ترصد الدوائر السياسية والأمنية في إريتريا تطورات المشهد السياسي الراهن في إثيوبيا بعد رحيل رئيس وزرائها القوي ميليس زيناوي الذي ناصبه رئيس اريتريا اسياسي أفورقي عداء مستحكما لسنوات طويلة، وهو عداء قال المحللون انه لاينفصل عن عداء قديم بين قبائل التيجراى التى ينتمى اليها زيناوى و قبائل العفر التى ينتمى اليها أفورقي فى بلدين من بلدان بلدان حوض النيل وشرق افريقيا. وقد دفع قرار العقوبات الصادرة من مجلس الأمن الدولي بحق اريتريا في عام 2009 اريتريا الى التحلي بدبلوماسية أكبر في التعاطي مع الدول الأطراف في مبادرات الاتحاد الاوروبي والافريقي ومبادرة إيجاد لتحقيق الاستقرار في القرن الافريقي وبناء سلام مع جارتها إثيوبيا، لكن أصواتا في دائرة صنع القرار في اريتريا ترى انه يتعين الاستفادة من الفترة الانتقالية التى ستشهدها اثيوبيا بعد وفاة زيناوي واستثمارها فى عرقلة مفاوضات جبهة تحرير اوجادين الوطنية مع الحكومة الاثيوبية التى تتم بوساطة كينية ، كما تبدى اريتريا أسفا لاعادة قطر علاقاتها الدبلوماسية مع اثيوبيا وتعيين سفير لها فى اديس ابابا هذا العام بعد ان كانت العلاقات القطرية- الاثيوبية قد انقطعت فى أبريل من العام 2008 لاستياء اديس ابابا من علاقات قطر القوية مع اريتريا. وجاء قرار الحكومة الاثيوبية نهاية الشهر الماضى بالافراج عن 75 اسير حرب ارتيرى لديها ليضيف تساؤلا جديدا لدى المراقبين حول نوايا البلدين بعد ان كانت القوات الاثيوبية قد اسرت الجنود الارتريين فى مارس الماضى اثناء فى اشتباكات شهدتها مناطق حدودية بين البلدين تتصارع فى السيادة عليها قبائل العفر وأعدائهم التيجراي ، وتتهم اثيوبيا النظام الاريترى بدفع مسلحي العفر لشن تلك الهجمات الحدودية مما استدعى ردا اثيوبيا موجعا عليها رأه الاريتريون بمثابة خرق لوقف إطلاق النار الموقع بين البلدين في العام 2000 ، كما تنفي إرتيريا أن تكون أسمرة هى الطرف البادىء بالعدوان .