تحت عنوان "الدبلوماسية القطرية السرية"، أعد الكاتب الإثيوبي "يونس آبياي"، في مقاله بصحيفة "ذا ريبورتر" الإثيوبية، تقريرا حول العلاقات السرية لقطر مع إريتريا وتقربها غير المطمأن من إثيوبيا، حيث إنها تحولت مؤخرا من عدو سابق، إلى صديق مجددا. واستهل الكاتب مقاله بتناول الزيارة التي أجراها حاكم قطر، الشيخ "حمد بن خليفة آل ثان"، إلى إثيوبيا في أوائل الشهر الماضي، بعد أن أعلنت الدولتان أنهما استعادا العلاقات الدبلوماسية فيما بينهما. ويأتي التحسن في العلاقات بين البلدين بعد صدور بيان من إثيوبيا في عام 2008 يفيد بأن قطر كانت واحدة من أهم مؤيدي الإرهاب في الصومال وفي أجزاء أخرى من القرن الأفريقي. كما كشف البيان استياء إثيوبيا من علاقة قطر القوية مع إريتريا، فعلاقة قطر مع إريتريا تعكس السياسة المضطربة في المنطقة. وبعد توتر العلاقات بين إثيوبيا وإريتريا وبداية العلاقة الوثيقة بين الأمير القطري والرئيس الإريتري "أسياس أفورقي"، قال الكاتب الغربى، "وارمين روزن"،:" تطمح قطر إلى أن تكون قوة إقليمية، وحددت بشكل خبيث وبارع دولة منبوذة في البحر الأحمر(إريتريا) كمكان لتعزيز مصالح الإمارة بشكل أوسع. ونقل الكاتب الاثيوبى ما قاله الصحفى الفرنسى "ليونارد فينسنت" :"قطر هي الدولة الوحيدة اليوم التي لديها الأدوات والإرادة للتأثير على إريتريا"، وهى تريد استخدام ذلك لمصلحتها الخاصة من حيث تحسين وضعها في المجتمع الدولي، وتأمين النفوذ في العالم العربي على البحر الأحمر، ويعد ذلك جزء من لعبتهم السياسية." وقال الكاتب الاثيوبى أن قطر هي ربما أهم شريك اقتصادي لإريتريا في الوقت الراهن، واعترف مسؤولون قطريون بذلك للدبلوماسيين الأجانب وأكدوا أن حكومتهم قدمت دعما ماليا كبيرا، مباشرة للحكومة في العاصمة الإريترية"أسمرة". ولكن يبدو أن قطر حصلت على شيء مقابل هذا الاستثمار المحفوف بالمخاطر، وهو النهوض باستراتيجية أكبر عن طريق الفوز بالنفوذ أينما ترى الفرصة لها متاحة للقيام بذلك. ويرى بعض الخبراء أن إريتريا بمثابة قاعدة إنطلاق مثالية لبلد يبحث عن نجاحات في القرن الأفريقي ، خصوصا أنها دولة عربية، في ضوء علاقات إريتريا الثقافية والتاريخية بالشرق الأوسط. ومن الواضح أن قطر تريد تحقيق انفراجة دبلوماسية كبيرة في مقابل الحصول على دعمها لحكومة "إسياس إفورقى". فقد عززت قطر هذه الحملة الدبلوماسية من خلال الاستثمار داخل إريتريا، التي تعد واحدة من أصعب الأماكن في العالم للقيام بأعمال تجارية، حتى وصلت العلاقات بينهما إلى أعلى درجة ولكن يبدو أن الحماس القطري لهذه العلاقة قد تراجع. فمنذ أواخر عام 2012، تحاول قطر جلب إثيوبيا وإريتريا للعودة إلى طاولة المفاوضات. والآن، بعدما استعادا العلاقات الدبلوماسية بينهما، ويبدو بأن قطر ستكون أكثر إلتزاما بجعل العلاقة أفضل بكثير مما كانت عليه في الأيام الخوالي. وتجلى هذا عندما ألتقى وفد رفيع المستوى من البلدين الشهر الماضي في أديس أبابا، ووقع الأمير الشيخ "حمد بن خليفة الثاني"، خلال تلك الزيارة اتفاقيات تعاون في مختلف المجالات. كما وقع الوفد القطري الذي زار أديس أبابا مؤخرا ست اتفاقيات ثنائية مع الجانب الإثيوبى وتناقش الجانبان بشأن كيفية وضع جهودهما معا لإحلال السلام والأمن الدائمين في منطقة القرن الأفريقي، وتعزيز الاستقرار الحالي المكتسب في الصومال وإعادة بناء الصومال وقضية السودانيتين. ورغم أن قطر اتهُمت بتأجيج عدم الاستقرار في الصومال والقرن بأكمله، إلا أنها جعلت من نفسها راعيا مع إثيوبيا لإحلال السلام والاستقرار الدائمين في القرن الإفريقي. وختم الكاتب مقاله قائلا:" من خلال دور الوسيط الضمني الذي تلعبه قطر بين إثيوبيا وإريتريا، فذلك يؤكد تطلع قطر لدور أفضل في السياسة العالمية".