أديس ابابا (رويترز) - قال مسؤول كبير في المخابرات إن جنودا إريتريين مدعومين بالدبابات حاصروا وزارة الإعلام يوم الاثنين وأجبروا التلفزيون الرسمي على المطالبة بالإفراج عن السجناء السياسيين. ولم يصل الجنود المارقون إلى حد المطالبة بالإطاحة بحكومة واحدة من اكثر الدول الافريقية غموضا وهي على خلاف مع الولاياتالمتحدة منذ أمد طويل كما انها متهمة بانتهاكات لحقوق الانسان. ويقود اسياس أفورقي (66 عاما) إريتريا منذ نحو عشرين عاما منذ انفصالها عن جارتها الأكبر إثيوبيا. وقال مصدر في المخابرات الإريترية لرويترز شريطة عدم الكشف عن هويته إن الجنود أجبروا المدير العام للتلفزيون الرسمي "على القول بأنه يتعين على الحكومة الإريترية أن تطلق سراح جميع المعتقلين السياسيين." ولم يصدر اي بيان فوري من حكومة أسمرة. وفي العام الماضي اتهمت مفوضة الاممالمتحدة لحقوق الانسان إريتريا بممارسة التعذيب وتنفيذ عمليات إعدام خارج نطاق القضاء وقالت ان ما بين خمسة الاف وعشرة الاف سجين سياسي محتجزون في الدولة البالغ عدد سكانها حوالي ستة ملايين نسمة. وقال مسؤول المخابرات ودبلوماسيون في المنطقة إن البث التلفزيوني انقطع بعد الدعوة لاطلاق سراح السجناء. وصرح دبلوماسي غربي في اثيوبيا المجاورة بأن الجنود ربما استولوا على بنايات اخرى ايضا. وتعد الدولة المنتجة للذهب والواقعة على حزام استراتيجي من الاراضي الجبلية على ساحل البحر الأحمر واحدة من أكثر الدول غموضا في القارة السمراء وتفرض قيودا على دخول الصحفيين الأجانب. وقال ناشطون اريتريون معارضون يعيشون في المنفى في إثيوبيا ان الانشقاقات تتزايد داخل صفوف الجيش الإريتري خاصا بسبب الصعوبات الاقتصادية. ولدى إريتريا ثاني اكبر جيش في افريقيا رغم عدد سكانها الصغير نسبيا. وقال ناشط لرويترز "ازدادات القضايا الإقتصادية سوءا وتسببت في تدهور العلاقات بين الحكومة والجنود خلال الاسابيع والشهور القليلة المنصرمة." وانفصلت إريتريا عن إثيوبيا عام 1991. وخاض البلدان حربا في الفترة بين 1998 و2000 بسبب اراض حدودية ما زالت محل نزاع. والعلاقات متوترة بينهما بشكل دائم وتنفي إريتريا اتهامات بانها تدعم متمردين إثيوبيين. وفرض مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة حظرا على إريتريا عام 2009 بسبب بواعث قلق من ان حكومتها تمول وتسلح متمردي حركة الشباب في الصومال المجاور وهي اتهامات نفتها أسمرة. وقالت مصادر دبلوماسية لرويترز إن اسياس نجا من محاولة إغتيال قام بها جندي ساخط عام 2009. وسارعت إريتريا العام الماضي لتبديد تكهنات بأن اسياس مريض. وعرض التلفزيون الرسمي لقطات له وهو يهاجم الولاياتالمتحدة لنشرها أكاذيب عن حالته الصحية. ولا يوجد مرشح واضح لقيادة البلاد خلفا له. واتهمت أسمرة الولاياتالمتحدة بالعمل من وراء الستار للإطاحة برئيسها. ونشر موقع ويكيليكس برقية دبلوماسية أمريكية تعود إلى عام 2009 تصف اسياس افورقي بانه "دكتاتور مشوش". (إعداد حسن عمار للنشرة العربية - تحرير عماد عمر)