوفد الالكترونية" للزميل محمد القماش من: أن د. محمد البرادعى...يبحث قضايا تشكيل "برلمان بديل" وفتح جسور بين جميع القوى السياسية، ووقفة "يوم الغضب", التي ستشارك فيها حركات التغيير والجمعية الوطنية وحركة كفاية.." لمّا نشوف!!
جوليان أسانج..رجل العام
وننتقل من معركة الانتخابات إلى معركة "فضح الأسرار" حسب تسمية الأستاذ حازم عبدالرحمن في "الأهرام" الذي يتوج دون تردد الأسترالي جوليان أسانج الذي فجر زلزال ويكيليكس‏,‏ بلقب "رجل هذا العام بلا منازع"‏,‏ و"لعله أن يكون هو جيفارا هذا الزمان‏."‏ فهو –حسب تعبير الكاتب "يذكرنا بالمبادئ الأساسية للحضارة الحديثة المعاصرة‏,‏ وأولها أن يحاسب الناس علي تصرفاتهم جميعا‏,‏ وأن يتم تجريدهم من أي هالة أو هيبة أو حصانة تحيط بهم بفعل المنصب الذي يتولاه أو المقعد الذي يجلس عليه‏,‏ فالأساس أن كل الناس سواء‏,‏ لذلك فإن كشف الحقيقة وإظهار أن عالم الأسرار الذي تغرق فيه البيروقراطية الحكومية‏... (والذي) هو أداة للقهر والظلم والاضطهاد‏.."
وحيث أنه لا أحد فوق (مهما كان) المحاسبة، فهذا يقودنا مباشرة إلى أحد تلك الأسرار التي أثيرت بخصوص انتخابات الرئاسة القادمة في مصر والخليفة المتوقع للرئيس مبارك..
مبارك رئيس مدى الحياة
فنقرأ في موقع قناة "سي ان ان" باللغة العربية، وموقع " الجزيرة نت" أن وثيقة سرية نشرها موقع "ويكيليكس" مؤخراً، قد ألقت بمزيد من الغموض حول مستقبل الحكم في مصر، مع اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية، في الوقت الذي لم يعلن فيه الرئيس حسني مبارك صراحةً، اعتزامه الترشح لفترة رئاسية سادسة، فيما تشهد الساحة السياسية صعود نجم نجله، جمال مبارك، كأقرب مرشح لخلافة والده.
وجاء في الوثيقة، التي نشرتها صحيفة "الجارديان" البريطانية، وهي عبارة عن برقية دبلوماسية سرية، أرسلتها السفيرة الأمريكية بالقاهرة، مارجريت سكوبي، إلى وزيرة الخارجية، هيلاري كلينتون، ذكرت فيها أن مبارك، البالغ من العمر 82 عاماً، والذي يتولى السلطة منذ عام 1981، "من المرجح" أن يترشح لفترة سادسة..وأضافت سكوبي، بحسب الوثيقة الصادرة في 19 مايو/ أيار 2009، إنه إذا جاء موعد الانتخابات الرئاسية، في سبتمبر/ أيلول 2011، "وكان مبارك لا يزال حياً، فإنه من المرجح أن يرشح نفسه مرة أخرى، وسيفوز حتماً ودون أدنى شك"، وتابعت أنه "سيبقى في السلطة حتى وفاته"، كما أعربت عن توقعاتها بأن الانتخابات الرئاسية المقبلة "لن تكون حرة أو نزيهة."
وتابعت سكوبي، في برقيتها، أن هناك "شكوك تسود حول من سيخلف مبارك"، إلا أنها ذكرت أن نجله جمال، السياسي البارز في الحزب "الوطني الديمقراطي" الحاكم، يبدو أنه "المرشح الأقرب"، كما تضمنت الوثيقة أسماء شخصيات أخرى قد تسعى للمنصب الرئاسي، منها عمر سليمان رئيس جهاز المخابرات العامة، والأمين العام لجامعة الدول العربية، عمرو موسى.
خد يا عم حازم.. عايز أسرار كمان..
مبارك (علماني).. ويعتبر الإخوان المسلمين التحدي الأكبر للسلطة
ونقرأ في موقع "مصراوي" بإعداد الزميل أحمد الشمسي، أن وثيقة ويكيليكس السابقة قد كشفت أيضا أن الرئيس حسني مبارك شخص "علماني كلاسيكي".. ويعتبر "الإخوان المسلمين التحدي الأسوأ" ليس فقط لسلطته ولكن لرؤيته للمصالح المصرية.
