أعلن الجيش السوداني، اليوم السبت، موافقة عبدالفتاح البرهان قائد القوات المسلحة، على طلب عدد من الدول تسهيل وضمان إجلاء رعاياها وبعثاتها الدبلوماسية من السودان، التي تشهد تدهورًا في الأوضاع بسبب الاشتباكات المستمرة لليوم الثامن. اقرأ أيضًا.. السودان.. اشتباكات عنيفة في الخرطوم وأم درمان رغم الهدنة وتلقى البرهان اتصالات من رؤساء عدد من الدول لطلب تسهيل وضمان تأمين إجلاء رعاياها وبعثاتها الدبلوماسية من البلاد وقد وافق على تقديم المساعدة اللازمة لتأمين ذلك لمختلف الدول، حسب ما أفاد المكتب الإعلامي للقوات المسلحة السودانية. وأضاف المكتب أنه ينتظر أن تبدأ عملية إجلاء كل البعثات التي تطلب دولها ذلك خلال الساعات القادمة، حيث ستقوم كل من الولاياتالمتحدة وبريطانيا وفرنسا والصين بإخلاء دبلوماسييها ورعاياها جوا بطائرات نقل عسكري تتبع لقواتها المسلحة من الخرطوم ويتوقع الشروع في ذلك فورًا. ولفت إلى أنه جرى في وقت سابق إجلاء البعثة السعودية برا إلى بورتسودان ومنها جوا إلى المملكة العربية السعودية، كما سيتم تأمين مغادرة البعثة الأردنية في وقت لاحق بنفس الأسلوب. ومن جهتها، أعلنت المملكة العربية السعودية، اليوم السبت، بدء ترتيب إجلاء المواطنين السعوديين وعددٍ من رعايا الدول الشقيقة والصديقة من السودان إلى المملكة. وقالت وزارة الخارجية السعودية، في بيان نشرته وكالة "واس" إن هذه الإجراءات تأتي إنفاذاً لتوجيهات خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي العهد الأمير محمد بن سلمان بمتابعة ورعاية مواطني المملكة في السودان. وجاء في البيان: "إنفاذًا لتوجيهات القيادة -حفظها الله- بمتابعة ورعاية مواطني المملكة في جمهورية السودان، تُعلن وزارة الخارجية عن بدء ترتيب إجلاء المواطنين السعوديين وعددٍ من رعايا الدول الشقيقة والصديقة من جمهورية السودان إلى المملكة". واندلعت مواجهات مسلحة في عدد من المدن السودانية، منذ السبت الماضي، بين قوات الجيش السودانية وبين قوات الدعم السريع، ما أسفر عن مقتل وإصابة المئات، وأدت الاشتباكات إلى توقف الخدمات في العديد من المرافق وعلى رأسها الصحية. وتعرضت إحدى طائرات الخطوط السعودية لحادث في مطار الخرطوم الدولي بعد أن تأزمت الأوضاع في السودان في أواخر شهر رمضان، وقد تم تعليق جميع رحلات الخطوط الجوية السعودية من وإلى السودان حتى إشعار آخر. وكانت السعودية قد دعت جميع الأطراف في السودان إلى تغليب لغة الحوار وضبط النفس وتوحيد الصف، بما يسهم في استكمال ما تم إحرازه من توافق، ومن ذلك الاتفاق الإطاري الهادف إلى التوصل لإعلان سياسي يتحقق بموجبه الاستقرار السياسي والتعافي الاقتصادي والازدهار للسودان. ومع استمرار المعارك العنيفة بين قوات الدعم السريع والجيش السوداني لليوم الثامن، شهدت الخرطوم وأم درمان تجدد للاشتباكات رغم الهدنة المُتفق تنفيذها خلال فترة عيد الفطر. وفي وقت سابق، أظهرت لقطات بطائرات مسيرة بضعة أعمدة دخان في أنحاء الخرطوم والمدن القريبة الأخرى، التي تمثل معا واحدة من أكبر المناطق الحضرية في إفريقيا. وأودت المواجهات بحياة المئات في العاصمة وفي غرب السودان أساسًا وتدفع ثالث أكبر دولة في قارة إفريقيا إلى كارثة إنسانية في بلد يعتمد ربع سكانه بالفعل على المساعدات الغذائية. وقالت منظمة الصحة العالمية، الجمعة، إن 413 شخصًا لقوا حتفهم وأصيب 3551 منذ اندلاع القتال في السودان، ومن بين القتلى 5 على الأقل من موظفي الإغاثة. لمزيد من الأخبار العالمية اضغط هنا: