تصاعدت الأزمة حول رد فعل مصر تجاه قضية تحويل اثيوبيا لمجري نهر النيل بين الرئاسة ومجلس الوزراء بسبب تصريحات الدكتور محمد بهاء الدين وزير الري حول سد النهضة وتهميش دور مصر في المفاوضات التي أدت إلي قيام اثيوبيا بتحويل مجري النيل الأزرق والبدء في إنشاء السد. وكشفت مصادر خاصة ل«الوفد» عن أن الرئاسة كلفت الدكتور هشام قنديل باختيار وزير جديد للري لديه خبرة في ملف المياه وكيفية المفاوضات بدول حوض النيل بعد فشل وزير الري مع الجانب الاثيوبي. وأوضحت المصادر أن الأسماء المرشحة لوزارة الري هم الدكتور نصر علام وزير الري الأسبق والدكتور نادر نور الدين خبير الموارد المائية والدكتور مغاوري شحاتة خبير المياه. وكان خبراء المياه وملف دول حوض النيل طالبوا بإقالة الدكتور محمد بهاء الدين وزير الري بسبب تقصيره وتجاهله مخططات اثيوبيا وقيامها بالاسراع في إنشاء سد النهضة علي الحدود الاثيوبية السودانية. ومشاركة الوزير تضليل الرأي العام وتقديمه معلومات غير صحيحة عن سد النهضة وتقليله من تأثيراته السلبية. وفي تعليقه علي الأزمة أكد الدكتور نادر نور الدين خبير الموارد المائية والري أن قرار الحكومة الاثيوبية تحويل مجري نهر النيل الأزرق يمثل نوعاً من سياسة فرض الأمر الواقع علي مصر وكسر السيادة المصرية واذلال الشعب المصري. وأضاف أن قرار الحكومة الاثيوبية تحويل المجري لم يكن مفاجئاً وكان مخططاً له من قبل. وأكد نادر نور الدين في تصريحاته ل«الوفد» أن القيادة السياسية في مصر لابد أن تتحرك فوراً وتبدأ في وقف المهزلة. لأن بناء السد يمثل تهديداً للأمن القومي والمائي لمصر. وأكد أن سعي اثيوبيا لاقامة سد النهضة ينذر بإعلان الحرب، معتبراً أنه ليس سوي مخطط اسرائيلي اثيوبي، حذر منه السادات ومبارك ومنعا اقامة السد. وأكد د. نور الدين تزايد المخاطر التي ستلحق بمصر من وراء بناء السد، مشيراً إلي أن اثيوبيا لديها 13 نهراً بها 13 سدًا، وأن أول ضرر يعود علي دولتي المصب مصر والسودان. وأشار إلي أن اقامة السد ستتسبب في غرق للمنشآت التي تتواجد علي النيل وضفافه. ولابد من رد فعل قوي من الجيش والرئاسة. وحذر «د. نادر» من أن السد كارثة علي مصر، مشيرا إلي أنه ليس لتوليد الكهرباء، وكشف الخبير المائي عن أن اثيوبيا تمهد لاقامة 30 سداً أخري خلف سد النهضة تحجز 200 مليار متر مكعب، معتبرا ان اثيوبيا بذلك بدأت في كسر الإرادة المصرية، داعياً القيادة المصرية إلي وقف هذا المخطط الصهيوني الاسرائيلي- الاثيوبي. واعتبر الدكتور نادر أن المفاوضات الرسمية لا تصلح، داعياً للتفكير في الخيار العسكري ضد اثيوبيا لأنها مؤامرة علي الشعب المصري، استغلت خلالها اثيوبيا ما حدث في مصر خلال العامين الماضيين من أجل فرض إنشاء سد النهضة وتهديد الأمن القومي المصري. وأكد أن السد سيتمكن خلال 3 سنوات من حجز 75 مليار متر مكعب عن مصر وان اصرار اثيوبيا علي إنشائه يعرض مصر لخسائر فادحة لا يمكن تداركها ولا تنفع معها حلول التفاوض، محذراً من ان الجفاف قد يسيطر علي الأراضي الزراعية لتموت عطشاً.