وتأتي أهمية الوثيقة التي حملت عنوان "زيارة مبارك لواشنطن" لكونها محاولة من السفارة الأمريكية لتقديم مبارك لأوباما فأظهرت الوثيقة مزايا وعيوب مبارك، كما قدمت للرئيس الأمريكي المداخل التي يمكن أن يتعامل معها مع الرئيس المصري.
جنوب السودان.. شمال العراق
ومن قضايانا المحلية ومعاركها إلى وطننا العربي الحبيب الغالي الذي بات يحمل ندوب سكين حاد في كل أقطاره، أو حسب قول العبودي في "الاتحاد الاماراتية": "فلسطين «وراحت» (كما يقول الفلسطينيون)، بعد أن تقاتل الحمل مع أخيه الحمل أمام عيني الذئب الذي لا يصدق ما يرى، والعراق «هَم راح» (كما يقول أهل الرافدين)، بعد أن تحول إلى كومة من الدمار والفرق المتحاربة والتدخلات الخارجية والداخلية، وتقسيمه سياسيا وضمنيا إلى دويلات شيعية سنية كردية كل يغني فيها على ليلاه.. ولبنان «عم يروح» (كما يقول اللبنانيون) وهي قصة مسرحة هزلية، واليمن «يقتات في الصباح مما خزنه في الليل»، أما السودان العجيب فهو يستحق كالعراق وفلسطين ولبنان ما يحدث له..فهل يعقل أن يعيش السودان هذا الوضع المأساوي، وهو قادر على إطعام العالم العربي من خيرات أرضه؟ والكارثة الأكبر هي إذا ما صح أن هناك خططا مستقبلية وضعت لمصر، كما وضعت للسودان والعراق ولبنان واليمن.. وفلسطين قبلهم كلهم."
هذا كله جعل الكاتب سمير عطا الله يئن من الشكوى والألم ونسمع صوته وسط نحيبه في "الشرق الأوسط اللندنية" يقول: بكل حواسي أحزن لقيام الكيان الكردي في العراق، بعيدا عن العراق. وبكل مخاوفي أحزن لانفصال جنوب السودان وربما بعده ولايات أخرى. وبكل مشاعري وصداقاتي وذكرياتي أخاف على اليمن. وبكل إدراك سياسي وفكري وثقافي، أعرف أن الانفصالات رغبة إسرائيلية وأمنية إسرائيلية وسعي إسرائيلي.."
ولكن،.. "على الرغم من ذلك كله، هل هناك ما يمكنني من أن أناشد جنوب السودان البقاء تحت السلطة المركزية؟ هل الآن أفيق إلى أنه كانت هناك حلول أخرى غير الضرب والقصف ومقاتلات السوخوي، في جنوب السودان وشمال العراق؟".
البكاء العربي.. مشروع دولياً
هذا الأسى والحزن نراه في "البيان الإماراتية" على شكل نقد حاد نافذ، موجه من محمد سلمان العبودي، فيقول: "كل من كتب..وطالب حكوماته ومسؤوليه بالنظر بعين الواقع إلى واقعنا المر وتغييره، لم يعد مثيرا لاهتمام أحد، وعلى رأسهم حكوماته ومسؤولوه. لماذا؟
لماذا حدث كل هذا؟
لأننا "متخصصون في البكاء على الأطلال وتعبئة خزائن المصارف الأجنبية بالأرقام المذهلة.. فهل يعتقد العرب أن اليابان وكوريا وماليزيا واندونيسيا والهند والصين، تملك جبالا من الذهب والفضة حتى تفوقوا في الصناعة والابتكار؟ إن اليابان، على سبيل المثال، في مساحتها (000, 378 كم مربع) لا تساوي عشر مساحة السودان (000, 500, 2 كم مربع)، ولا تملك نهرا كنهر النيل، ولا أرضا زراعية كأرض السودان، ولا حديدا ولا ذهبا ولا فضة، ومع ذلك لا يوجد شبر واحد مأهول على كوكب الأرض، إلا وفيه إما سيارة من صنع ياباني أو جهاز تلفاز أو مذياع أو حاسوب أو حاسبة رياضية أو ساعة يد..!
اليابانيون لا يبكون على أطلال وضحايا هيروشيما وناغازاكي. إنهم شعب صامت..إنهم شعب يؤمن بأن الله خلق الإنسان ليعمل ويكتشف ويتطور، وبدلا من ذرف الدموع.. عليه أن يتصبب عرقا في المصنع والحقل..
نعم، كله في النهاية ماء.. ولكن شتان بين ماء وماء!!


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.